يبدو ان الغباء السياسي في العراق اصبح ظاهرة متفشية وحالة مستفحلة ،بل انه تحول الى علامة فارقة للفرد العراقي،،ما يزيد الطين بلة هو أسلوب الاستغفال الممنهج الذي يتبعه أقزام السياسة فيه من كل الأطياف والمسميات الذين يجمعهم رغم اختلافهم السطحي هدف واحد فقط لا غير اسمه(مصلحتي الخاصة) وارتباطاتها (العائلية والعشائرية) ،،حتى تحول الخطاب السياسي العراق الى موسوعة من (النكت والتحشيشات) التي بتنا نتفوق فيها بوصفها فنا أدبيا يعبر عن ضحالة الفكر وتردي المعايير،،تلك المعايير نفسها التي تنصب الجهلة والحمقى مسؤولين يتلاعبون كالأطفال بمصائر العراقيين في كل شبر من الوطن بلا استثناء،،وما نكتة الحشرة المسمى (ثائر الدراجي) الا نكتة من تلك النكت،،لان هذا الشيء اذا ما عدنا الى خلفيته الشخصية لا تجد فيه أكثر من سيرة حشرة مجهرية تافهة لا دفع فيها ولا نفع،،وجد نفسه فجأة يقفز الى واجهة الأخبار عابثا باخطر قضية تؤرق العراقيين اسمها الطائفية ،فمن يعقل ان شخصا كهذا وفي توقيت كهذا يقدم على السير في شارع من شوارع الأعظمية تحميه ثلة من مخبولي المليشيات المنضوية تحت مسمى(الجيش العراقي) يسب الرموز الدينية العربية الخالدة أيا كان من يدعي الاستئثار بالانتماء إليها،،وينفذ بفعلته ويختفي،،ويتم تصوير الحدث بوضوح ،،من غير تدخل من أهل الأعظمية التي يسميها مروجو الاخبار(معقل السنة في بغداد) ،،هكذا ببساطة يحصل الحدث الذي آثار ضجة كبيرة وسعت الشرخ الطائفي ،،وليزيد الطين بلة التقرير الذي نشرته إحدى الشبكات الأمريكية السيئة الصيت (CNN) والحسبة التي توصل إليها محرر احد التقارير التي نشرت بالتزامن مع الواقعة وفحواه ان شوارع العراق تتحول الى فوضى عارمة فجأة ويتم تفجير ١٢ سيارة مفخخة في مناطق( شيعية) ويقتل ٣٦ شخصا خلال ٤٠ دقيقة،!!!وينسى هذا المحرر ان ما يسميها ب(المناطق السنية) في صلاح الدين والأنبار وديالى ونينوى تعيش كوابيس يومية تتضمن القتل والتفجيرات وقطع الرؤوس،،وذلك من غير ان تشير لا تلك المحطة ولا غيرها من محطات غربية او عربية الى تلك الاحداث الدموية وليتركز الاهتمام على صياغات للاخبار ودس عبارات(ذات الاغلبية ال،،،،،) او(مناطق ،،)في سرد الاخبار المرتبطة بالعراق،،ببساطة هذه الفكرة التي تروج لها قوى الظلام العربية والأجنبية التي تمارس او تدعم نشاطات الإرهاب والتدمير في العراق يساندها وينفذ أجندتها العملاء والحمقى الذين لا يهمهم غير البقاء في مناصبهم والحفاظ على مكاسب لم يحلم بها الي (خلف الي خلفوهم كلهم) تلك الفكرة التي تتلخص في (سنة )يمارسون القتل و(شيعة)يمارسون السب،،ليصبح الاسلام في العراق دين الطوائف بامتياز،،وليس دين الحق والرحمة والتسامح،،وليصبح مشروع التقسيم الذي جاءت به أمريكا وكلابها في المنطقة أمرا واقعا،ولتنظر إحدى الصحف الإسرائيلية خارطة جديدة مسربة من ملفات ال(سي اي ايه)بعد أيام تظهر فيها دويلات جديدة ناتجة عن تقسيم قريب للعراق وسوريا والسعودية واليمن ومصر،،والسودان،،!!فهل تلك مصادفة غير مقصودة حقا!!!! وهل يحصل الان اي شيء للا شيء،،!!فمن ذا الذي يريد عراقا قويا موحدا في وجه إسرائيل يحرج العرب المجبولين على التخاذل والتطاعن في الظهور بالخناجر المسمومة،،ومن يريد عراقا مستقرا موحدا عزيزا يخفظ للعروبة بقايا قطرات ماء الوجه؟؟؟؟،،كل هذا و(مسحولونا) السياسيون يتسابقون (للتنديد ،والشجب ،والإدانة، والدعوة الى،،،،الخ )وقائمة لا تنتهي من السخافات اللفظية التي حفظها الشعب عن ظهر قلب،،في ردة فعلهم على الاحداث والفذلكات التي تظهر بين حين واخر،،،ويقينا فان في شوارع العراق وأحيائه مئات بل آلاف الحمقى من أمثال هذا (الدراجي) يمكن استغلالهم بارخص ثمن لإثارة الفتن والأزمات وقد لا يتطلب الأمر أكثر من كارت موبايل فئة(خمسة آلاف) لتأجيج فتنة يقارب عمرها (١٣٩٠) سنة تقريبا،،فآي غباء هذا،وأي دس هذا وأية فجوة ملئى بالقيح والدم والنار تلك التي تفصل الشعب عن ساسته!!!!!،وصدق من قال في إحدى المسلسلات العراقية ان(،،الغباء موهبة)،،وكل فتنة وانتم بخير،،