22 ديسمبر، 2024 2:37 م

“العبودية”على الطريقة العراقية!

“العبودية”على الطريقة العراقية!

العراق لم يعد يسع الكرد والعرب ، الحياة معدومة بينهما وان ادعوا غير ذلك ! ، لايلتقيان على هدف ولا يجمعهما جامع ، لا الثقافة ولا اللغة ولا الجغرافية ولا التاريخ ولا حتى الدين يربط بينهما ، كلاهما على طرفي النقيض! واذا نظرت الى تاريخ العلاقة بين الشعبين تجده زاخر بالحروب الطاحنة سالت فيها انهار من الدماء!
لاوجود لاي مشتركات من اي نوع بينهما بعكس الدول التي فيها فسيفساء اثنية او طائفية متنوعة مثل السويد وبريطانيا والمانيا وروسيا ..الخ ، هناك روابط قوية تشد شعوب هذه الدول ببعضها و في حال عدم وجودها ، فالديمقراطية المتطورة السائدة كفيلة بجمعها وجعلها متجانسة!
ولكن في حالة العراق لايوجد شيء يجمع مكوناته الثلاث الاساسية وحتى الدستورالذي كانوا يتباهون به كمنجز ديمقراطي راق اهمل وركن جانبا!
في ظل الوضع المتفجر القائم ، المعبأ بالكراهية والنفور لم يكن خيارالانفصال والتقسيم مطروحا فحسب بل مستحبا وضروريا لمنع انجراف البلاد نحو حرب داخلية تحرق الاخضر واليابس وتؤدي في النهاية الى التفتيت لكن بصورة قاسية ووحشية ، قد لاتسلم المنطقة من تبعاتها المدمرة ..
ربما يكون التقسيم حلا ملحا ومثاليا للكرد بسبب ما عانوه من القمع والذل على يد حكام”السنة العرب”منذ تأسيس الدولة العراقية..
ــ كنا “عبيدا” بمعنى الكلمة” مسلوب الارادة في ظل الحكومات السنية المتعاقبة ، خاضعين للسيد السني يحكمنا كيفما يشاء و وفق اي اجندة كانت ، ملكية او بعثية او ناصرية ، ورغم حرصنا على ارضائه وعدم اثارة غضبه كعادة العبيد فانه كثيراما صب جام غضبه علينا دون اي سبب ، فمثلا ؛ لماذا دمر مدينة حلبجة بالقنابل الكيمياوية؟! ماذا فعل اهلها ليستحقوا هذا العقاب القاسي؟ ولماذا ساق عشرات الالاف من الاطفال والنساء الى صحاري السعودية ليطمرهم هناك في حملات قتل جماعية لم يشهد العصر الحديث مثيلا لوحشيتها سميت ب”الانفال”؟!
وجاء دور السيد الشيعي! ، فهللنا له فرحا وساعدناه لاستلام السلطة ، قلنا سوف نرتاح قليلا في ظل حكمه الرشيد لانه كان عبدا مثلنا وعانى مثل ما عانينا ، فهو اكيد يحس بنا.. ولكنه ما ان هيمن على مفاصل الحكم واطلق يد ميليشياته لقهر البلاد والعباد و
تنكر لحقوق الكرد الدستورية وحاربه في لقمة عيشه وفرض عليه سياسة التجويع وامعن في اذلاله وبدأ يعيد دور السيد السني ويمارس نفس طريقته في القمع!
..وبدأ العراق يسير نحو الهاوية في ظل حكمه ، ويفقد اهم عناصره الاساسية كدولة حتى وصل الى الحضيض!
وكأن السيد الجديد جاء لينتقم لا ليدير دولة وليهدم ولايبني ، وليفسد ولا يصلح، وينشر التعاسة والبؤس والفقر بدل الرفاهية والسعادة!
واعتاد هذا السيد على اثارة الازمات وتخريب العلاقات ، فما ان تقترب ازمة سياسية من الانفراج والمصالحة حتى يقوم بعرقلتها بحركة سياسية جانبية غير متوقعة لتعيد الامور الى وضعها السابق ومن ثم يبدأ مشوار جديد مع ازمة جديدة ، حتى تحول العراق الى اكبر مشكلة مزمنة في المنطقة ، بحيث لا العراقيون ولا الامريكيون ولا الامم المتحدة ولا الجن الازرق يستطيع ان يحلها ، وقد لا تحل ابدا الا اذا تفكك العراق واصبح لكل واحد من مكوناته الاساسية دولته المستقلة وحياته الخاصة ومفهومه الخاص للحياة.
ربما كان الزعيم الكردي “مسعود بارزاني” من اصدق القادة”العراقيين” واكثرهم دراية بما سيؤول اليه مصير العراق على يد هؤلاء القادة الجهلة ، لهذا سارع الى اعلان الاستفتاء ليتخلص نهائيا من بلد لم نجني من ورائه غير البؤوس والتعاسة وقلة القيمة!