17 نوفمبر، 2024 1:53 م
Search
Close this search box.

العبادي .. اخبارٌ بلا مصادر وَ مصادر بلا اخبار !

العبادي .. اخبارٌ بلا مصادر وَ مصادر بلا اخبار !

حديثُ رئيس الوزراء يوم امس الأوّل الذي انتقد فيه عدداً من السياسيين الذين يمتلكون قنواتٍ فضائية ويبثّون عبرها اخباراً ليست لها من مصدر , ايّ انها اخبار كاذبة ومفتعلة والهدف منها التشويش على الرأي العام وإرباك الدولة واجهزتها وخلق البلبلة لدى المتلقي .. هو نقداً او انتقاداً السيد صائباً وصحيح , ولكنّ مَنْ ذا الذي لا يعرف ويميز تلك الأخبار الخالية من المصادر ! إلاّ اللهمّ بسطاء القوم او صغارهم ومن ذوي المراهقة الفكرية والعمريّة .! , ثُمّ ودونما تشكيكٍ في الموضوع ولا بسلامة النيّات , فحديث رئيس الوزراء جاءَ متأخّراً واكثر من اللازم , وكنّا نتمنّى أن يعلن عن ذلك منذ الشهور الأوائل لولايته , كما والأهمّ من ذلك فلماذا لا يُسمّي العبادي تلك القنوات الفضائية بأسمائها ! كي تنتبه لها بعض الناس وتشكك بأخبارها مسبقاً , ثُمّ ايضاً كان من المفترض إشهار واعلان أسماء اولئك السياسيين مالكيّ القنوات الفضائية وفضحهم , فأنهم يمارسون التسميم الفكري والحرب النفسية عبر بث الشائعات والاخبار التضليلية , وهذه من الجرائم الكبرى , وأنّ مسألة الإحراج في فضح وكشف هؤلاء لم تعد مقبولة بالمطلق وقد تغدو لها ابعاداً ما .!

الأشدّ غرابةً وكآبة وايضاً ملامة , هو عدم تطرّق العبادي عن مصادر اموال الساسة الذين امتلكوا قنواتٍ فضائية وصحف واذاعات بعد الإحتلال بفترةٍ وجيزة .! اليس هذا هو الفساد بأمّ عينيه , وعلامَ لا تستجوبهم هيئة النزاهة عن مصادر تكاليف الفضائيات ومتطلبات التشغيل ورواتب ملاكاتها الفنيّة والإعلامية ! وليس ذلك فحسب , بل

المجتمع العراقي برمّته امسى على دراية بأمتلاك هؤلاء الساسة لفنادق بأربع نجوم في شمال العراق وفي العاصمة وفي بعض دول الجوار ايضاً , وياليت الأمر اقتصر على فنادقٍ ووسائل إعلامٍ , ولا حتى عن نفقات مكاتبٍ ومقرّاتٍ في المحافظات والأقضية , فهنالك حسابات سريّة في مصارفٍ عالمية , ولا نجزم اين يجري تشغيل نفقاتها .!

ولعلّ المضحك – المبكي أنّ اولئك ذوي السنٍ طويلة وسليطة وتتسم بالحرباوية , ويمتلكون من القدرات والمهارات لمزج عناصر الميلودراما والكوميديا والتراجيديا في كأسٍ واحد , ويزايدون على هذا الشعب المسكين بوطنيتهم وهم خونة الوطن .

ومن بينِ ثنايا هذه الكلمات وفواصلها نشيرُ لمن يهمّهم الأمر الى ما يلي : –

\ 1 : جمهورية مصر ابتدأت بأتخاذ اجراءات قانونية خاصة بحقّ الذين ينشرون اخباراً كاذبة وبلا مصدر في مواقع التواصل لأجتماعي .

\ 2 : اعلن الرئيس الفرنسي ” ايمانويل ماكرون ” عن مشروع قانون يجبر مواقع السوشيال ميديا على تنقيح محتواها من الأخبار المزيفة في ” فترة الحملات الأنتخابية ! ” , ويتضمن القانون بنداً يحتّم على هذه المواقع الكشف عن هوية مموّلي اية مواد مدفوعة الثمن , واضاف رئيس فرنسا أنّ القضاء سيرغم مواقع التواصل بأزالة الأخبار المزيفة من منصاتها وحجب المواقع التي لا تطبق القانون .

ونضيفُ هنا أنّ فرنسا التي هي بلد الحريات والتعبير عن الرأي , تتخذ هكذا اجراءاتٍ على هذه المواقع ” برغم وجود مساحةٍ واسعة جدا للكتابة ” , فكيف الحال إذن بحقّ قنواتٍ فضائية يمتلكوها مسؤولون في الدولة . !

أحدث المقالات