18 نوفمبر، 2024 6:34 ص
Search
Close this search box.

العبادي والعراق المنتصر.. زيارة السعودية.. وصراع المحاور!

العبادي والعراق المنتصر.. زيارة السعودية.. وصراع المحاور!

من منا ينسى الويلات، التي كانت تأتي من الجارة السعودية، والتي لم تنته لحد الأن وإن قلت، وتراجع الإرهاب السعودي بإتجاه العراق، لم يكن من قناعة أخوة يوسف، بل كانوا مرغمين عليه، وذلك كان بفضل دماء الشهداء، تلك الدماء الطاهرة، التي أفشلت مخططات الأرهاب الدموي، واليوم والعراق على أعتاب إنهاء صفحة داعش، أستطاعت الحكومة الإتحادية، جراء السياسة المتزنة، أن تبسط سيادتها على كركوك، بل وكل المناطق المختلف عليها، والعراق وبعد إجتيازه هذا الإختبار العصيب، أصبح محطة أنظار العالم أجمع، فهو قوة كافحة الإرهاب الداعشي، وأنهت دولة خرافته الواهية، ليكون نموذجا يحتذى به من المجتمع الدولي، في تحقيق السلم المجتمعي.

لكن الذي لا يخفى على الجميع، إن منطقتنا.. منطقة الشرق الأوسط، لا زالت ساخنة وتأج بالأحداث المتسارعة الخطيرة، فخلاف خليجي رباعي الأبعاد، وتوتر خليجي بأتجاه إيران، بل هو فوبيا الخليج من إيران، تقف وراءه أمريكا، وتركيا المؤثرة والمتأثرة، بهذه الأحداث، بالإضافة لتدخلها المباشر بسوريا، وخلاصة المشهد لمنطقتنا، إنها إنقسمت لمحورين، وهما المحور الإيراني ونده المحور الأمريكي السعودي، الخطير في هذا الصراع، تحول لمواجهات عسكرية أمنية، ولكن بإسلوب الحرب بالوكالة، ساحة المواجهة بين المحورين المتنازعين، كانت دول أخرى، العراق وسوريا واليمن والبحرين، وتحول ًلصراع تقاطع المصالح، بين قطبي العالم، أمريكا وروسيا.

المختصون بالمشهد السياسي، يدروكون حاجة العراق، بالإنفتاح على المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي، ومغادرة العزلة الدولية، التي مر بها العراق، جراء السياسات الخاطئة للحكومات السابقة، وتخلي الدول العربية عن العراق، بسبب تحول النظام السياسي، الذي لم يرق لكثير من دول المنطقة، اليوم نشهد تحول كبير، سواء من خلال استرتيجية العبادي الخارجية، من خلال (زيادة الأصدقاء وتقليل الأعداء)، أو تحول المجتمع العربي أخيرا”، بعد أن أدرك إنه السبب في إفراغ الساحة العراقية لإيران، وعراق اليوم ليس كما كان بالأمس، خرج معافى وقوي من تجربة داعش، التي أريد من خلالها تقسيم البلاد، لكننا خرجنا من ذلك النفق المظلم متعافيين، والحكومة الإتحادية لأول مرة، تبسط سيادتها على كل أرجاء الوطن.

زيارة العبادي للسعودية والأردن ومصر، الوسط السياسي والشعبي العراقي، رحب بها وشد على يد رئيس مجلس الوزراء، للخروج من العزلة العربية والدولية، لما في ذلك الإنفتاح من أثار إيجابية، وعلى كافة المجالات، السياسية والإقتصادية والأمنية وباقي المجالات الأخرى، حتى نخرج من طائلة، (ما الذي يحصل بعد داعش)، إلى أسترتيجية( ما الذي يجب فعله بعد داعش)، ففي الأولى يعني أن ننتظر الأخرين، يخططون لنا مسار العملية السياسية، وهذا ما كان يحصل في السابق، وجلب لنا الويلات، أما في الثانية، نستمد قوتنا من إنتصارنا العسكري والأمني، لنخطط نحن لمرحلة جديدة، نستثمر بها تلك الإنتصارات، لنحقق تقدما” وإستقرارا” في العملية السياسي، التي تمثل الأفق الواسع، لتحقيق تقدما” مجال البناء والإعمار.

الملاحظة التي لفتت إنتباه، في زيارة العبادي للسعودية، حضور وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون، وكأنه الراعي لتلك الزيارة، وأذا ما أخذنا بنظر الإعتبار، أسترتيجية أمريكا الجديدة، التي أطلقها الرئيس الأمريكي المضطرب دونالد ترامب، التي أراد من خلالها فض الإتفاق النووي مع إيران، والعمل على عزل وتطويق إيران، ثم جاءت تصريحات تيلرسون بما معناه، حين نسب الحشد لإيران، ووجوب مغادرة القوات الإيرانية العراق، هنا نضع علامات إستفهام كثيرة، هل نحن نقع تحت وصاية أمريكا؟ ثم عن هذه الزيارة جاءت وفق رؤية الحكومة العراقية، أم جاءت وفق ما تريد أمريكا؟ لإدخال العراق في صراع المحاور، وإذا ما كان ذلك فالأولى أن نكون بجوار إيران، التي دعمت العراق، بعد أن تخلى عنه الجميع، وخصوصا” في حرب داعش.

اليوم مطلوب من السيد العبادي، أن يبعد العراق من هذه المهترات، وأن نلتزم الوسطية، وبحكم الملفات التي يمتلكها العراق، على الجارة السعودية، كفيلة بأن يصدر البرلمان العراقي، عشرات القرارات التي تشابه (قانون جاستا الأمريكي)، ونذهب به بعيدا”، إلى جمعية الأمم المتحدة، الذي يلزم السعودية بتعويض العراق، مئات المليارات من الدولارات، فالعراق اليوم وما يمتلك بحعبته، يجعل منه مفوضا” قوي، يملي على السعودية ولا يملا عليه، وليتذكر تيلرسون وأذنابه، إن الحشد وفق المعيار القانونية المحلية منها والدولية، هو قوة نظامية أمتلكة شرعيته، من السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب، وأقر بقانون برلماني، ليكون ضمن تشكيلات المؤسسة العسكرية، فالعبادي مطالب بتحقيق المصالح الوطنية، وفاء” لدماء الشهداء.

أحدث المقالات