العبادة الواعية

العبادة الواعية

إن العبادة التي تتكفل بتحقيق المحبة والسلام والخير والصلاح فهذه هي العبادة الواعية ..
فالعبادة الواعية هي التي لها روح ومعنى و قيمة ..
ولابد من توضيح وبيان هذه القيم والمعاني التي تستهدفها العبادة الواعية الحقة ومن ثم جعلها المعيار الحقيقي لتقييم العبادة…
فالعبادة الفارغة من معناها اي التي لا ترتقي بصاحبها نحو التكامل، نحو الخير ، نحو العلاقة الحسنة مع أخيه الانسان، هذه العبادة الفارغة مرفوضة لأنها لم تؤدِ رسالتها وتحتاج إلى وعي وفهم لأنها عبادة ناقصة..(أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )
علما ان العبادة تمثل العلة الغائية للخلق ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
والعبادة أيضا لها علة غائية بحسب ظاهر القرآن الكريم(وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
وحيث أن اليقين ليست درجة واحدة بل درجات لا متناهية..
فالإنسان يظلُ عابدا دون حد ..
أي أن هناك قيمة وروح ومعنى للصلاة والصوم والزكاة ….الخ
فإن لم تحقق العبادة هذه القيمة لم تؤدِ رسالتها وبالتالي لم تُسهم في المسيرة الإنسانية ولم تلعب دورا تربويا وإيجابيا في علاقة الانسان بأخيه الانسان ونحن نجد الكثير ممن مارس العبادة ولم ينتفع من عبادته!
فالذين حاربوا الحسين( عليه السلام ) في عاشوراء قد صلى بهم عمر بن سعد صلاة الظهر! لكن اي صلاة وأي عبادة التي كانوا يمارسونها هذه الصلاة وهذه العبادة هي التي لا قيمة لها فهي عبادة فارغة من كل معنى وروح…
فليس كل من مارس العبادة أصبح عابدا، ولا يمكن أن تتحقق هذه القيم والمعاني بدون ممارسة العبادة الواعية المخلصة…

أحدث المقالات

أحدث المقالات