8 أبريل، 2024 12:28 ص
Search
Close this search box.

العالم الممزوج والتديّن الممجوج!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه , يمتزج في وعاء خلاّطٍ دوّار إستطاع أن يؤكد أن الأرض وطن الجميع , وأن الخلق موجودات متفاعلة متواصلة بحسها الإنساني وطبيعتها البقائية الحية.

فكل موجود في مسيرة تمازح وتفاعل إنصهاري وتذويبي يسعى لتأسيس وحدة الوجود الإنساني المطلق الدوّار.

وهذا المزج لا قدرة لأي مجتمع أو موجود على مقاومته , لأنه إعصار هائل ودوامة لا تتوقف عن الدوران الذي يخلط كل شيئ ويستولده ما لا يحصى من الأشياء.

فالأحياء تلد أحياءً , والجمادات تلد جمادات , وأرواح تتمازج , وأفكار تتفاعل , ونفوس تتواشج , وأيام واعدة وولودة , حبلى بالمستجدات.

وفي هذا النهر الأرضي العارم التيار , لا يمكن لعقيدة أن تصمد إذا تمترست وتخندقت وتصندقت , وتدرعت بالباليات والغابرات وإنغمست بالأوهام القاهرات .

فلا حياة للتدين الممجوج الذي يعني الأصولية والدوغماتية والتوهم بإمتلاك الحقيقة المطلقة , وأن عقيدته هي المثلى ودينه هو الأقوم , بينما الأض تزدحم بالأديان والعقائد , وفي دوامة الإمتزاج الفعّال لا بد أن يدرك كل مخلوق بأن له دين أو معتقد , ولغيره دين ومعتقد , وأن يكون الشعار واضحا ” لكم دينكم ولي دين” , فهو الحل الأمثل الذي إنطلق مع بدايات الإسلام.

أما المتمذهبون والطائفيون والأصوليون والمتحزبون , وغيرهم من ذوي العاهات الإعتقادية والسلوكيات السقيمة , فأن تيار الحياة الدفاق سيسحقهم وينهيهم رغما عن إرادتهم.

فلا خيار عندهم إلا الإندماج بالخلق الطافح بالحياة , والساعي إلى بناء كينونات ذات قيمة إنسانية ومسارات تؤدي إلى حياة حرة كريمة للأنسان فوق الأرض.

فما عادت أمّنا الأرض تقبل بالعزلة المكانية والنفسية والفكرية , وإنما تريد لخلقها التفاعل على ظهرها كأمة واحدة , لتتباهى بهم وتسعد ببهجتهم وجمالهم وحسن سلوكهم.

وإن الأرض إرادتها لفاعلة , وكل عقيدة منزوية ومنطوية متطرفة لبائدة وزائلة حتما .

فهل لنا أن نتعلم صناعة الحياة؟!!

*ممجوج: مستقبح , مستهجن

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب