حقيقة تهدد مستقبل العراق وحزب الدعوة
كنا نعتقد ان السيد العبادي يختلف عن المالكي بانه يأتمر بامر الحزب وينتهي بنواهيه وانه يمثل حالة مدنية متدينة متطورة يمكن ان تكون مثالا وانموذجا .
وكنا نعتقد ان تاييد اغلب قيادات حزب الدعوة وكوادره له مبني على اسس صحيحة اهمها ان العبادي نتاج راي الحزب وانه سوف يعمل جاهدا على منح الحزب وتاريخه عهدا من القوة ويعيد له امجاده بطاعته للقيادة وامتثاله لرايها وتفهمه للمداخلات والظروف القاهرة التي يمر بها العراق والتي تحتاج من الفرد(رئيس الوزراء) الرجوع الى قاعدة الخبراء السياسيين في حزبه وفي غيرهم من شركاء المصير, وهذا التفسير لم يات من العدم بل سببه الجهد الذي بذله الحزب في عزل المالكي وتعيين العبادي والجهد واستصحاب ذات الجهد في تاييد العبادي ، حتى اذا بلغنا مرحلة اعلان المفوضية عن الاحزاب المشاركة والكيانات المسجلة فتبين ان حزب الدعوة فقد (((السيطرة))) على افراده مما جعله يحفظ ماء وجهه باصدار بيان الاعتزال كحزب والمشاركة في تنسيق المواقف بين الجناحين كمنساة سليمان ((ما دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ))
ان المراقبين يرون الان -ولايمكن ان تنكر تلك الحقيقة – ان الحزب في مرحلة التفاوض لتشكيل التحالفات فقد ((السيطرة اكثر)) ولم يعد في البين وجودا للحزب وهذا ماكده السيد العبادي بنحو راسخ فانه اعلن عن استعداده الخطير في تسليم لحيته بيد التيارات المتشددة والتي لم يشهد العراق ارباكا وقتلا وخروجا على ((سلطة القانون ) الا على يد هولاء مقابل ان يمنحوه ولاية جديدة مسلوبة الارادة كولاية (( فالح العاكول)) .
الم يفكر السيد العبادي أي عراق واي حكومة واي دولة واي استقرار واي مصير للحزب في ظل ابو درع ؟.
لم يفكر العبادي كم ستكون النقمة الشعبية على حزب الدعوة ان مكن (( رجال مذابح السدة وسفاكي دماء ابن الخوئي في حرم الامام علي ع) من العودة ثانية على مقدرات الامة ؟.
الم يعلم العبادي كم استولت تلك العصابات المنفلتة على اموال ومقدرات واراضي وكم مارسوا من الخطف والترهيب ؟
اجزم ان أي مؤمن ومواطن ووطني ومخلص شريف لا يرتضي ان يمنح الدنيا باسرها مقابل ان يمكن هؤلاء من التفرد بالحكم .
انت تعلم يا سيدي العبادي انك ان تحالفت معه ومنحك ((رئاسة)) الوزراء فسيأخذ قباله ((راسك)) و((راس العراق)) فيتربع على كرسي الحكم وتكون انت احد افراده متى شاء يلقيك في يم المشاكل من خلال ((كصكوصة )).
العتب كل العتب على من ضيع هذا الحزب العريق وتاريخه الكبيروالاسماء اللامعة من قادة الدعوة ولا استثني احدا بتعزيز الخلافات في اجنحته .
ختاما : اعلموا ان العبادي سيكون الرجل الذي يطلق رصاصة الرحمة على حزب الدعوة بيد مقتدى .