كنت ولا زلت اكتب عن التصرفات الرعناء التي كان يقوم بها رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي وطبعا هذا ليس بغضا به كشخص وانما كمسؤول يتحمل مسؤولية الملايين من الشعب العراقي المظلوم ولو فعل ما هو صحيح وعقلائي لكنت من اكثر المؤيدين والمدافعين عنه ولذلك فعندما نجد تصرفا او سلوكا اوسياسة صحيحة فانا نؤيدها ونشجع عليها وهذا ما استطيع ان اقوله بحق رئيس الوزراء الحالي السيد حيدر العبادي فهو وان كان من نفس الجهة الدينية والسياسية التي ينتمي لها المالكي ولكنه اقدم على خطوات تجعلنا نقول انه يسير بالاتجاه الصحيح وانه ابتعد عن جادة الفشل التي كان يسير عليها المالكي وهذا نلاحظه في كثير من الامور والتي منها خطابه الاعلامي المعتدل وابتعاده ان اسلوب التعالي وتجريم الاخرين والقاء التهم كيف يشاء .
وهو الذي كان يتبعه المالكي بالإضافة الى قيامة بالعديد من الاجراءات كإلغاء مكتب القائد العام وتغيير بعض قادة الاجهزة الامنية الفاشلين واحالة الكثير من الفاسدين منهم على التقاعد ولربما الى القضاء وغيرها من الامور التي تبين بما لا يقبل الشك ان ما كان يقوم به سلفه المالكي هو الذي اوصل العراق الى ما وصل اليه من التناحر والتقاتل والتهجير واستباحة اراضيه من قبل الهمج القادمين من خلف الحدود وعليه ارى انه صار لزاما علينا ان نقف مع هذا الرجل وان نشد على يده وندعو الله له بالتوفيق فما مر به العراق من المآسي والظلامات تكاد تكون كافية ليعيش هذا الشعب في بحبوحة من الامل والعيش الرغيد وفي نفس الوقت فإننا نحذر الدكتور العبادي من المحاولات التي يقوم بها المالكي وزبانيته من اعمال تعكس حقدهم وخسرانهم المبين وما قام به المالكي من زيارات للكوت والنجف ولقائاته في هاتين المحافظتين دليل واضح على ان الرجل ما زال يعيش احلام اليقظة وانهم مصر على الاستمرار في النهج الطائفي والتخريبي المقيت ويجب الحذر منه فكما يقال “لا تخدعك طنطنة الرجل فهو من اهل النار” .
