23 ديسمبر، 2024 9:41 ص

العباسيون الجدد والشعارات الكاذبة

العباسيون الجدد والشعارات الكاذبة

لو غصنا في سفر أغوار بعض صفحات التاريخ لوجدنا أنفسنا نغوص في مسالك مياه  أسنة حيث رائحة الموت والظلم والفساد  تقض مضاجع الموتى وتزكم أنوف متطلعين هكذا تاريخ مخزي يسطر في بعض صفحاته ما يندى له جبين الإنسانية من مواقف والأعيب مخزية يستغل قيها طيبة وإنسانية الشعوب, والأمر الأدهى  هو أن الحاضر لا زال يستثمر مثل هذه الممارسات  ويعيد إنتاجها بسيناريوهات وقوالب جديد , فلو وقفنا عند عتبة بدايات نشوء الدولة العباسية و الطريقة التي تسلقوا بها إلى السلطة و توليهم الحكم لوجدنا تقارب كبير بين ذاك التاريخ المرير والحاضر الأمر ولوجدنا نموذجين أحلاهما أمر من الأخر, فقبل أكثر من ألف عام ونتيجة الظلم والفساد انهار النظام  الأموي, وكما هو معتاد عند سقوط أي نظام تجد المتربصين  اللاهثين خلف السلطة يستغلوا الظرف ويتعرفوا مزاج الشعب ,بني العباس هم من لعب هذا الدور فستغلو حب الناس  لـ”آلا بيت” النبي محمد فرفعوا شعار الثأر لأبناء “علي وفاطمة” لما لهذه العائلة الكريمة التي استهدفها النظام الأموي لا لشيء ألا لحب وتمسك الناس بنهجهم وما لهم من وقع كبير وقدسية في نفوس عامة البلدان ,  اغلب الشعوب تسير خلف الشعارات وتنطلي عليها الادعاءات خصوصا أذا كانت من أناس متمرسين لهذه الادعاءات الكاذبة , الشعب أيدهم وآزرهم  وجعلهم يتربعون على السلطة,  ومع بدايات تسلم بني العباس مقاليد السلطة انقلبوا على عاقبيهم وأصبحوا أكثر ضراوة مما كان عليه  النظام الأموي  فعاش الا البيت وأتباعهم حالة قتل و تهميش وإقصاء وخوف ونقص في الخدمات , اليوم التاريخ يعيد نفسه ويكشف عن وجهه القبيح فبعد سقوط  نظام صدام الدموي نتيجة الظلم والفساد استفاد المتربصين الجدد من تجربة أسلافهم وعزفوا على وتر مزاج  الأغلبية “أكذوبة ” نصرت أتباع  أهل بيت النبوة, الذين ذاقوا المر من الأنظمة التي توارثت حكم البلاد, هؤلاء المساكين لم يستفيدوا من تجارب الماضي  وسلموا أمرهم لأدعياء الشعارات الكاذبة والخطابات الفضفاضة  الذين لا يختلفون عن “بني العباس” و تخلوا عن الالتزام بالعهود التي قطعوها في أول راتب وقع على صرفه الحاكم المدني الأمريكي ” بريمر” العباسيون الجدد سرحوا ناخبيهم بــ”القنافذ” كما يقول المثل وراحوا يعبثون بمقدرات المال العام دون أي رقيب او رادع ولو اطلعت على ممتلكاتهم لنعت اليوم الذي جاءوا به,  لم يكسب الشعب المغلوب على أمره ألا شعارات كاذبة(الشعب مصدر السلطات وصوتك من ذهب ) وكما يقول المثل “جيب لليل واخذ عتابه” من العباسين الجدد.