17 نوفمبر، 2024 3:17 م
Search
Close this search box.

العبادي ومحور الشر ؟!!

العبادي ومحور الشر ؟!!

لسنا في معرض التقليل من قيمة الرجل أو جهوده ، أو محاولة التقليل من مسؤوليته كرئيس لمجلس الوزراء ، ولكن في مفهوم السياسة من يدخل هذا المعترك عليه ان يكون مسؤولاً حقيقياً ، ويتحمل مسؤولية وتبعات هذا التكليف ، بل أن يكون على قدر عالي من الفهم والوعي وأن يضع كل خيوط اللعبة السياسية في يده ، والتحكم في أصولها وبما يخدم مصلحة شعبه ووطنه ، وهذا ليس عيباً أن يمتلك الحاكم كل خيوط العلاقات بين العدة والصديق ، ويكون محاوراً جيداً في فهم متطلبات المرحلة ، وماذا يراد منه في بيان الموقف الرسمي عند الأزمات التي تحتاج إلى موقف ، الأمر الذي يجعل مهمة رئيس الوزراء ليست بالأمر السهل ، خصوصاً وأن حظوظه بدأت تتضاءل بالولاية الثانية يوم بعد يوم ، الأمر الذي جعل السيد العبادي يلقي بكل ثقله على الجانب الأمريكي من خلال تبنيه لوجهة النظر الأمريكية تجاه العديد من الملفات ومن بينها الموقف من الحشد الشعبي والموقف الأخير من العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ، حيث لم يبقى سوى أيام قلائل على ولادة حكومة جديدة ، إذ بدأت معالم خريطة التحالفات السياسية بالتشكَل من خلال المواقف للكتل السياسية سواءً المعلن منها أو الغير المعلن .
حظوظ السيد العبادي باتت ضعيفة في تسنمه لولاية ثانية ، وهو ما دفعه على المراهنة على الجانب الأمريكي ، إذ أصبح من الواضح وجود شكلين للتحالفات :
الأول : الفتح والقانون والأكراد وربما النصر .
الثاني : سائرون والحكمة والوطنية .
إلى جانب تقديم الفتح مرشحه لرئاسة الوزراء وهو السيد العامري ورفض الكتل السياسية لتمديد الولاية الثانية للسيد العبادي , وذلك بسبب موقفه المنحاز إلى الأمريكان في العديد من الملفات , وهو ما اضعف حظوظه بشكل كبير , لهذا يمكن الجزم بان الأمور تتجه نحو مرشح التسوية في صعوده إلى كرسي رئاسة الوزراء , وهذا ما بات واضحاً لدى اغلب الكتل السياسية , كما أن السيد العبادي بات يراهن على ضغط الأمريكان لفرضه كرئيس للوزراء حيث لا يملك سوى دعم البيت الأبيض له , إلى جانب الكتل السياسية المؤيدة إلى عودته إلى ولاية ثانية , لهذا ربما ستعمد أمريكا إلى رد الجميل للسيد العبادي لموقفه الأخير ضد إيران , والذي كان منحازا فيه للولايات المتحدة , ومع كل هذا الاحتمالات والتصورات تبقى حظوظ الرجل صعبة جدا في صعوده إلى كرسي الوزارة , خصوصا وان اغلب الكتل السياسية هي ضد سياسة الولايات المتحدة في المنطقة وإيران الأمر الذي يجعل الموقف واضحا في تراجع حظوظ العبادي انتخابيا .
الولايات المتحدة كعادتها لا يمكن لها إن تقف عند عهودا أو وعود قطعتها مع إي طرف كان , ولنا في الاتفاق النووي مع إيران خير دليل على أن أمريكا كلمتها على قدر مصلحتها , وان العقل والمنطق يقول ” لا تسر خلف من يضحكك بل سر خلف من يبكيك ” لأنه يعلمك , لهذا بات من الضروري النظر إلى مواقف الولايات المتحدة اتجاه المنطقة بعين من الريبة , وفتح جميع الاحتمالات في مواقفها من القضايا ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط , كما ينبغي على الكتل السياسية أن تلتئم بسرعة لتشكيل الحكومة المقبلة وإعلان موقفها الرسمي من إي حركة رعناء تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة , وان يعمد الساسة إن يكون القرار سياسيا داخليا والابتعاد عن الأجندات التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم , كما ينبغي على الساسة الأمريكان أن يعوا جيدا أن العراق ليس اليمن ولا لبنان , لان العراق يمتلك ثروة كبيرة اسمها المرجعية الدينية , وكنزا كبير اسمه الروح الوطنية التي يمتلكها هذا الشعب , لهذا ينبغي على السفارة الأمريكية إن لا تعول كثيرا على السياسيين سواءً كانوا شيعة أو سنة أو أكراد لان هولاء لا يملكون البلد ولا يمكن للبلاد إن تحتضنهم فهم ضيوف على الأرض لا أكثر , وتنتهي الضيافة بنهاية الرحلة يوما ما .

أحدث المقالات