22 ديسمبر، 2024 10:06 م

العتبات النصّية في شعر عبد الرزّاق الربيعي) رسالة أكاديمية في جامعة ذي قار علي جبار عطية جرت صباح الأربعاء ١٤ /٧ في كلية التربية والعلوم الإنسانية بجامعة ذي قار مناقشة رسالة طالب الماجستير ميثاق شاطي الهلالي الموسومة(العتبات النصّية في شعر عبد الرزّاق الربيعي)، وتألفت اللجنةمن: أ.د. مصطفى لطيف عارف (رئيسا)،وعضوية:د علي عبد الرحيم،٠د أناهيد ناجي، ا٠د علي حسين جلود (عضوا ومشرفا)، وقال الباحث في بداية الجلسة” يتفنّنُ النصُّ الأدبيّ شعرًا كان أم نثرًا في تقديمِ تحديّاتٍ جمّةٍ تستفزُّ المتلقّي وتستنفرُ طاقاتِهِ التحليليّةَ التفسيريّةَ بما تقدّمهُ من معطياتٍ حداثيّةٍ تَحكُمُ على ذلك المتلقّي أن يكون في رهانٍ مع النصّ، فغدا تلقي الأدبِ المعاصرِ يعتمدُ العينَ المجرّدةَ والإحساسَ بما يُرى لا بما يُسمع، بِعدِّ الخطابِ الأدبي ليس كلماتٍ وأفكارًا فحسب، بل صارت تترادفُ على تشكيلِهِ عناصرُ أخرى لا يمكنُ إدراكُها إلا عن طريقِ البصرِ، إذ إنّ طريقةَ إخراجِ نصٍّ ما واختيارِ ما يُصاحبهُ من نصوصٍ وألوانٍ، بدأتْ تدخلُ في تحديدِ دلالاتِهِ وتأطيرِ مسارِهِ، فأخذتْ تلك العناصرُ تستثمرُ قدراتِ المتلقّي التحليليةَ تاركةً لهُ الخيارَ في التأويلِ وصناعةِ نصٍّ جديدٍ، حين تنقلهُ من الاعتناءِ بشعريّةِ المسموعِ والمقروءِ إلى شعريّةِ المرئي، فبعدَ أن كانتِ القصيدةُ تشقُّ طريقَها نحو المتلقّي عن طريقِ الإِنشادِ الذي يتكفّلُهُ شاعرُها أو من ينوبُ عنهُ، أصبحتِ الآن تتكفّلُ ايصالَها العديدُ من العناصرِ الخطيّةِ والصّوريّةِ التي تحملُ دلالاتٍ عميقةً تدخلُ في إخراجِها وتأطيرِ حدودِها وتقديمِها للمتلقّي على طبقٍ من متعةٍ ويُسرٍ، وكانتِ الدراساتُ النقديّةُ قد عنيتْ بالنصوصِ الأدبيّةِ بكلِّ أجناسِها، فدخلتْ عوالمَها كاشفةً جمالياتِها ومظاهرَ شعريّتِها، لكنّها لم تُعنَ بما يحيطُ المُتونَ الأصليّةَ من نصوصٍ أو عتباتٍ تتعاضدُ معها بشكلٍ أو بآخرَ، بل عدّتْها زوائدَ وعناصرَ ثانويةً لا تضيفُ للمتنِ شيئًا ولا تشكّلُ شيئًا يذكر، إلّا إنَّ الدراساتِ الحديثةَ التفتتْ مؤخّرًا إلى تلك النوافذِ التي تبعثُ ضوءَها إلى عوالمِ المتونِ، وتلك البواباتِ التي تفتحُ مصاريعَها أمامَ الزائرِ/القارئِ؛ كاشفةً لهُ خبايا النصوصِ الأدبيّةِ ومكنوناتِها، بعد أن توفّرَ لهُ زادًا يُعينهُ في سفرتِهِ الاستكشافيّةِ/القرائيّةِ، وقد أفاضتْ تلك الدراساتُ الأدبيّةُ في مجالِ الاعتناءِ بما يُحيطُ النصَّ من علاماتٍ تتواشجُ معهُ وتمدُّهُ بالدّلالاتِ، وأطلقتْ عليها: (العتبات النصيّة، المناص، النصوص الموازية، النصوص المحيطة…)، ويدخلُ تحتَها (العنوانُ وعلاماتُ الأغلفةِ واسمُ المبدعِ والإهداءاتُ والتصديراتُ والهوامشُ والمقدّماتُ والكلماتُ النقديّةُ…)، وغيرُها من النصوصِ التي تُؤازرُ النصَّ الأصليَّ/المتنَ، محاولةً فكّ شفراتِهِ واماطةَ اللثامِ عمَّا يستعصي منهُ على الفهمِ، وقد تتوّجتْ هذهِ الدراسات في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين على يدِ الفرنسي (جيرار جينيت) في كتابهِ (عتبات)، الذي أصبح رائدَها الأول، فعملَ على استنطاقِها وتوضيحِ وظائفِها ودلالاتِها وغاياتِ ظهورِها، لما لها من دورٍ في كشفِ مقاصدِ المؤلّفِ والناشرِ على حدٍّ سواء، فلم تعدْ زوائدَ جماليةً فقط أو هوامشَ لا معنى لها، بل أصبحتْ من أرفعِ معالمِ الكتابِ وأظهرِها للقارئ، وقد تُرجمتْ بعضُ الكتاباتِ النقديّةِ كمؤلّفاتِ (جينيت) (مدخل لجامع النص، وأطراس، وعتبات) الأمرُ الذي دفعَ النقّادَ والدّارسينَ العربَ إلى تبنّي جهدٍ تأليفيٍّ في موضوعِ العتباتِ النصّيّةِ، فظهرتْ مؤلّفاتٌ رفدت المكتبةَ النقديّةَ العربيّةَ، وكانتْ المُعينَ للباحثِ في اخراجِ بحثِهِ هذا على ما هو عليه الآن، ويمكنُ القولُ: إنَّ هذه الدراساتِ وغيرَها كان اعتمادُها الأكبرُ على النظريةِّ الغربيّةِ الحديثةِ في هذا المجالِ، وإن كانتْ قد استلهمت الشيءَ اليسيرَ من التراثِ العربيِّ القديمِ في العتباتِ كما عندَ الجاحظِ (255ه)، وابنِ قتيبة (276ه)، والصوليّ (335ه)، والمقريزيّ (854ه) وغيرِهم، إلّا إنّ تنظيرَ (جيرار جينيت) لموضوعِ العتباتِ النصّيّة كان الرافدَ الأبرزَ لتلك الدراساتِ العربيّةِ الحديثةِ. ولم يتوقفِ الاعتناءُ بهذه العتباتِ عند النقّادِ فحسب، بل تجاوزَهم إلى المؤلّفينَ الذين باتوا يعتنونَ بإخراج كتبِهم واختيارِ عنواناتِها، وتنميقِ اهداءاتِ نصوصِها وتصديراتِها…، وكلُّ ذلك يتمُّ عن وعيٍ وقصدٍ تامّينِ من الكاتبِ في بعضِ العتباتِ، ودارِ النشرِ في بعضِها، وباتفاقِهما معًا في بعضِها الآخرِ، وهذا ما ظهرَ جليًّا في دواوينِ الشاعرِ (عبد الرّزّاق الربيعيّ) موضوع الدراسةِ، إذ شكّلَ اعتناؤهُ بانتقاءِ العتباتِ النصيّةِ وتنويعِها ظاهرةً لافتةً في مدوّنتِهِ الشعريِةِ، فكان ذلك من الأسبابِ التي دفعتْ لاختيارِ هذا الموضوعِ” وحول فصول الدراسة قال الهلالي” لقد شُيّدتْ هذه الدّراسةُ على ثلاثةِ فصولٍ سبقَها تمهيدٌ وتلتها خاتمةٌ، إذ تناولَ التمهيدُ العتبةَ في اللغةِ والاصطلاحِ، وفكرةَ العتباتِ في الجهدِ العربيّ القديمِ، والنقدِ العربيّ الحديثِ، وظاهرةَ تعدّدِ المصطلحاتِ، ثمّ تناولَ العتباتِ في النقدِ الغربيّ، ليصلَ إلى العتبةِ عند (جيرار جينيت)، وختمَ بكلمةٍ موجزةٍ عن حياةِ الشاعرِ عبد الرزّاق الربيعيّ وإنجازاتِهِ. في حين جاءَ الفصلُ الأوّلُ بعنوانِ (عتبات العنونة)، معالجًا العنوانَ وتطوّرَهُ بتقديمٍ نظريٍّ، ثمّ ذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بالعنوانِ الرئيسِ الخارجيّ، إذ درسَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (العنوانَ الرئيسَ الطويل)، في حين توجّه المطلبُ الثاني نحو (العنوانِ الرئيسِ القصير) وتناولَ المطلبانِ العنوانَ تركيبًا وصوتًا ودلالةً، وأشارا إلى مدى تعالقِهِ مع المتنِ ودلالاتِهِ التي يقدّمُها للمتلقّي، ليأتي المبحثُ الثاني مختصًّا بالعنواناتِ الداخليّةِ، وقد ارتأى البحثُ تقسيمَهُ حسبَ العيّنةِ المتوافرةِ على ستة مطالبَ هي: (العنوان اسمًا، ونكرةً، وتناصًّا، ومفارقةً، وانزياحًا، ومكانًا) إذ درسَ عيّناتٍ محدّدةً من تلك العنواناتِ وعلاقاتِها بعنواناتِ الدواوينِ الرئيسةِ من جهةٍ ومع نصوصِها من جهةٍ أخرى، آخذًا بنظرِ الاعتبارِ تاريخَ صدورِ الديوانِ. أما الفصلُ الثاني فقد أشارتْ بوصلتُهُ نحو (العتبات التوجيهيّة)، فتناولَ المبحثُ الأوّلُ (الإهداءَ) كمفهومٍ ووظائفَ وأنواعٍ، وعالجَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (الإهداء الخاص) وعلاقةَ ذلك الإهداءِ بالنصوصِ الشعريّةِ وما يمكنُ أن يقدّمَ للقارئ بوصفهِ عتبةً نصيّةً، في حين درسَ المطلبُ الثاني (الإهداء الأدبي/الفنّي) وتعالقَهُ مع النصوصِ وعنواناتِها، وما الغايةُ من استحضارِهِ، ليأتي المبحثُ الثاني متناولًا (التصدير) ومفهومَهُ ووظائفَهُ، مُقسّمًا على ثلاثةِ مطالبَ: (التصدير القرآني) و(التصدير الشعري) و(التصدير النثري)، وكيف استطاعَ الشاعرُ توظيفَها في النصِّ، وما الغاية من استحضارِها والدلالاتِ التي قدّمتْها للنصِّ والقارئ، ويتّجهُ المبحثُ الثالثُ نحو (الهامش) موضّحًا معناه ووظائفَهُ وما يتغيّا الشاعرُ منهُ. واتّجه الفصلُ الثالثُ نحو (عتبات الغلاف الخارجيّ)، فذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بـ (الغلاف الأمامي) إذ عالجَ بدايةً الغلافَ وما يحتويه، وأهمَّ العناصرِ المكوّنة لهُ، ثمّ تناولَ الأغلفةَ الأماميّة للدواوينِ موضحًا ما تبوحُ بهِ اللوحاتُ وألوانُها، وباقي تشكيلاتِ الغلافِ البصريّةِ والكتابيةِ، في حين درسَ المبحثُ الثاني (الغلاف الخلفي) وتناولُهُ في مطلبينِ: اختَصّ الأوّلُ بما يُقتَبسُ من نصوصِ الشاعرِ ليوضعَ على خلفيةِ الديوانِ، وانفردَ المطلبُ الثاني بالنصوصِ المقتبسةِ من آراءِ النقّادِ بالشاعرِ وشعرِهِ، أو كلماتِ الناشرينَ وتقديمِهم للدواوينِ الشعريّة. وقد اعتمد البحثُ كثيرًا من المصادرِ، منها: (عتبات جيرار جينيت من النص إلى المناص) عبد الحق بلعابد، و(هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل) شعيب حليفي، و(مدخل إلى عتبات النص) عبد الرزّاق بلال، و(عتبات الكتابة القصصيّة، دراسة في بلاغة التشكيل والتدليل) جميلة عبد الله العبيدي، و(العتبات النصيّة في رواية الأجيال العربية) سهام السامرائي، و(شعريّة النص الموازي في الخطاب الشعري المعاصر، المقولة والإجراء) صباح حسن التميمي، وغيرُها من المصادرِ التي رفدتْ البحثَ وأعانتهُ”. وفي ختامِ كلامه تقدّمَ بالشكرِ والامتنانِ الكبيرينِ إلى لَجنَةِ المناقشةِ الموقّرةِ التي تفضّلتْ عليَّ بقبولِ مناقشةِ هذه الرسالة، كما قال” وتقويمِ اعوجاجِها وتهذيبِ نتوآتِها والإبانةِ عن مواطنِ القصورِ فيها، لتخرجَ بأبهى حُلّةٍ وأجودَ صورة، متمثّلةً بأستاذي المفضالِ الدكتور مصطفى لطيف عارف رئيسًا، ومن تكلّفَ وعثاءَ السفرِ قادمًا من قلبِ الجنوبِ النابضِ وسحرِ الماءِ الأستاذ الدكتور علي عبد المجيد عضوًا، والأستاذ المساعد الدكتور أناهيد ناجي فيصل عضوًا، وإلى مشرفِ البحثِ أستاذي وشيخي المفضال الدكتور (علي حسين جلود)، الذي هوّنَ عليَّ كثيرًا من الصعاب، إذ بانَ أسلوبُهُ العذبُ في ثنيّاتِ البحثِ فخرجَ كما هو عليه الآن، هذا وسأكونُ مستمعًا مصغيًا لما تتفضلون بهِ من ملاحظَ ستثري البحثَ وتقوّمَهُ، ولا يفوتُني أن أتقدّمَ بالشكرِ والتقديرِ لرئاسةِ قسمِ اللّغةِ العربيةِ في جامعةِ ذي قار، كلية التربية للعلوم الإنسانية، متمثلةً بالأستاذِ الدكتور عبد الرحمن فرهود جساس وأساتيذِ القسمِ الأعلامِ الذين نهلتُ من شَهدِ كلامِهم منذُ مرحلةِ البكالوريوس، إذ كان لنصحِهم وارشادِهم الأثرُ الكبيرُ في دعمِ العملِ واخراجِهِ بهذه الصورة، فشكرًا بحجم ثرائِهم وانسانيتِهم” وفي نهاية الجلسة اجتمعت اللجنة واعلنت قرارها بجازتها بتقدير إمتياز. يذكر أن الباحث محمود يونس محمد نال درجة الماجستير بتقدير امتياز عن رسالته الموسومة ” تمثّلات الفقد في شعر عبدالرزاق الربيعي”،التي نوقشت بكلية التربية بجامعة سامراء، الشهر الماضي، وسيناقش طالب الدكتوراه منتدى مانع الحمداوي رسالته الموسومة ” شعر عبدالرزاق الربيعي- دراسة في الأداء الشعري” يوم الأربعاء ٤ آب بجامعة القادسية، وتألفت اللجنة من كل من : الأستاذ الدكتور علي عبد الرزاق السامرائي..جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد رئيسا للجنة المناقشة،الأستاذ الدكتور جاسم محمد الخالدي كلية التربية جامعة واسط عضوا، الأستاذ الدكتور صباح عباس جودي عنوز جلنار الكوفة، الأستاذ المساعد الدكتور جامعة القادسية، حسام حمد الزيادي، الأستاذ المساعد الدكتور جامعة القادسية نهى حسين كندوح.

العتبات النصّية في شعر عبد الرزّاق الربيعي) رسالة أكاديمية في جامعة ذي قار علي جبار عطية جرت صباح الأربعاء ١٤ /٧ في كلية التربية والعلوم الإنسانية بجامعة ذي قار مناقشة رسالة طالب الماجستير ميثاق شاطي الهلالي الموسومة(العتبات النصّية في شعر عبد الرزّاق الربيعي)، وتألفت اللجنةمن: أ.د. مصطفى لطيف عارف (رئيسا)،وعضوية:د علي عبد الرحيم،٠د أناهيد ناجي، ا٠د علي حسين جلود (عضوا ومشرفا)، وقال الباحث في بداية الجلسة” يتفنّنُ النصُّ الأدبيّ شعرًا كان أم نثرًا في تقديمِ تحديّاتٍ جمّةٍ تستفزُّ المتلقّي وتستنفرُ طاقاتِهِ التحليليّةَ التفسيريّةَ بما تقدّمهُ من معطياتٍ حداثيّةٍ تَحكُمُ على ذلك المتلقّي أن يكون في رهانٍ مع النصّ، فغدا تلقي الأدبِ المعاصرِ يعتمدُ العينَ المجرّدةَ والإحساسَ بما يُرى لا بما يُسمع، بِعدِّ الخطابِ الأدبي ليس كلماتٍ وأفكارًا فحسب، بل صارت تترادفُ على تشكيلِهِ عناصرُ أخرى لا يمكنُ إدراكُها إلا عن طريقِ البصرِ، إذ إنّ طريقةَ إخراجِ نصٍّ ما واختيارِ ما يُصاحبهُ من نصوصٍ وألوانٍ، بدأتْ تدخلُ في تحديدِ دلالاتِهِ وتأطيرِ مسارِهِ، فأخذتْ تلك العناصرُ تستثمرُ قدراتِ المتلقّي التحليليةَ تاركةً لهُ الخيارَ في التأويلِ وصناعةِ نصٍّ جديدٍ، حين تنقلهُ من الاعتناءِ بشعريّةِ المسموعِ والمقروءِ إلى شعريّةِ المرئي، فبعدَ أن كانتِ القصيدةُ تشقُّ طريقَها نحو المتلقّي عن طريقِ الإِنشادِ الذي يتكفّلُهُ شاعرُها أو من ينوبُ عنهُ، أصبحتِ الآن تتكفّلُ ايصالَها العديدُ من العناصرِ الخطيّةِ والصّوريّةِ التي تحملُ دلالاتٍ عميقةً تدخلُ في إخراجِها وتأطيرِ حدودِها وتقديمِها للمتلقّي على طبقٍ من متعةٍ ويُسرٍ، وكانتِ الدراساتُ النقديّةُ قد عنيتْ بالنصوصِ الأدبيّةِ بكلِّ أجناسِها، فدخلتْ عوالمَها كاشفةً جمالياتِها ومظاهرَ شعريّتِها، لكنّها لم تُعنَ بما يحيطُ المُتونَ الأصليّةَ من نصوصٍ أو عتباتٍ تتعاضدُ معها بشكلٍ أو بآخرَ، بل عدّتْها زوائدَ وعناصرَ ثانويةً لا تضيفُ للمتنِ شيئًا ولا تشكّلُ شيئًا يذكر، إلّا إنَّ الدراساتِ الحديثةَ التفتتْ مؤخّرًا إلى تلك النوافذِ التي تبعثُ ضوءَها إلى عوالمِ المتونِ، وتلك البواباتِ التي تفتحُ مصاريعَها أمامَ الزائرِ/القارئِ؛ كاشفةً لهُ خبايا النصوصِ الأدبيّةِ ومكنوناتِها، بعد أن توفّرَ لهُ زادًا يُعينهُ في سفرتِهِ الاستكشافيّةِ/القرائيّةِ، وقد أفاضتْ تلك الدراساتُ الأدبيّةُ في مجالِ الاعتناءِ بما يُحيطُ النصَّ من علاماتٍ تتواشجُ معهُ وتمدُّهُ بالدّلالاتِ، وأطلقتْ عليها: (العتبات النصيّة، المناص، النصوص الموازية، النصوص المحيطة…)، ويدخلُ تحتَها (العنوانُ وعلاماتُ الأغلفةِ واسمُ المبدعِ والإهداءاتُ والتصديراتُ والهوامشُ والمقدّماتُ والكلماتُ النقديّةُ…)، وغيرُها من النصوصِ التي تُؤازرُ النصَّ الأصليَّ/المتنَ، محاولةً فكّ شفراتِهِ واماطةَ اللثامِ عمَّا يستعصي منهُ على الفهمِ، وقد تتوّجتْ هذهِ الدراسات في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين على يدِ الفرنسي (جيرار جينيت) في كتابهِ (عتبات)، الذي أصبح رائدَها الأول، فعملَ على استنطاقِها وتوضيحِ وظائفِها ودلالاتِها وغاياتِ ظهورِها، لما لها من دورٍ في كشفِ مقاصدِ المؤلّفِ والناشرِ على حدٍّ سواء، فلم تعدْ زوائدَ جماليةً فقط أو هوامشَ لا معنى لها، بل أصبحتْ من أرفعِ معالمِ الكتابِ وأظهرِها للقارئ، وقد تُرجمتْ بعضُ الكتاباتِ النقديّةِ كمؤلّفاتِ (جينيت) (مدخل لجامع النص، وأطراس، وعتبات) الأمرُ الذي دفعَ النقّادَ والدّارسينَ العربَ إلى تبنّي جهدٍ تأليفيٍّ في موضوعِ العتباتِ النصّيّةِ، فظهرتْ مؤلّفاتٌ رفدت المكتبةَ النقديّةَ العربيّةَ، وكانتْ المُعينَ للباحثِ في اخراجِ بحثِهِ هذا على ما هو عليه الآن، ويمكنُ القولُ: إنَّ هذه الدراساتِ وغيرَها كان اعتمادُها الأكبرُ على النظريةِّ الغربيّةِ الحديثةِ في هذا المجالِ، وإن كانتْ قد استلهمت الشيءَ اليسيرَ من التراثِ العربيِّ القديمِ في العتباتِ كما عندَ الجاحظِ (255ه)، وابنِ قتيبة (276ه)، والصوليّ (335ه)، والمقريزيّ (854ه) وغيرِهم، إلّا إنّ تنظيرَ (جيرار جينيت) لموضوعِ العتباتِ النصّيّة كان الرافدَ الأبرزَ لتلك الدراساتِ العربيّةِ الحديثةِ. ولم يتوقفِ الاعتناءُ بهذه العتباتِ عند النقّادِ فحسب، بل تجاوزَهم إلى المؤلّفينَ الذين باتوا يعتنونَ بإخراج كتبِهم واختيارِ عنواناتِها، وتنميقِ اهداءاتِ نصوصِها وتصديراتِها…، وكلُّ ذلك يتمُّ عن وعيٍ وقصدٍ تامّينِ من الكاتبِ في بعضِ العتباتِ، ودارِ النشرِ في بعضِها، وباتفاقِهما معًا في بعضِها الآخرِ، وهذا ما ظهرَ جليًّا في دواوينِ الشاعرِ (عبد الرّزّاق الربيعيّ) موضوع الدراسةِ، إذ شكّلَ اعتناؤهُ بانتقاءِ العتباتِ النصيّةِ وتنويعِها ظاهرةً لافتةً في مدوّنتِهِ الشعريِةِ، فكان ذلك من الأسبابِ التي دفعتْ لاختيارِ هذا الموضوعِ” وحول فصول الدراسة قال الهلالي” لقد شُيّدتْ هذه الدّراسةُ على ثلاثةِ فصولٍ سبقَها تمهيدٌ وتلتها خاتمةٌ، إذ تناولَ التمهيدُ العتبةَ في اللغةِ والاصطلاحِ، وفكرةَ العتباتِ في الجهدِ العربيّ القديمِ، والنقدِ العربيّ الحديثِ، وظاهرةَ تعدّدِ المصطلحاتِ، ثمّ تناولَ العتباتِ في النقدِ الغربيّ، ليصلَ إلى العتبةِ عند (جيرار جينيت)، وختمَ بكلمةٍ موجزةٍ عن حياةِ الشاعرِ عبد الرزّاق الربيعيّ وإنجازاتِهِ. في حين جاءَ الفصلُ الأوّلُ بعنوانِ (عتبات العنونة)، معالجًا العنوانَ وتطوّرَهُ بتقديمٍ نظريٍّ، ثمّ ذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بالعنوانِ الرئيسِ الخارجيّ، إذ درسَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (العنوانَ الرئيسَ الطويل)، في حين توجّه المطلبُ الثاني نحو (العنوانِ الرئيسِ القصير) وتناولَ المطلبانِ العنوانَ تركيبًا وصوتًا ودلالةً، وأشارا إلى مدى تعالقِهِ مع المتنِ ودلالاتِهِ التي يقدّمُها للمتلقّي، ليأتي المبحثُ الثاني مختصًّا بالعنواناتِ الداخليّةِ، وقد ارتأى البحثُ تقسيمَهُ حسبَ العيّنةِ المتوافرةِ على ستة مطالبَ هي: (العنوان اسمًا، ونكرةً، وتناصًّا، ومفارقةً، وانزياحًا، ومكانًا) إذ درسَ عيّناتٍ محدّدةً من تلك العنواناتِ وعلاقاتِها بعنواناتِ الدواوينِ الرئيسةِ من جهةٍ ومع نصوصِها من جهةٍ أخرى، آخذًا بنظرِ الاعتبارِ تاريخَ صدورِ الديوانِ. أما الفصلُ الثاني فقد أشارتْ بوصلتُهُ نحو (العتبات التوجيهيّة)، فتناولَ المبحثُ الأوّلُ (الإهداءَ) كمفهومٍ ووظائفَ وأنواعٍ، وعالجَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (الإهداء الخاص) وعلاقةَ ذلك الإهداءِ بالنصوصِ الشعريّةِ وما يمكنُ أن يقدّمَ للقارئ بوصفهِ عتبةً نصيّةً، في حين درسَ المطلبُ الثاني (الإهداء الأدبي/الفنّي) وتعالقَهُ مع النصوصِ وعنواناتِها، وما الغايةُ من استحضارِهِ، ليأتي المبحثُ الثاني متناولًا (التصدير) ومفهومَهُ ووظائفَهُ، مُقسّمًا على ثلاثةِ مطالبَ: (التصدير القرآني) و(التصدير الشعري) و(التصدير النثري)، وكيف استطاعَ الشاعرُ توظيفَها في النصِّ، وما الغاية من استحضارِها والدلالاتِ التي قدّمتْها للنصِّ والقارئ، ويتّجهُ المبحثُ الثالثُ نحو (الهامش) موضّحًا معناه ووظائفَهُ وما يتغيّا الشاعرُ منهُ. واتّجه الفصلُ الثالثُ نحو (عتبات الغلاف الخارجيّ)، فذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بـ (الغلاف الأمامي) إذ عالجَ بدايةً الغلافَ وما يحتويه، وأهمَّ العناصرِ المكوّنة لهُ، ثمّ تناولَ الأغلفةَ الأماميّة للدواوينِ موضحًا ما تبوحُ بهِ اللوحاتُ وألوانُها، وباقي تشكيلاتِ الغلافِ البصريّةِ والكتابيةِ، في حين درسَ المبحثُ الثاني (الغلاف الخلفي) وتناولُهُ في مطلبينِ: اختَصّ الأوّلُ بما يُقتَبسُ من نصوصِ الشاعرِ ليوضعَ على خلفيةِ الديوانِ، وانفردَ المطلبُ الثاني بالنصوصِ المقتبسةِ من آراءِ النقّادِ بالشاعرِ وشعرِهِ، أو كلماتِ الناشرينَ وتقديمِهم للدواوينِ الشعريّة. وقد اعتمد البحثُ كثيرًا من المصادرِ، منها: (عتبات جيرار جينيت من النص إلى المناص) عبد الحق بلعابد، و(هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل) شعيب حليفي، و(مدخل إلى عتبات النص) عبد الرزّاق بلال، و(عتبات الكتابة القصصيّة، دراسة في بلاغة التشكيل والتدليل) جميلة عبد الله العبيدي، و(العتبات النصيّة في رواية الأجيال العربية) سهام السامرائي، و(شعريّة النص الموازي في الخطاب الشعري المعاصر، المقولة والإجراء) صباح حسن التميمي، وغيرُها من المصادرِ التي رفدتْ البحثَ وأعانتهُ”. وفي ختامِ كلامه تقدّمَ بالشكرِ والامتنانِ الكبيرينِ إلى لَجنَةِ المناقشةِ الموقّرةِ التي تفضّلتْ عليَّ بقبولِ مناقشةِ هذه الرسالة، كما قال” وتقويمِ اعوجاجِها وتهذيبِ نتوآتِها والإبانةِ عن مواطنِ القصورِ فيها، لتخرجَ بأبهى حُلّةٍ وأجودَ صورة، متمثّلةً بأستاذي المفضالِ الدكتور مصطفى لطيف عارف رئيسًا، ومن تكلّفَ وعثاءَ السفرِ قادمًا من قلبِ الجنوبِ النابضِ وسحرِ الماءِ الأستاذ الدكتور علي عبد المجيد عضوًا، والأستاذ المساعد