23 ديسمبر، 2024 7:27 ص

العالم والأخطبوط الحاكم في إيران

العالم والأخطبوط الحاكم في إيران

قدم ملك السعودية يوم الأربعاء 4/أكتوبر – تشرين الأول الى موسكو. ليس هناك من جدال بشأن أهمية سفر ملك السعودية وإذا نسلط الضوء على الزوايا المختلفة لهذه الزيارة نستطيع أن نستوعب هذه الحقيقة باعتبار إنه سيکون هناك حديث حول إيران باعتبارها وفي الظروف الحالية أكبر بلد لخلق المشاكل والمعضلات في العالم وفي الشرق الأوسط بالذات.
قال وزيرالخارجية الروسي بخصوص هذا السفر : ” إن زيارة الملك السعودي إلى مسكو من شأنها دعم الاستقرار في الشرق الأوسط . كما يعتقد خبير في مركز التحقيقات العربية –الإسلامية لمؤسسة الاستشراق في أكاديمية روسية : « إن أهمية زيارة ملك سلمان من موسكو واضح تماما، هناك للمملكة السعودية دور بارز في سياق أوضاع منطقة الشرق الأوسط، لذلك فإن هذه الزيارة وفي هذا المستوى الرفيع بإمکانها أن تخلق دوافع جديدة لحل مختلف المشاكل في المنطقة أيضا “.
طالب الملك السعودي يوم الخميس 5/ أكتوبر في لقائه مع الرئيس الروسي النظام الإيراني بالتخلي عن تدخلاته في شؤون البلاد الأخرى.
لاشك أن السعودية ملمة بدور النظام الإيراني المدمر والمثير للفوضى و الحرب في سوريا، لهذا فمن الطبيعي أن تقوم بالاستفادة من کافة إمکانياتها في التعامل مع الأطراف السياسية الدولية لإرغام النظام الإيراني على الخروج عن سوريا وإنهاء تدخلات هذا النظام في شؤون بلدان المنطقة.
إن إيران قد عنونت تدخلها في سوريا تحت يافطة”حضور إستشاري”، لكن وخلال الاعوام الستة المنصرمة، قتل عدد من قادة الحرس الثوري، من ضمنهم حسين همداني، من قادة الحرس الثوري الکبار و سائر القوات الاخرى المرسلة الى سوريا، بحيث لم يبق من مجال للتغطية و التمويه على ذلك.
أكد علي أكبر ولايتي رئيس مركز التحقيقات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار خامنئي في الشؤون الدولية يوم 6/أيار –مايو2017في لقائه مع” ماركوس أدر“ نائب وزيرالخارجية الالمانية، بشكل صريح بأن حضور إيران العسكري في سوريا هو من أجل حفظ الثبات والتعادل في المنطقة. بطبيعة الحال، فإن الهدف من استخدام كلمة ” التعادل“ في ثقافة الملالي لا يعني إلا حفظ النظام الإيراني بالذات، إذ لو لم يقاتل الملالي والحرس في دمشق وحلب وسائر المناطق الاخرى في سورية فإن على الشعب الايراني أن يقاتلوا في المدن الايرانية المختلفة.. وهذا أمر قد سبق أن أذعن و إعترف به مرارا وكرارا جميع أزلام النظام الإيراني وخامنئي شخصيا.
وفي جلسة استماع للجنة التحضيرية لمكافحة الإرهاب و عدم إستقرار المنطقة من قبل الميليشيات المدعومة من قبل إيران والتي عقدت يوم 4أكتوبر/تشرين الأول في مجلس النواب الأميركي أكد القاضي ” تدبو“ رئيس الجلسة قائلا:
