لم اك متفائلا وانا اسمع بمرشح جديد لحزب الدعوة سيكون على راس الكابينة الحكومية ، بعد فشل هذا الحزب في تلبية حاجة البلاد للتهدئة وللبدء ببناء ما هو ملزم للتشييد والبناء ، وقد راعني هول القرار وانا اشاهد برلماني وعضو للجنة مسؤولة عن مال الناس كان هو الاخر من الساكتين على الفساد والهوان الذي ضرب العراق منذ السقوط ، ولم استطع وقف صراع نفسي انتابني والبلد محتل وبحاجة لمن يستطع توحيد الصفوف وابعاد شبح الطائفية ومحاربة ارهاب لا يرحم ، وقد انتاب الناس في ضوء كل تلك الظروف استياء عارم بسبب من ادخل الكابينة هذه ومن الوجوه المعروفة بعدم الكفاءة وقلة الهمة في معالجة ما هو بحاجة ملحة للعلاج ، وقد لاحظت في حينه فتور همة الناس وانفضاضهم عن كل ما هو متعلق بكل تلك التشكيلة ووجوهها واتجاههم صوب التظاهر والعصيان على الموقف برمته ، والوضع يسير بين محتل يتوسع ويتوعد وفساد كان لا زال يتوسع ويتوعد والصورة قاتمة والشارع متحفز للانقضاض على كل ما هو قائم الى وضع يكاد ان يكون غامضا بكل تفاصيله ، غير ان بوادر تبدل تلك الصورة اخذت تظهر بعد اكثر من ثمانية عشر شهرا ، وكان لمن لبى دعوة المرجعية اثرا مباشرا لتعديل كفة الميزان لصالح الوحدة في التراب والموقف، واخذ ميزان القوى يميل نحو تقليل العنف بين الاهل وزيادته تدريجيا تجاه العدو، واخذ التحول ياخذ ابعاده الواضحة بعد دخول الشباب قاعة البرلمان والزيارة التي كانت غير مرغوب بها لمقر الكابينة الوزارية والتي بشرت بانذار ربما بعده الطوفان فاستوعب العبادي الدرس واخذ يعمل خارج سرب المالوف من الوجوه القاتمة ليعلن البدء باصلاحاته ، وقد تنادى له البرلمان خارج السياقات المالوفة عن برلمانات العالم ليعلن هو الاخر جملة من الاصلاحات كان على الحكومة القبام بها وتناسى البرلمان انه هو من كان بحاجة الى الاصلاح ، وادخل الدولة برمتها مسارا معرقلا لعمل الرجل الذي بداه بطلب التعديل الوزاري ومناداته بمكافحة الفساد ، واخذ تدريجيا يخرج من خيمة حزب الدعوة واشخاصه المحافظين ليعلن للعالم ان الخروج الى الرحاب العربي هو بداية لتحييد من يؤيد الارهاب وان الطائفية هي من كانت تقف وراء هذا الارهاب وتنميه، واخذ بتبديل وجوه طاقمه ، ونجح في اعادة تشكيل الجيش وتدريبه بل واخذ يعمل على تحييده ، واستطاع الرجل ان يقوم على الاقل بالاتيان بما يبشر بوجود شرطة محاييدة لا بل اقام بالتعامل مع خبرات الدول الاجنبية بتشكيل قوى محاربة الارهاب او قوى التدخل السريع واختار القادة الاكفاء لهذه الوحدات ، واوقف عملية الترهل في جهاز الدولة واعتمد على ميزانية اجر الكفاف ، وظل على مضض يقبل بالوزير الخائب او الوكيل غير المناسب واخذ تدريجيا يعادي الطائفية واستطاع مع رئيس هيئة النزاهة الجديد ان يحجم نوعا ما من قوة انتشار الفساد ، واخذ بزمام المبادرة نحو تهدئة النفوس وابتعد تدريجيا عن نفوذ ايران ليكسب مساعدة الويلايات المتحدة فيما يخص التجهيز العسكري والسلاح، وقد كان حريصا على ان يكون قريبا من الجميع ونال فعلا رضا الجميع باستثناء الاخوة الكرد اللذين ساعدوا في مكافحة الارهاب لكن ظلوا يتصرفون على انهم خارج البلد لا جزء منه ، وقاد بصبر عملية تحرير الاراضي من قبضة المحتل ، واستطاع ان يجمع الجميع حول هذا الهدف ، واخيرا تمكن مو تفتيت نوايا الكرد في الاستقلال ، ولكن رغم كل ما تقدم وبتقديري لاسباب خارجة عن ارادته ظل الرجل بحاجة الى قوة القرار في الامور المصيرية منها الفساد وشخوصه ومحاسبة من تسبب بنكسة حزيران العراق ، وترك جانبا امر الاقتصاد ، وترك العملة تباع ، وترك البطالة تتوسع وترك القطاع العام ليزداد تخلفا وعبأ على الموازنة المركزية وو .. ولكن بالقياس الى غيره كان العبادي يتصرف بوطنية خام ينقصها الصراحة والجرأة وان يخرج صراحة وفعلا من حزب الدعوة وان لا يشكل حزبا جديدا لاننا لسنا بحاجة الى احزاب انما بحاجة الى رواد تنمية واقتصاد….