الدكتور أناهيد ناجي فيصل عضوًا، وإلى مشرفِ البحثِ أستاذي وشيخي المفضال الدكتور (علي حسين جلود)، الذي هوّنَ عليَّ كثيرًا من الصعاب، إذ بانَ أسلوبُهُ العذبُ في ثنيّاتِ البحثِ فخرجَ كما هو عليه الآن، هذا وسأكونُ مستمعًا مصغيًا لما تتفضلون بهِ من ملاحظَ ستثري البحثَ وتقوّمَهُ، ولا يفوتُني أن أتقدّمَ بالشكرِ والتقديرِ لرئاسةِ قسمِ اللّغةِ العربيةِ في جامعةِ ذي قار، كلية التربية للعلوم الإنسانية، متمثلةً بالأستاذِ الدكتور عبد الرحمن فرهود جساس وأساتيذِ القسمِ الأعلامِ الذين نهلتُ من شَهدِ كلامِهم منذُ مرحلةِ البكالوريوس، إذ كان لنصحِهم وارشادِهم الأثرُ الكبيرُ في دعمِ العملِ واخراجِهِ بهذه الصورة، فشكرًا بحجم ثرائِهم وانسانيتِهم” وفي نهاية الجلسة اجتمعت اللجنة واعلنت قرارها بجازتها بتقدير إمتياز. يذكر أن الباحث محمود يونس محمد نال درجة الماجستير بتقدير امتياز عن رسالته الموسومة ” تمثّلات الفقد في شعر عبدالرزاق الربيعي”،التي نوقشت بكلية التربية بجامعة سامراء، الشهر الماضي، وسيناقش طالب الدكتوراه منتدى مانع الحمداوي رسالته الموسومة ” شعر عبدالرزاق الربيعي- دراسة في الأداء الشعري” يوم الأربعاء ٤ آب بجامعة القادسية، وتألفت اللجنة من كل من : الأستاذ الدكتور علي عبد الرزاق السامرائي..جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد رئيسا للجنة المناقشة،الأستاذ الدكتور جاسم محمد الخالدي كلية التربية جامعة واسط عضوا، الأستاذ الدكتور صباح عباس جودي عنوز جلنار الكوفة، الأستاذ المساعد الدكتور جامعة القادسية، حسام حمد الزيادي، الأستاذ المساعد الدكتور جامعة القادسية نهى حسين كندوح.

جرت صباح الأربعاء ١٤ /٧ في كلية التربية والعلوم الإنسانية بجامعة ذي قار مناقشة رسالة طالب الماجستير ميثاق شاطي الهلالي الموسومة(العتبات النصّية في شعر عبد الرزّاق الربيعي)، وتألفت اللجنةمن:  أ.د. مصطفى لطيف عارف (رئيسا)،وعضوية:د علي عبد الرحيم،٠د أناهيد ناجي، ا٠د علي حسين جلود (عضوا ومشرفا)، وقال الباحث في بداية الجلسة” يتفنّنُ النصُّ الأدبيّ شعرًا كان أم نثرًا في تقديمِ تحديّاتٍ جمّةٍ تستفزُّ المتلقّي وتستنفرُ طاقاتِهِ التحليليّةَ التفسيريّةَ بما تقدّمهُ من معطياتٍ حداثيّةٍ تَحكُمُ على ذلك المتلقّي أن يكون في رهانٍ مع النصّ، فغدا تلقي الأدبِ المعاصرِ يعتمدُ العينَ المجرّدةَ والإحساسَ بما يُرى لا بما يُسمع، بِعدِّ الخطابِ الأدبي ليس كلماتٍ وأفكارًا فحسب، بل صارت تترادفُ على تشكيلِهِ عناصرُ أخرى لا يمكنُ إدراكُها إلا عن طريقِ البصرِ، إذ إنّ طريقةَ إخراجِ نصٍّ ما واختيارِ ما يُصاحبهُ من نصوصٍ وألوانٍ، بدأتْ تدخلُ في تحديدِ دلالاتِهِ وتأطيرِ مسارِهِ، فأخذتْ تلك العناصرُ تستثمرُ قدراتِ المتلقّي التحليليةَ تاركةً لهُ الخيارَ في التأويلِ وصناعةِ نصٍّ جديدٍ، حين تنقلهُ من الاعتناءِ بشعريّةِ المسموعِ والمقروءِ إلى شعريّةِ المرئي، فبعدَ أن كانتِ القصيدةُ تشقُّ طريقَها نحو المتلقّي عن طريقِ الإِنشادِ الذي يتكفّلُهُ شاعرُها أو من ينوبُ عنهُ، أصبحتِ الآن تتكفّلُ ايصالَها العديدُ من العناصرِ الخطيّةِ والصّوريّةِ التي تحملُ دلالاتٍ عميقةً تدخلُ في إخراجِها وتأطيرِ حدودِها وتقديمِها للمتلقّي على طبقٍ من متعةٍ ويُسرٍ، وكانتِ الدراساتُ النقديّةُ قد عنيتْ بالنصوصِ الأدبيّةِ بكلِّ أجناسِها، فدخلتْ عوالمَها كاشفةً جمالياتِها ومظاهرَ شعريّتِها، لكنّها لم تُعنَ بما يحيطُ المُتونَ الأصليّةَ من نصوصٍ أو عتباتٍ تتعاضدُ معها بشكلٍ أو بآخرَ، بل عدّتْها زوائدَ وعناصرَ ثانويةً لا تضيفُ للمتنِ شيئًا ولا تشكّلُ شيئًا يذكر، إلّا إنَّ الدراساتِ الحديثةَ التفتتْ مؤخّرًا إلى تلك النوافذِ التي تبعثُ ضوءَها إلى عوالمِ المتونِ، وتلك البواباتِ التي تفتحُ مصاريعَها أمامَ الزائرِ/القارئِ؛ كاشفةً لهُ خبايا النصوصِ الأدبيّةِ ومكنوناتِها، بعد أن توفّرَ لهُ زادًا يُعينهُ في سفرتِهِ الاستكشافيّةِ/القرائيّةِ، وقد أفاضتْ تلك الدراساتُ الأدبيّةُ في مجالِ الاعتناءِ بما يُحيطُ النصَّ من علاماتٍ تتواشجُ معهُ وتمدُّهُ بالدّلالاتِ، وأطلقتْ عليها: (العتبات النصيّة، المناص، النصوص الموازية، النصوص المحيطة…)، ويدخلُ تحتَها (العنوانُ وعلاماتُ الأغلفةِ واسمُ المبدعِ والإهداءاتُ والتصديراتُ والهوامشُ والمقدّماتُ والكلماتُ النقديّةُ…)، وغيرُها من النصوصِ التي تُؤازرُ النصَّ الأصليَّ/المتنَ، محاولةً فكّ شفراتِهِ واماطةَ اللثامِ عمَّا يستعصي منهُ على الفهمِ، وقد تتوّجتْ هذهِ الدراسات في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين على يدِ الفرنسي (جيرار جينيت) في كتابهِ (عتبات)، الذي أصبح رائدَها الأول، فعملَ على استنطاقِها وتوضيحِ وظائفِها ودلالاتِها وغاياتِ ظهورِها، لما لها من دورٍ في كشفِ مقاصدِ المؤلّفِ والناشرِ على حدٍّ سواء، فلم تعدْ زوائدَ جماليةً فقط أو هوامشَ لا معنى لها، بل أصبحتْ من أرفعِ معالمِ الكتابِ وأظهرِها للقارئ، وقد تُرجمتْ بعضُ الكتاباتِ النقديّةِ كمؤلّفاتِ (جينيت) (مدخل لجامع النص، وأطراس، وعتبات) الأمرُ الذي دفعَ النقّادَ والدّارسينَ العربَ إلى تبنّي جهدٍ تأليفيٍّ في موضوعِ العتباتِ النصّيّةِ، فظهرتْ مؤلّفاتٌ رفدت المكتبةَ النقديّةَ العربيّةَ، وكانتْ المُعينَ للباحثِ في اخراجِ بحثِهِ هذا على ما هو عليه الآن، ويمكنُ القولُ: إنَّ هذه الدراساتِ وغيرَها كان اعتمادُها الأكبرُ على النظريةِّ الغربيّةِ الحديثةِ في هذا المجالِ، وإن كانتْ قد استلهمت الشيءَ اليسيرَ من التراثِ العربيِّ القديمِ في العتباتِ كما عندَ الجاحظِ (255ه)، وابنِ قتيبة (276ه)، والصوليّ (335ه)، والمقريزيّ (854ه) وغيرِهم، إلّا إنّ تنظيرَ (جيرار جينيت) لموضوعِ العتباتِ النصّيّة كان الرافدَ الأبرزَ لتلك الدراساتِ العربيّةِ الحديثةِ.
ولم يتوقفِ الاعتناءُ بهذه العتباتِ عند النقّادِ فحسب، بل تجاوزَهم إلى المؤلّفينَ الذين باتوا يعتنونَ بإخراج كتبِهم واختيارِ عنواناتِها، وتنميقِ اهداءاتِ نصوصِها وتصديراتِها…، وكلُّ ذلك يتمُّ عن وعيٍ وقصدٍ تامّينِ من الكاتبِ في بعضِ العتباتِ، ودارِ النشرِ في بعضِها، وباتفاقِهما معًا في بعضِها الآخرِ، وهذا ما ظهرَ جليًّا في دواوينِ الشاعرِ (عبد الرّزّاق الربيعيّ) موضوع الدراسةِ، إذ شكّلَ اعتناؤهُ بانتقاءِ العتباتِ النصيّةِ وتنويعِها ظاهرةً لافتةً في مدوّنتِهِ الشعريِةِ، فكان ذلك من الأسبابِ التي دفعتْ لاختيارِ هذا الموضوعِ”
وحول فصول الدراسة قال الهلالي” لقد شُيّدتْ هذه الدّراسةُ على ثلاثةِ فصولٍ سبقَها تمهيدٌ وتلتها خاتمةٌ، إذ تناولَ التمهيدُ العتبةَ في اللغةِ والاصطلاحِ، وفكرةَ العتباتِ في الجهدِ العربيّ القديمِ، والنقدِ العربيّ الحديثِ، وظاهرةَ تعدّدِ المصطلحاتِ، ثمّ تناولَ العتباتِ في النقدِ الغربيّ، ليصلَ إلى العتبةِ عند (جيرار جينيت)، وختمَ بكلمةٍ موجزةٍ عن حياةِ الشاعرِ عبد الرزّاق الربيعيّ وإنجازاتِهِ.
في حين جاءَ الفصلُ الأوّلُ بعنوانِ (عتبات العنونة)، معالجًا العنوانَ وتطوّرَهُ بتقديمٍ نظريٍّ، ثمّ ذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بالعنوانِ الرئيسِ الخارجيّ، إذ درسَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (العنوانَ الرئيسَ الطويل)، في حين توجّه المطلبُ الثاني نحو (العنوانِ الرئيسِ القصير) وتناولَ المطلبانِ العنوانَ تركيبًا وصوتًا ودلالةً، وأشارا إلى مدى تعالقِهِ مع المتنِ ودلالاتِهِ التي يقدّمُها للمتلقّي، ليأتي المبحثُ الثاني مختصًّا بالعنواناتِ الداخليّةِ، وقد ارتأى البحثُ تقسيمَهُ حسبَ العيّنةِ المتوافرةِ على ستة مطالبَ هي: (العنوان اسمًا، ونكرةً، وتناصًّا، ومفارقةً، وانزياحًا، ومكانًا) إذ درسَ عيّناتٍ محدّدةً من تلك العنواناتِ وعلاقاتِها بعنواناتِ الدواوينِ الرئيسةِ من جهةٍ ومع نصوصِها من جهةٍ أخرى، آخذًا بنظرِ الاعتبارِ تاريخَ صدورِ الديوانِ.