« ما زال الشرق الأوسط يعتبر أحد أكبر التحديات لأمننا القومي، وعندما هناك تهديد لمصالحنا في المنطقة فنستطيع القول بأن إيران وعملائها متواجدون هناك لا محالة. من اليمن حتى أفغانستان نجد الاسلحة الايرانية بيد أخطر العناصر، وهذه استراتيجية مدروسة من جانب ملالي طهران … إنهم يجهزون الطائفيين بالسلاح من أجل إستخدام العنف و القسوة ، النظام الإيراني يدعم الاطراف التي تقوم بإستخدام العنف والتعسف في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين والأراضي الفلسطينية. هناك من الاحزاب تحت إسم” حزب الله“ والمحسوبة للنظام الإيراني بإمكان هذا النظام استخدامها في المنطقة لممارسة العنف و القتل… وأفضل طريقة من أجل منع تغلغل إيران في الشرق الأوسط حيث إنها أشعلت نار الفتنة و الفوضى فيها ، هو التصدي للمشکلات التي تعاني منها تلك المناطق على الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و إيجاد حلول ناجعة لها.
في 6/ أكتوبر- تشرين الأول، أشار الناطق بإسم البيت الابيض إلى قرب إعلان سياسة ترامب العامة بشأن المواجهة ضد إيران قائلا: « إن التركيز الرئيسي في هذه السياسة سيكون من أجل إيجاد سياق شامل للتعامل مع إيران ، هذا ما طلب الرئيس ترامب من فريقه بالذات…
كما تشاهدون، كل الکلام والأصابع توجه تحديدا إلى النظام الإيراني، وهذا مٶشر صحيح بالکامل و جيد جدا، لكن ليس ممتازا وليس كافيا بنفس الوقت. الحقيقة هي إن النظام الإيراني عبارة عن نظام متدخل ومثير للأزمات، لذلك فإن مواجهة هذا النظام يتطلب حلا أساسيا و شاملا بحيث يجمع کل أسباب النجاح في عملية المواجهة، وهناك طرف مهم في المعادلة الايرانية خصوصا و المنطقة عموما بإسم المقاومة الإيرانية التي تعبر عن طموحات و تطلعات الشعب الايراني، وإن أي حل دون إدخالها في عملية المواجهة، سيبوء بالفشل لامحالة، ذلك إن المقاومة الايرانية تعتبر الخصم الاساسي و الرئيسي للنظام مثلما تعتبر بديلا جاهزا و قائما له . المقاومة الايرانية هي التي دفعت ثمن الحرية طيلة 35عاما كما قدمت في صيف 1988أكثر من 30ألفا من أعضاء وأنصارها في سجون النظام الإيراني كشهداء . وتمتلك هذه المقاومة تنظيمما و تشکيلات سياسية لها خطوطها وبرامجها التي تحظى بدعم و تإييد الشعب الايراني . نعم ، إن الحل الحقيقي والذي في متناول اليد لمواجهة أخطبوط النظام الإيراني کانت قد أعلنته السيدة مريم رجوي في اجتماع المقاومة الإيرانية الضخم والذي أقيم في 1/ يوليو-تموز 2017 في صالة فيلبنت بباريس حيث قالت:
« نحن رحبنا بمواقف القمة العربية الاسلامية الأمريكية في الرياض ضد أعمال النظام الايراني الارهابية والمزعزعة للاستقرار. كما أكدنا في الوقت نفسه أن طريق الحل لأزمات المنطقة والتصدي لمجموعات إرهابية مثل داعش يكمن في اسقاط هذا النظام الفاشي المذهبي على يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
وعلى هذا الأساس نقول للأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ودول المنطقة:
– اعترفوا بمقاومة الشعب الايراني من أجل اسقاط الاستبداد الديني. واطردوا النظام من الأمم المتحدة وسلموا كراسي ايران الى مقاومة الشعب الايراني.
– أدرجوا قوات الحرس في قوائم المنظمات الارهابية واطردوها من عموم بلدان المنطقة.
– قدموا خامنئي وقادة النظام الى العدالة لانتهاكهم حقوق الانسان وارتكابهم جرائم ضد الانسانية خاصة مجزرة العام 1988 وبسبب ما ارتكبوه من جرائم حرب في المنطقة».