بالرغم من ان السيد الصدر يعتبره الكثيرون اداة من ادوات الحكم الثيوقراطي الذي ضرب مؤسسة الحكم في العراق وتغلغل في مفاصلها .. إلا ان الحقيقة تقال .. فالصدر وخصوصا في السنين الأخيرة أخذ خطابه يكتسب المزيد من المؤيدين خصوصا في اوساط التيار المدني والليبرالي ومنظمات المجتمع المدني بعد أن ركز في كلماته البسيطة على رفع المظلومية ومحاسبة الفاسدين ابتداءا من انصاره ، والتعايش السلمي ودعم القوات المسلحة ووحدة العراق .. مع الأشارة للشعبية الكاسحة التي يتمتع بها هذا الرجل وقوته السياسية والأجتماعية التي جعلت منه طوق نجاة للتيارات المدنية التي لم تجد شخصا واحدا من وسطها يمتلك تلك المقومات .
لذلك فان العبادي يدرك او أخذ يدرك بما لا يقبل الشك أن اسلوب تشكيله للحكومة سيكون مرهونا بسكوت ذلك الرجل ومن خلفه تلك التيارات ، أو عدم سكوته .. وهنا نوجه نصيحة بدون ثمن الى السيد العبادي ونقول له .. لن ترضى (الأكثرية) الشعبية بأقل من التغيير الشامل لكل الوزراء ولرؤساء الهيئات المستقلة معهم .. فابقاء وزير أو اثنين أو ثلاثة من الحكومة الحالية سيعطي عذرا مشروعا للجميع باستمرار المظاهرات والأحتجاجات وتطورها الى ما لا يحمد عقباه .. أما التغيير الشامل بوجوه جديدة مقبولة سيعطي الجميع املا جديدا بعصر جديد ربما .. وسيركن الجميع للهدوء ومراقبة الأداء الحكومي الجديد لستة اشهر على الأقل .
ان اخذتك العزة بالأثم واصررت على تغيير ترقيعي وعفيت بعضهم من الأستبدال من أمثال الوزراء السياديون كالخارجية والدفاع والداخلية والمالية ..الخ .. فثق انك ستصب الزيت على النار من حيث تعلم او لا تعلم .. وهنا ننبهك لطروحات بعض (الثيوقراطيين) من أن الوضع الأمني الداخلي والحرب التي يخوضها العراق والوضع الأقليمي لا تسمح بالتغيير الشامل ، فذلك كلام يضحكون به عليك لأنهم ما زالوا يعتقدون انك دمية يحركوها كيفما شائوا .
تلك نصيحة شعبية لحضرتك لكي يخرج الجميع من هذه (الوحلة) التي وضعنا جنابك فيها ومن خلفك تحالفك الوطني باقل الخسائر .. البعض يقول العبادي كدها وكدود ولازم يخطو هذه الخطوة .. أما الأكثرية فيقولون الرجل مسكين وخلّه روحه بالزاوية الحرجة وهو بحكم تركيبته النفسية لا يستطيع أن يخطوا مثل هذه الخطوة الجبارة .. لذلك ما زال معظم المراقبين يشعرون أنه مطفّي وطابك على صفحة .