19 ديسمبر، 2024 1:47 ص

العبادي الديك الفصيح والرمال المتحركة

العبادي الديك الفصيح والرمال المتحركة

عرفت الرجل من خلال الايميل قبل اكثر من 8 سنوات … فقد كان يستقبل الرسائل من العامة لكن مع بضعة انتقادات حول العملية السياسية واداء حكومة الدعوة …لم يطق صبرا فاغلق ايمله …كانت مهمته خلال الدورات البرلمانية السابقة هي نجاح التوافق والمحاصصة في اللجنة التي يراسها اي اللجنة المالية … لم يقدم اي مبادرة أو مشروع ليطوع الميزانية العامة لتكون ذات نفع للفقراء والمهمشمين من الشعب … بل كانت اجندته الاولى كيفية ارضاء الكتل السياسية والخروج بحصة الاسد لكتلته … وقد كتبت مقالا ذات تحت عنوان … ميزانية العبادي وباعة الفلافل … حيث كان كل قانون ميزانية يخرج من تحت توقيع العبادي يقابلها ازدياد هائل لاعداد باعة الفلافل في الاحياء الشعبية .

العبادي لم يخرج يوما او يوجه حتى ولو ملاحطات حول اداء زعيمه المالكي …بل كان مالكيا متشددا ، حتى قبل اسبوع من استلامه لمنصب رئاسة الوزراء ، بل ولم يكن في باله ان يتبوء هذا المنصب ابدا أذ كان مرتاحا للمناصب التي حصل عليها في البرلمان ، لكن داهية مثل فؤاد معصوم ،وسهلا ممتنعا كسليم الجبوري ، استطاعوا ان يقنعوا الحالم باي منصب رئيس التحالف الوطني الملائكي الجعفري باستمالة العبادي ، باعتبار ان هناك رفضا تاما للولاية الثالثة سواء من المرجعية الدينية او اقليميا او دوليا … ويبدوا ان الرجل اي العبادي وجدها فرصته التاريخية ،فلا باس من طعن يوليوس نوري … ليصيح الاخير حتى انت ياعبادي ، والظاهر ان بريق المنصب ، اغشى بصيرة اخونا العبادي عن ارث وتركة سلفه وزعيمه المالكي ، ركام هائل من الفساد والفشل والمآسي والنكبات ،اخرها احتلال داعش لثلث البلاد ،والذي اسفر عن فقدان العراق لسيادته كدولة ،وعن ثلاثة ملايين نازح ،وعن تعاظم دور الجماعات المسلحة التي لاترتبط بالحكومة ولها اجندتها المرتبطة بانتمائها الطائفي ولها قوة تتعاظم من خلال امتدادها الشعبي ، لكن الطامة الكبرى انها تحت فيتو قوي من قبل مكونات المحافظات الغربية ، واتهامات توجه لها تصفها بالطائفية .

العبادي … وعند استلامه لرئاسة الوزراء حظي بدعم كبير على المستوى الداخلي والاقليمي والعالمي ،وهذه ورقة قوية ورابحة لمن يمتلك مهارة استغلالها ،وربما عرف الرجل ذلك ، فجرب ان يستغلها ، فطرح منهجه في الترشيق الحكومي ،بغية تقليص المال العام ، واعلن انه سيشكل حكومة ب13 وزارة وحكومة تكنوقراط ، اكسبه هذا دعما من قبل القوى المدنية والديمقراطية وعامة الشعب ،لكن العبادي فين والقوى السياسية الاخرى فين ،فكل يبكي على هريسته ،وأضطر مكره اخاك لابطل بالعودة لقانون المحاصصة ، وتشكلت

حكومته بنفس عدد الوزارت في الحكومة السابقة مع زيادة عدد اثنين نواب رئيس الجمهورية ومثلها نواب رئيس الوزراء ، وراحت ميزانيتكم ياعراقيين المتقشفة اصلا ، واذا كانت فصاحة العبادي في الترشيق الحكومي قد انتهت …فقد خطت قدماه في رمال المحاصصة المتحركة ، ودخل في مساومات ، ليس اولها التغاضي عما حدث في الموصل ولااخرها تجميد ماساة سبايكر ،وحتما تمييع من كان المسئول عن 50 الف فضائي في وزارة الدفاع ،وووو، واذا كنا نفهم تلك بالضغوط السياسية وربما نفسرها هدنة وقتية حتى هزيمة داعش ،لكن تعينه لمهدي العلاق امينا لمجلس الوزراء ، واخوه على العلاق محافظا للبنك المركزي ، ومهادنة عبعبوت ، وتعيين العطية في هيئة الحج ، والياسري لهيئة النزاهة ،وعلوش امينة لبغداد ،اثبتت ان الرجل اسير الولاية السابقة،وقراراته لن تخرج الا بشروطها وموافقتها ،وبالتالي ضاعت آمال الشعب العراقي في التغيير ، والواضح ان العبادي ، ليس رجل دولة بمعنى ان يمتلك رؤية لادارتها اي لديه خطة استراتيجية فلنقل لمدة 10 سنوات لما سيكون عليه العراق ، اي نوته يطلقها لتعمل وفقها اجهزة الدولة كافة والمحافظات وتجتمع عليها الفعاليات المدنية الشعبية ،لكن وللاسف سقطت ادارة العبادي في ردود الافعال وباتت ترقيعية … ولن تزيد على مازاد حنون في الاسلام .

أحدث المقالات

أحدث المقالات