19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

العبادي أمام مرحلة صعبة لكنها ليست مستحيلة

العبادي أمام مرحلة صعبة لكنها ليست مستحيلة

ثمان سنوات من حكومة المالكي أسفرت عن تراجع وتسافل في كل مفاصل الدولة ، فلا أمن ولا إقتصاد ولا سياسة مستقرة ولا خدمات فضلاً عن الفساد المالي والإداري الذي أزكم أنوف العالم ، وكذلك السياسات الخارجية للمالكي التي أدت إلى تأزم العلاقات مع بعض دول الجوار منها ( السعودية ) التي تشكل عاملاً أساسياً في إستقرار العراق وبغض النظر عن الشبهات والدور السلبي الذي تلعبه السعودية في العراق ، إذ من المفترض أن يتحرك المالكي دوبلوماسياً لإعادة العلاقات بين البلدين بما يضمن أمن واستقرار العراق ، فقد ظل يطلق التصريحات التي تصب الزيت على النار وتزيد من المشكلة تعقيداً ، كل هذا وغيره من المفاسد الكثيرة لا مجال لذكرها هو من الأمور الصعبة التي يواجهها رئيس الوزراء الجديد ( حيدر العبادي ) ، فقد تحمَّل العبادي تركة ثقيلة خلَّفها المالكي لحكومته ، ما على الدكتور العبادي إلا أن يفتتح رئاسته بحسن النية والروح الوطنية في التعامل مع كل الأطراف الداخلية للمضي بالعراق والشعب نحو الأمام ، فالعراق وشعبه يستحقان أن يقدم الكثير من أبنائه المخلصين لخدمته وخدمة شعبه  من خلال إطلاق مشروع إصلاحي يعيد الثقة التي فقدت في عهد حكومة المالكي وترسيخ روح العلاقة بين الفرقاء والإنطلاقة ببناء عراق حر ديمقراطي فعلي قائم على التعاون المشترك وتفعيل بنود الإتفاقيات التي تبرم , ولعّل واحد من أسباب الفشل الذريع الذي أوصلنا الى هذه النتائج هو عدم إكتارث المالكي بالمناشدات والنصائح التي يقدمها شركاءه في العمل السياسي فضلاً عن توجيهات ووصايا المرجعية الدينية في النجف الأشرف وباقي زعماء الشيعة , وعليه يستدعي من الرئيس الجديد الإستفادة من الأخطاء والمشكلات والأزمات التي خلفها المالكي ويعكس صورتها بما يتناسب مع مصلحة البلاد التي يتطلع اليها شعبنا .