أما الفصلُ الثاني فقد أشارتْ بوصلتُهُ نحو (العتبات التوجيهيّة)، فتناولَ المبحثُ الأوّلُ (الإهداءَ) كمفهومٍ ووظائفَ وأنواعٍ، وعالجَ المطلبُ الأوّلُ منهُ (الإهداء الخاص) وعلاقةَ ذلك الإهداءِ بالنصوصِ الشعريّةِ وما يمكنُ أن يقدّمَ للقارئ بوصفهِ عتبةً نصيّةً، في حين درسَ المطلبُ الثاني (الإهداء الأدبي/الفنّي) وتعالقَهُ مع النصوصِ وعنواناتِها، وما الغايةُ من استحضارِهِ، ليأتي المبحثُ الثاني متناولًا (التصدير) ومفهومَهُ ووظائفَهُ، مُقسّمًا على ثلاثةِ مطالبَ: (التصدير القرآني) و(التصدير الشعري) و(التصدير النثري)، وكيف استطاعَ الشاعرُ توظيفَها في النصِّ، وما الغاية من استحضارِها والدلالاتِ التي قدّمتْها للنصِّ والقارئ، ويتّجهُ المبحثُ الثالثُ نحو (الهامش) موضّحًا معناه ووظائفَهُ وما يتغيّا الشاعرُ منهُ.
واتّجه الفصلُ الثالثُ نحو (عتبات الغلاف الخارجيّ)، فذهبَ المبحثُ الأوّلُ منهُ مختصًّا بـ (الغلاف الأمامي) إذ عالجَ بدايةً الغلافَ وما يحتويه، وأهمَّ العناصرِ المكوّنة لهُ، ثمّ تناولَ الأغلفةَ الأماميّة للدواوينِ موضحًا ما تبوحُ بهِ اللوحاتُ وألوانُها، وباقي تشكيلاتِ الغلافِ البصريّةِ والكتابيةِ، في حين درسَ المبحثُ الثاني (الغلاف الخلفي) وتناولُهُ في مطلبينِ: اختَصّ الأوّلُ بما يُقتَبسُ من نصوصِ الشاعرِ ليوضعَ على خلفيةِ الديوانِ، وانفردَ المطلبُ الثاني بالنصوصِ المقتبسةِ من آراءِ النقّادِ بالشاعرِ وشعرِهِ، أو كلماتِ الناشرينَ وتقديمِهم للدواوينِ الشعريّة.
وقد اعتمد البحثُ كثيرًا من المصادرِ، منها: (عتبات جيرار جينيت من النص إلى المناص) عبد الحق بلعابد، و(هوية العلامات في العتبات وبناء التأويل) شعيب حليفي، و(مدخل إلى عتبات النص) عبد الرزّاق بلال، و(عتبات الكتابة القصصيّة، دراسة في بلاغة التشكيل والتدليل) جميلة عبد الله العبيدي، و(العتبات النصيّة في رواية الأجيال العربية) سهام السامرائي، و(شعريّة النص الموازي في الخطاب الشعري المعاصر، المقولة والإجراء) صباح حسن التميمي، وغيرُها من المصادرِ التي رفدتْ البحثَ وأعانتهُ”.
وفي ختامِ كلامه تقدّمَ بالشكرِ والامتنانِ الكبيرينِ إلى لَجنَةِ المناقشةِ الموقّرةِ التي تفضّلتْ عليَّ بقبولِ مناقشةِ هذه الرسالة، كما قال”  وتقويمِ اعوجاجِها وتهذيبِ نتوآتِها والإبانةِ عن مواطنِ القصورِ فيها، لتخرجَ بأبهى حُلّةٍ وأجودَ صورة، متمثّلةً بأستاذي المفضالِ الدكتور مصطفى لطيف عارف رئيسًا، ومن تكلّفَ وعثاءَ السفرِ قادمًا من قلبِ الجنوبِ النابضِ وسحرِ الماءِ الأستاذ الدكتور علي عبد المجيد عضوًا، والأستاذ المساعد الدكتور أناهيد ناجي فيصل عضوًا، وإلى مشرفِ البحثِ أستاذي وشيخي المفضال الدكتور (علي حسين جلود)، الذي هوّنَ عليَّ كثيرًا من الصعاب، إذ بانَ أسلوبُهُ العذبُ في ثنيّاتِ البحثِ فخرجَ كما هو عليه الآن، هذا وسأكونُ مستمعًا مصغيًا لما تتفضلون بهِ من ملاحظَ ستثري البحثَ وتقوّمَهُ، ولا يفوتُني أن أتقدّمَ بالشكرِ والتقديرِ لرئاسةِ قسمِ اللّغةِ العربيةِ في جامعةِ ذي قار، كلية التربية للعلوم الإنسانية، متمثلةً بالأستاذِ الدكتور عبد الرحمن فرهود جساس وأساتيذِ القسمِ الأعلامِ الذين نهلتُ من شَهدِ كلامِهم منذُ مرحلةِ البكالوريوس، إذ كان لنصحِهم وارشادِهم الأثرُ الكبيرُ في دعمِ العملِ واخراجِهِ بهذه الصورة، فشكرًا بحجم ثرائِهم وانسانيتِهم”
وفي نهاية الجلسة اجتمعت اللجنة واعلنت قرارها بجازتها بتقدير إمتياز.
يذكر أن الباحث محمود يونس محمد نال درجة الماجستير بتقدير امتياز عن  رسالته الموسومة ” تمثّلات الفقد في شعر عبدالرزاق الربيعي”،التي نوقشت بكلية التربية بجامعة سامراء، الشهر الماضي، وسيناقش طالب الدكتوراه منتدى مانع الحمداوي رسالته  الموسومة ” شعر عبدالرزاق الربيعي- دراسة في الأداء الشعري” يوم  الأربعاء ٤ آب  بجامعة القادسية، وتألفت اللجنة من كل من : الأستاذ الدكتور علي عبد الرزاق السامرائي..جامعة بغداد كلية التربية ابن رشد  رئيسا للجنة المناقشة،الأستاذ الدكتور جاسم محمد الخالدي كلية التربية  جامعة واسط  عضوا، الأستاذ الدكتور صباح عباس جودي عنوز  جلنار الكوفة، الأستاذ المساعد الدكتور  جامعة القادسية، حسام حمد الزيادي، الأستاذ المساعد الدكتور جامعة القادسية نهى حسين كندوح.