23 ديسمبر، 2024 7:11 ص

العبادي وضغوطات الدعوة لإبقاء الفاسدين!

العبادي وضغوطات الدعوة لإبقاء الفاسدين!

تحديات صعاب  ترسم حدودها, حول أعمال الحكومة الجديدة, وهي الساعية بكل ما أؤتيت من قوة لتجاوزها, بيد أن المؤامرة باتت أضعاف ما كنا نتوقع, فمع إنتصارات الحشد الشعبي المتواصلة, ومع صبر الشعب وتماسكه, ومع معاناة النازحين, وإقتصاد مثقل بتركة هوجاء, أصبحت واضحة مع قرب إقرار الموازنة المالية, نجد بعض الساسة يتلذذون بطعم الدم العراقي, ومازالوا يتزايدون على مزاد الجرح النازف, فأقطاب الحكومة الجديدة تعيش أمنيات وتطلعات تمنت تحقيقها, في ظروف ليست كالتي تمر علينا, ولولا فشل المؤسسة العسكرية, والصراع السياسي والطائفي المستمر, لما حدث ما حدث.
قضية الطغاة وأصحاب الخطاب المتطرف والفاسدون والخونة, قضية فاشلة, ومحاموها فاشلون أيضا, كفشل (اليخماهو وجلاوزته), في حضرة يوسف.
بين الواجبات والطموحات تبرز أهمية التحضير, وبذل الجهود في سبيل  الإصلاح, فجراح الإمس القريب لا زالت تنزف, والخصوم لا زالوا يتلاعبون باوتار الطائفية والقومية, دون الإلتفات للمصلحة الوطنية, فنراهم لا ينفكون عن شغل عقولهم بمسرحيات هزيلة مهجورة, ما عاد العراقيون ينظرون اليها, ففي الفتن تعرف الناس, وفي المواقف تعرف الرجال, وفي الشدة يعرف الأصدقاء., ولكن أشد ما يحزنني في هؤلاء الفاسدين بكونهم يتصدرون المشهد العراقي, دون الشعور بأنهم مارقون, وهذه الكلمات تنطبق جيدا عمن أعمى بصره وبصيرته, ودفع بالعراق نحو الخراب, ولكن الشعب أطلق كلمته, لن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.
إن ما يترتب على الحكومة الحالية اذا ما أرادت السير بالطريق الصحيح, أن لا تتعامل بوجهيين في قضية الفساد, لأنها قضية حساسة لا يمكن التغاضي عنها, أو تسويفها مجاملة للأحزاب, وخاصة المنضوين تحت مظلتها, لأنها مسألة بغاية الأهمية, والأسباب واضحة للعيان, فالضغوطات على السيد العبادي من قبل قادة حزب الدعوة خصوصاً, وأنه جزء لا يتجزء منه, وتأثيرها سينعكس عليه, لكون أغلب المدراء العامين والمستشارين هم دعوجية.
الولاءات الضيقة كانت السمة الأبرز للقادة, الذين من المفروض أن لا تلتقي أرائهم الحزبية مع المصالح العليا للوطن, وأن لا تكون هي العجلة التي يسير عليها المطالبون بالتغيير, لأن طريقها هو الفشل لا محالة.
الخونة والجهلة في العراق نظموا حياتهم لحياتهم فقط, وتركوا الفوضى تعم بلادنا, و(العراب) يكتفي بإطلاق الإكاذيب, ويقول: لم يصلني الخبر, ولم تصل الصورة والمعلومة على حقيقتها!, و كأني به يخاطب الشعب المظلوم قائلا: إذا أردتم أن تحلقوا مع النسور, فلا ترافقوا الدجاج, وتحية إجلال للبط.