23 ديسمبر، 2024 8:54 ص

العبادي: لو دكتور ينصح .. لو ثور ينطح

العبادي: لو دكتور ينصح .. لو ثور ينطح

بسمه تعالى:(قل كل يعمل على شاكلته).
قال شاعر:
لا تنظرن إلى امرئ ما أصله.. وانظر إلى أفعاله ثم أحكم. قال آخر:
(لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق)، ومن الأمثال السائرة: إنك لا تجني من الشوگ العنب.
لا أعرف لماذا يعتريني مرض فقدان الثقة بالحزب الحاكم؟ ربما بما سمعت وقرأت عنه، أو بما شاهدت منه، خلال حكمه عشرة أعوام، فلم أجد طبيب من قيادات هذا الحزب، يشفيني من مرضي!.

كنت قد سمعت أوائل التسعينيات عن هذا الحزب، حكايات وقصص، تتحدّث عن سلوكياتهِ وأخلاقياته المنحرفةِ، وقرأت بعض كتب ومقالات لقاداتهِ وهي تنتقده، ككتاب( قرار الحذف/للحائري)، وكتاب( أمالي السيد الرفاعي)، ومذكرات غالب الشاه بندر، ثم رأيت فتوى للسيد الشهيد محمد باقر الصدر( قدس سره)، بخط يده وختمه، تحرّم الأنتماء لحزب…، وقد أكد هذه الفتوى السيد الحائري، في كتابه( أصول الفقه/الجزء الثاني)، أذن كيف لا أشك وافقد الثقة وقياداته الكبرى تطعن في هذا الحزب؟!.

فيما سمعت عنه، أن حزب…، كان هو المسؤل عن التفجيرات التي حدثت في الكويت ولبنان، عندما أستهدف السفارة الأمريكية في كلا البلدين، وراح ضحيتها عدد من الأبرياء، في ثمانينات القرن الماضي، حقيقة لم أصدق تلك القصة، وراودني الشك فيها، لكن حينما زرت صديق لي من المجاهدين، في أحدى المقرات التي تقع في أهوار الجنوب، رأيت عدد من الكتب صغيرة الحجم، تتحدث عن أيدلوجية العمل الجهادي والسياسي، وكانت من تأليف( حسن البناء)!.

في بادئ الأمر تصورت أن حسن البناء، واحد من كبار قادة هذا الحزب، لكني فوجئت وصدمت، حين علمت أن حسن البناء، مؤسس حزب الأخوان المسلمين، وهو من الأحزاب السنية الشمولية المتطرفة الدموية، يعمل بأفكارهِ هذا الحزب الشيعي، حينئذ جمعت بين ما سمعت وشاهدت، فصدّقت رواية التفجيرات!.

حزب الأخوان ـ حزب أرهابي تحالف مع آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب، في بناء المملكة السعودية، فدخلوا المساجد وقتلوا المصلين والقراء والفقهاء، من أجل بناء تلك المملكة، ذكر ذلك بعض كتّاب الكويت عندما كتب عن تاريخ الدولة السعودية.

في صورة مغايرة لهذا الوجه من الأرهاب السنّي، يوجد لدينا في محافظة ذيقار، دكتور سنّي أسمه( عصام الدين)، وهو جراح كبير ومعروف في المحافظة، كشفة المريض في عيادته، قيمتها( 3000 دينار) إلى الآن، وله أتفاق مع صاحب المختبر والصيدلية، بتخفيض الأسعار لمرضاه، بينما الطبيب الشيعي رفع سعر الكشفة من 10 آلاف إلى 15 ألف، يجب على السيدة( عديلة حمود)وزيرة الصحة، أن تحدد قيمة كشفة الطبيب والاجهزة الاخرى، كالسونار، للحد من جشع الأطباء! ولابد أن يكون من أولويات برنامج الحكومة الإصلاحي.

عندما رزقني سبحانه وتعالى بأول طفل، ظهر في فمه ورم، ذهبت به إلى الطبيب المختص، فقال لي: هذه غدة سرطانية، أصابني الهلع والخوف عندما قال لي ذلك، لكن أشار عليّ بعض أصدقائي على طبيب آخر، كفؤ وله تجربة طويلة، فذهبت إليه، وبعد الفحص قال لي: أبنك سايم مئة بالمئة، وهذا الورم هو تصلب للاوردة والشرايين، نتيجة الضغط الولادي، فأخبرته بما قال الطبيب الأول، ضحك وقال: كثير من الأطباء هم ثيران، وأزيدك علم، ان المرضى الذين يموتون، كثير منهم بسبب الأطباء، لأنهم يشخصون المرض خطأ، وبالتالي يعطون العلاج خطأ، مما يسبب مضاعفات عند المريض، تؤدي إلى وفاته لاحقاً!.

السيد العبادي، كالطبيب في إصلاحاته، أمّا أن يكون ناصح ، و يشخص المرض في الحكومة بصورة صحيحة، ويعطيها العلاج الصحيح، وأمّا أن يكون ثور ناطح، يتخبط كصاحبهِ السابق، فيؤدي بنا إلى وفاة الدولة العراقية، ويبقى مرضي في فقدان الثقة معلّق عليه، أمّا أن يشفيه، أو يستمر في شكه، كقول الشاعر:

ان دام هذا السير يا مسعود .. لا جمل يبقى ولا قعود.