26 نوفمبر، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

العبادي وحيدا..

قيل قديما، لا تصاحب إلا من يكتم سرك ويستر عيبك وينشر حسناتك ويطوي سيئاتك فإن لم تجده فلا تصاحب إلا نفسك، قد تحمل تلك الكلمات دروسا ينبغي على الجميع من دون استثناء ساسة ومواطنين الافادة منها وماحصل لائتلاف “النصر” ليس بعيدا عن تلك الحكمة، التي لا اقصد فيها تيار “الحكمة” بقيادة عمار الحكيم والذي كان اخر المغادرين لتحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي، ابدا، الحكمة هنا جاءت كنصيحة للافادة من تجارب الماضي وأخطائه.

فالعبادي الذي دخل بتحالف كبير بأسماء وشخصيات اثارت جدلا وعرّضته لانتقادات شديدة حتى من اصدقاء الامس، اصبح بين ليلة وضحاها وحيدا يعاني من “رهاب” الانسحابات المفاجأة ومن دون توضيح الاسباب والتي بدأها ائتلاف “الفتح” وصولا الى وزير الدفاع السابق خالد العبيدي الذي كان يشكل وجوده مع النائب عبد الرحمن اللويزي في تحالف “النصر” تشكيلة مختلفة لتجاوز “التحالفات الطائفية” لكنه لم يستمر حتى النهاية، وقد يبرر البعض تلك الانسحابات بعدم توافق الاهداف والمصالح ويرى اخرون انها كانت “هشة” منذ البداية وتشكلت على اساس قرارات “ارتجالية” وهوما جعل تفككها اسرع من مباحثات خروجها للعلن، ليكون رئيس الوزراء في وضع لا يحسد عليه خصوصاً بعد استحالة عودته لخلق “مودة” مع التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر الذي وصف تحالف العبادي قبل تفككه بـ”البغيض” او العودة لرفيق دربه نوري المالكي الذي اختار الصمت منذ اعلان التحالفات.

جميع تلك الاحداث جعلت العبادي يستعد لخوض تجربته الانتخابية وحيدا لاول مرة وهو يراهن على الانتصارات التي تحققت بهزيمة تنظيم (داعش) وحربه ضد الفساد التي انطلقت قبل يومين، والدعم الخارجي او الغربي بشكل دقيق، والذي كان واضحا خلال منتدى دافوس ومؤتمر باريس للمناخ، في حين تشكل التحالفات الاخرى جميع ثقل دول الشرق الاوسط بما فيها ايران صاحبة التاثير الذي لا يمكن تجاهله في تشكيل جميع الحكومات السابقة منذ 2003، هذه المعادلة ستظهر نتائجها واضحة بعد الانتخابات فمحور العبادي المدعوم من الغرب لا يمكنه تشكيل الحكومة منفردا من دون محور الشرق الذي تمثله العديد من التحالفات “مدنية واسلامية”.

لكن تداعيات تفكك التحالفات لم تكن بعيدة عن مهازل فصول كوميديا السياسة فمغادرة كتل سياسية أمثال “الحكمة” دفعت بالعبادي إلى التوجه لشخصيات سياسية اخرى في محاولة لسد الفراغ الذي حصل او خلق واجهة جديدة تعيد الامل للمواطن بتغيير الوجوه السابقة، فتوجه لشخصية القاضي منير حداد الذي اثار التحاقه بقافلة رئيس الوزراء “غضب” النائبة حنان الفتلاوي التي اتهمته بالحصول على مليوني دولار مقابل التراجع عن نوايا الانضمام لحركتها وكانها تتحدث عن لاعب كرة القدم الشهير “ميسي” وليس شخصية تكنوقراط كما جاء على لسان القاضي الذي اخبرنا بانه سيرد على الفتلاوي بمقاضاتها في وقت لاحق،،، واخيرا مازلت ابحث عن اجابة للسؤال الذي قد يقلق الجميع، لماذا ترك العبادي وحيدا؟..

أحدث المقالات