23 ديسمبر، 2024 8:18 م

العبادي وبيانات التطهير

العبادي وبيانات التطهير

لعل الكثير من السياسين الملوثة أيديهم بالسحت الحرام , والمرتزقة وتجار الفرص ونواب الصدفة وحملة عرش السلطان , الذي ما سقط إلا بقطع الأنفاس, وأصحاب الأرجل المتباعدة بين قطر وقطر, وكل الذين شربوا وأكلوا من أموال الفقراء منذ التغيير المشؤوم لليوم , والمتجنسين المزدوجين عراقيا وأجنبيا , الذين عز عليهم أن لا يطعموا خزائن بلادنهم الجديدة من أموال العراق فشفطوا ودلسوا وكذبوا وزوروا وتركوا العراقيين ينقبوا بالنفايات على كسرة خبز أو نفاية نافعة , وولوا يعيشون منتشين بالتغيير وهم الأسبق في كل مناسبة دينية يطبخون الهريس ويوزعون للأحبة
على قلوبهم لحم ورز تلك المناسبات ولا ينسون قراءة الفاتحة على أرواح أجدادهم علَّ بركة الحسين تشملهم بالجنة , والحسين بريء من كل ذلك .
هؤلاء وغيرهم كُثر كان مجيء العبادي على رأس السلطة بالنسبة لهم طامة وإن كانوا إلى حد ما يحلمون بسحب قدمه لحضيض السرقة لكن الرجل كما يبدو ورغم كل مشاكل القطر المعقدة والضغوط الداخلية والإقليمية والدولية, حزبية و حوزوية و تعويذية ما فادت معه فهو من أول يوم أحترم إرادة العراقين الذين وقفوا على الضفة الآخرى من كل هؤلاء المرتزقة , ورحبوا بتوليه المنصب .
والرجل على قلة تصريحاته لكن المتسرب عنه يبشر بالخير, ففي سابقة جديدة مع حواريو المالكي وأزلامه جاء أربعة فرقاء (فريق) عسكريين يهنؤنه بإستلام المنصب وبدل من أن يشكرهم ويطبطب على أكتافهم جنب النياشين والرتب التي أخذوها ظلما وعدوانا قال لهم بلغة المدني الذي يجيد الإصول العسكرية : كيف سمحتم لأنفسكم أن تأتون مهنئين بمفردكم وليس مع مرؤسيكم , أليس هذا السياق العسكري المطلوب .؟!. ثم إلتفت إلى سكرتيره وهو يحدقهم بتأنيب : تتم إحالتهم على التقاعد وتهيئة البديل .
تلك الحادثة قلبت المعادلة , وهزت أركان الوزارة التي بنيت على العلاقة والقرابة والمحسوبية , ولو كان الجيش العراقي ضمن سياقاته ومبادئه لما حصلت نكبة الموصل وما إستطاعت زمر لميمة من أفراد شتى تهزم أربع فرق عسكرية . و جاء في المعلومات وقت إقتراب داعش من الموصل أن فريق أول عبود قنبر أبلغ المالكي فرد عليه إن شاء الله يحتلون الموصل حتى يروا أهل الموصل حاجتهم إلينا.
من يصدق أن أكبر مسؤول في الدولة يقول هكذا ولكن هي الحقيقة المرة ولعل من ضمن إجراءات العبادي الضرورية فتح التحقيق المنصف لينال المسيئون جزاءهم . سيكون إجراءا بمستوى طموح العراقيين وبمستوى إلتفافهم حول العبادي ولعل الإجراءات الجديدة التي أتخذها تنبأ بالمزيد فقد أصدر تعليماته بإلغاء مكتب القائد العام للقوات المسلحة , هذا المكتب يضم 500 ضابط كبير ومنتسب ونصف ميزانية العراق كانت تثرم كالورق العادي بيد القائد العام والزمرة التي تدير المكتب لشؤون خاصة على رأسهم فاروق الأعرجي والذي أصيب بالصدمة وبدون شعور ولى راكضا إلى الحوزة
النجفية وكأن العبادي سلبه ورث أبيه , وألحق ذلك بإحالة 150 ضابطا هم سبب نكبة العراق وعلى رأسهم قاسم عطا ومحمد العسكري أسماء كثيرا ما صدعت رؤوس العراقيين وهي تطل عليهم بوجوه محفوفة وشعور مصبوغة ضاحكة بنصر مزيف ومدبجة أرقاما هي عكس الواقع المعاش , هؤلاء نسوا حرفية الضابط ومهنية العسكري لأن من يقودهم كان يحمل عقدة تجاه الجيش العراقي الحقيقي .
وفي سابقة شجاعة حوَّل ملف إبن المالكي وعصاباته إلى النزاهة بعد أن منعه من دخول المنطقة الخضراء . وقطع أواصر الشبكة العنكبوتية التي أنشاها المالكي لتكيل المدح والثناء وتزيف الواقع له وللمسطفين معه . سيعرفون من أطلقوا على المالكي مختار العصر وولي النعمة ومالك الخير وإبن المرجعية, سيعرفون كم كان الرجل منافقا مع نفسه ضاحكا على الذقون بإبتسامته الصفراء , سيعرفون كيف أن الدين زُيف لصالح مجرمي السياسة وقادة الصدفة القذرة