23 ديسمبر، 2024 6:28 ص

العالم الإسلامي و فقهاء الموت !!

العالم الإسلامي و فقهاء الموت !!

هل يمكن ان نصدق ان مظاهرة واحده لم تخرج في العالم الإسلامي ضد داعش و ضد فقهاء الموت الا لأغراض طائفيه أو سياسيه ؟! كل الحشود التي صرخت ضد مجلة شارلي إيبدو لم يتحرك عُشرها ضد فقه الموت ، الا يسيء هذا الفقه للاسلام و لنبيه ام أنك مؤمن أنه هو الاسلام نفسه؟!

لم تدافع مؤسسه دينيه ( اسلاميه طبعا ) واحده عن حقوق الإنسان ! و لم نجد لا مؤتمرات دينيه ولا كلمه قويه من الاسماء الكبرى من المتكسبين في المجال الديني ( لم اجد وصفا غير هذا) ، هل يمكن تخيل أن مئات الالاف تنتفض ضد صحيفه فرنسيه بسبب رسام كاريكاتير يسيء الى الرموز الدينيه المقدسه و الى الانبياء و في نفس الوقت لا نجد هذه الاصوات تصرخ ضد ما تفعله داعش في سوريا و العراق ، لم ينطق احد بحرف ضد جرائم الإباده التي حصلت في الموصل وداعش تعلق الرجال في الطرقات ، بعضهم اكتفى بقول انه ذنب اهل الموصل و احتضن وسادته و لحافه مطمئنا بإيمانه (لكنه بلا شرف إنساني طبعا ) بينما الملايين تتوسد الحجاره !!

هل يمكن ان نصدق الصمت ضد الارهاب الذي لا يختلف كثيرا عن انظمة القمع الدكتاتورية و لا حتى عما شاهدناه مرارا من مئات عمليات الاعدام العلنيه باسم الدين في أفغانستان سابقا و في شوارع ايران و السعوديه و التي كان اخرها قطع رأس امرأه في شوارع مكه قبل أيام ؟!!

قاطع رأسها يضربه ثلاث مرات ليسقط ثم يلقي بعدها على الرأس المتدحرج كتاب وزارة الداخليه و يذهب لينام بنفس مطمأنه لأنه دين الله !

الا يستحق هذا الفقه وقفه مع الذات ؟ سكوتك يدل على انك تؤمن بهذه العقيده و ايمانك بهذه العقيده لا يترك لك الحق في الدفاع عن نبي يأتي بشريعة ارهاب كهذه !

ان كنت انا مخطيء فصحح لي ، تكلم ، هل يمنعك الخوف ان تصرخ ضد القوي فما معنى إيمانك هذا ؟ وما الغرض منه ؟ و أين هو إيمانك يا مدعي الايمان ؟!

هل تخشى من داعش و انظمة ايران والسعوديه و لا تخشى سلطات فرنسا ؟ هل عدنا الى سهولة انتقاد هذي الدول لأنها تعطي الحق بالانتقاد و لا تمتلك مليشيات طبعا في دولتك ولا سيفا على عنقك ؟! بهذا سيكون الفضل الاكبر لفرنسا في هذه المعادله و تخسر انت قضيتك ايها المؤمن بالشرائع السماويه ، يا من ينتشي برائحة أفيون البطوله الوهمية التي تكتم انفاس الشرق ، فليست الشجاعه ان ننتقد بصوت عال من يعيش في دول اخرى و ثقافات اخرى و انت تعجز عن النطق بحرف واحد عن الخطأ الموجود فيك.

ان كان صومك و صلاتك و حجك و زكاتك و الخُمس الذي تدفعه لمرجعك الديني وكل طقوسك تدفعك ( فقط ) للدفاع عن نبيك ، و نحن نرى وجها مرعبا لهذا الدين تقابله أنت بسكوتك عن الخطأ المتكرر يوميا بسبب أحكامه الشرعيه و تريد في نفس الوقت من الاخر ان يحترمه ( فقط ) هكذا لانه يجب ان يُحترم و انت لا ترى اي سوء في فقه الموت اليومي هذا فأنت في النهاية خاسر و تحسب ان لك عالمك وحدك على هذه الأرض و لا يحق للآخر انتقاده ، سكوتك عن فقه الموت يقلب الكفه تماما ، انت لست وحدك و البشر في هذه الارض ليسوا عبيدا لكم ولا لفقه الموت و لا لعمائمكم و لا لسيوفكم الشرعيه ، الناس تعبت من التهجير والقتل باحكام فقه الجهاد هذه و ستنقلب الكأس عليكم بسبب هذا الصمت و هذا الجبن.

ولكن عندها ، لا تقل لي انك تكره النظام في السعوديه او تكره نظام ايران او انك كنت ضد بن لادن او طالبان و انك مع حقوق الإنسان ، و انك تكره داعش و المليشيات الدمويه الأخرى في العراق من كل الطوائف.  فأنت تشترك معهم في الجرائم لانهم يتحركون بلسان فقهاء القتل الذين تؤمن انت بهم ولا تنتقدهم و لا ترى في افعالهم ما يمس دينك و لا يسيء الى نبيك ! و هم يمارسون سياسه الموت و قطع الاعناق في كل مكان تصل اليه قوتهم بحجة السند في الحديث و النص القرآني .

صمتك لوحده يكفي لتتلطخ يداك بكل الدماء التي سالت و كل الارواح التي زهقت و ألتي سوف تزهق حتى نهاية فقه الموت و الطائفيه و نهاية الخوف.