18 ديسمبر، 2024 6:13 م

عبث: أضاع وقته فيما لا فائدة فيه.
فائدة: ما إستفاد من علم وعمل ومال وغيره.
الواقع الموجوع بالكراسي , تطغى عليه العبثية , لأن الهدف إستحلاب البلاد وتجفيف أضرعها , وليكن ما يكن.
المهم نهب وسلب وإمبراطوريات فساد , ومجاميع مسلحة ذات كيانات مستقلة , تضع أياديها على أفواه آبار النفط , وعلى الزناد في آن واحد.
التفاعل بين قادة الدول المعاصرة ومواطنيها يرتكز على الإقتصاد , وإعمال العقول بتنمية الإنتاج المحلي , ورفع مستوى معيشة الناس , وتأمين قيمتهم وحقوقهم الإنسانية , وفي مجتمعات الأحزاب المؤدينة , الخطاب عدواني طائفي مذهبي خسراني لا يأبه للواقع المعيشي للناس , ما دامت الكراسي محصنة وتصل لما تريد من الثروات , لتودعها في مصارف الطامعين , الذين سيصادرونها بعد حين , فالمال المنهوب غنيمة المصارف العالمية.
المتأدينون يتكلمون بلسان الدين , في زمن إنطلقت فيه العقول للوصول إلى مراميها الإنجازية الكبيرة , وهم يشهدون ما يدور في الدنيا ويتنعمون بعطاءاته ويتحدثون بلغة النكران والإمتهان , ويريدون إستعباد الناس وتجهيلهم وتحويلهم إلى قطيع خانع راكع تحت أقدامهم المقدسة.
الكلام في الدين عبث بكل ما تعنيه الكلمة , فما قيمة ذلك , والأجيال بحثت وأوّلت وفسرت وإجتهدت وأفتت ودوّنت الموسوعات تلو الموسوعات , وتجدنا أمام المتاجرين بالدين , وكأننا لوحدنا أصحاب دين.
إنهم يعطلون العقول , ويحقنون النفوس بالصديد , ويحشونها بالدجل والبهتان والأضاليل المشبعة بالطاقات العاطفية والأعاصير الإنفعالية , فينجزون الخسران والعدوان على الدنيا والدين.
لا خطاب إقتصادي , أو تنموي , إنه كلام إلهائي إحباطي تدميري يسوّغ الخراب ويهوّن القهر والفقر والجوع والحرمان.
فالدين يبرر , فعش عالة ولا تقول أريد , فالكرسي جبار عتيد!!
وقل بقيت الكراسي مستبدة , وغاب الخاضعون لإرادتها القاسية!!
فالكرسي رب الأرباب!!
د-صادق السامرائي