بغض النظر عما يؤشر بحق الجعفري كسياسي عراقي، الا انه استطاع ان يكسر الحاجز الذي وضعه هوشيار زيباري حول بغداد في محاولة منه لتسويق كردستان على إنها دولة مستقلة عاصمتها أربيل خلال فترة إدارته للخارجية العراقية.
عواطفنا قد لا تنسجم مع السعودية ومع تطلعاتها في الشرق الأوسط بل وتدفعنا للحديث دائما عن إن زيارة أي مسؤول عراقي إلى أراضيها يعد تنازلا عراقيا لحكومة عربية غير مقتنعة بالعملية السياسية في البلاد، الا إن ما شهدناه من حفاوة الاستقبال للوفد الذي يرأسه العبادي يدلل عكس ذلك فالسعودية اليوم مؤمنة بأن العراق لاعب رابح في المنطقة، والانتصار الميداني للقوات العراقية “بمختلف تشكيلاتها” يبرز دلائل كثيرة من بينها ان بغداد قد أخضعت كل الارادات لإرادتها الاتحادية.
زيارة العبادي الى السعودية ستجعل منه يتحرك بأريحية من خلال الدبلوماسية العراقية، وستجعله غير آبه لدور اولئك الذين يدعون الوصل بالرياض .. فلا حاجة لنا باسامة النجيفي وفريقه بعد اليوم، كم تمنيت (سابقا) أن يضيف العبادي قليلا من حزم المالكي الى حكمته خلال تعامله مع الازمات التي تهدد البلاد، الا ان هذا الرجل قد خدعناً جميعاً فهو ليس بحاجة لحزم أحد آخر، هذا لا يعني مديحاً لشخص العبادي بل تقييماً لموقف من جملة مواقف قد أخفق فيها خلال الفترة الماضية.
ولمن سيعترض على بناء علاقة متينة بين بغداد والرياض عليه ان يفقه بأن المصالح الدولية تتطلب مرونة في التعاطي مع المواقف لا مع العواطف، فكسب طهران للدوحة على حساب مجلس التعاون الخليجي (إنموذجا) واضحاً على ذلك.