لا يُمكن السيطرة على المعركة مِن دون العامل الإستخباري، والذي بِدورهِ يمكن أن يُنهي المعركة بِالنصر السريع، من خلال تفعيله، وجعله جهازا متمكناً، ورفده بكل العوامل اللوجستية، وتوغله في عمق العدو، مما يسهل العمل العسكري، ويجعله سهلا، ويخصم المعركة لصالح الحكومة .
خلال السنوات الماضية، أثبتت الحكومة فشلها في إدارة الدولة، وخاصة الملف الأمني! الذي تتبجح به، وهي التي ساعدت في الفشل، من خلال التهميش لكل العوامل المساعدة، والعمل الاستخباري، واهم ملف تم تركه لقمة سائغة، وسهولة خرقه من قبل المجاميع الإرهابية، ونتاج ذلك التفجيرات المستمرة، وعدم المبالاة للتقارير المرفوعة، عن العمليات التي ستحصل، والنتيجة ضحايا تسقط على أيدي الجماعات المسلحة، بكافة أنواع القتل، وهذا مُحَصِلْ عن ترك الوزارات الأمنية بلا وزير، خاصة وزارة الداخلية! وحصرها بشخص وكيل! لا يفقه من الأمور الأمنية شيء، ناهيك عن أربع وزارات تدار بالوكالة.
سقوط محافظة نينوى، وبها فرقتين كاملتين، وكل ذلك التسليح؟ شيء محير! أو بالأصح، كيف تم انسحاب هذا الكم من المقاتلين، وبأي طريقة تم سحبهم؟ ومن الذي أعطى الأمر بالانسحاب؟ كون الأمر محصورا بيد رئيس الوزراء؟ فهل من المعقول أن يكون الأمر صدر من رئيس الوزراء؟ وإلا! ماذا تسمي التصريح الذي أدلى به غيدان وكنبر! أن الأمر آت من سلطات أعلى ؟
من يرى في نفسه انه غير قادر على إدارة الحكومة، عليه أن يعترف بأنه فشل ! لاسيما أن العراق يمتلك القادة القادرين ،على إدارة الدولة بكل مفاصلها، لاسيما الملف الأمني، الذي يجب أن يكون الشخص الذي يديره، يمتلك المؤهلات التي تؤهله لإدارة ذلك الملف .
السير خلف أمريكا طريقا شائكا، لأنها تريد أن تفكك البلد من الداخل، وخير دليل على ذلك، تنصلها من المعاهدة الموقعة مع العراق، وعدم الإيفاء بها بحماية العراق، من المجاميع الإرهابية التي دخلت للعراق من الخارج، باشتراك دول الخليج وتركيا، وبأشرافها والدعم المُقدم لها! يعطيك كل الحق بأن تستورد السلاح من أي دولة غير أمريكا، وبالطبع هذا القرار وان كان متأخرا، فيجب على الحكومة تدارك الأمر، والمباشرة بالتسليح الذي يجعلك ربح المعركة، والتخلص من تلك المجاميع، التي يتم تسليحها ودعمها من قبل أمريكا نفسها، كما يحصل في سوريا اليوم، ولا ننسى إن المجاميع الإرهابية تلك نسخة ثانية تعمل بالعراق، وان ما أشرت اليه، اننا نواجه عدو متغلغل في كل مفاصل الدولة، يحتاج الى جهد كبير جدا، لأشخاص لا يكلّون ولا يملّون، لان بدون العامل الاستخباري؟ لا يمكن ربح المعركة.