23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

العافية تغادر “الصحة” بمغادرة عديلة حمود

العافية تغادر “الصحة” بمغادرة عديلة حمود

تقيس الحكومات وزراءها بأدائهم، كي يثبتوا في المناصب، بحيث قد تجيء حكومة نظيرة للسابقة، وتبقي على وزير في منصبه؛ تثمينا لحسن أدائه، برغم أن منافسهم الانتخابي، جاء به، في الدورة السابقة، التي كانوا قد خسروها، لكنهم لا يلجؤون للتنكيل بالمتعاونين معها، إنما يحيدون موقفهم الحزبي، لصالح الخدمة العامة؛ فيمكث الوزير السابق في منصبه، برغم إنتمائه لإيديولوجيا أخرى؛ فهم واثقون من ولائه للدولة؛ وكل يرى الآخرين بعين طبعه.. لكون ولا ئهم للوطن أولى أولوياتهم، والحزب ثاني الاولويات.ما حدث لوزيرة الصحة د. عديلة حمود، هو أنها إشتغلت بضمير وطني أولا ومهني.. بإعتبارها طبيبة ثانيا، وإتضحت آثار عملها على شبكة إمتداد المستشفيات في المدن والوحدات الطبية في القرى والقصبات النائية والمفارز الطبية المرافقة للمقاتلين ميدانيا!نظير  ذلك، وقبل ان يكرموها؛ كي يقتدي بها الآخرون، أقالوها كي يتعظ منها كل من “تسول له نفسه العمل بنزاهة ومواظبة” فهم يريدون إنفلاتا يغطي الخراب المقصود الذي يتعمدونه.. تستفزهم النزاهة التي تكشف فسادهم.لكن.. هل نأمل ان يخجل رئيس الوزراء من مطالبنا بإعادة د. عديلة حمود، وزيرة للصحة والبيئة، مفضلا المصلحة الوطنية، على خزعبلات ذر الرماد في عيون المتظاهرين، الذين خرجوا مطالبين بالكهرباء فأقال وزيرة الصحة، كما نسميه في الجنوب: “يدك الفالة عد راس الكطان” ويسميه البغادلة: “يثرد بصف اللكن” و”يخوط بصف الإستكان”.سيدي رئيس الوزراء.الرسالة وصلت.. أكنت لا تريد شخصا مخلصا، ولنعتبرك مؤمنا بنظرية “الفوضى الخلاقة” التي طبقتها أمريكا في العراق، مستثنية وزارتي النفط والمالية؛ لأنهما تمسان مصلحتها! إذن نسألك بحق أخويك الشهيدين الحقيقيين، اللذين قضيا نحبيهما، الى جانب الكثير من شهداء حزب الدعوة الجادين، الذين إسشتشهدوا ولم يتصوروا ان “براغماتيون – نفعيون” سيغمسون رفاههم الفاحش، بدمائهم.. بحق هؤلاء عد النظر بقرارك الاهوج، وانت في حالة تـمل؛ لتجد ان د. عديلة لا تستحق ان تغير، وبتغييرها تنهار عافية السياقات الطبية المدروسة منهجيا، والتي ارست دعائمها بوعي وطني ومهني خلاق، وليس بفوضى.. فالفوضى لا تجيء الا بالخراب، الذي وضعتنا عليه أمريكا وعادت أدراجها مزهوة بالنصر على جيش العراق المنهار منذ هزيمته في الكويت العام 1991.إن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا ستنهار الصحة بإعفاء د. حمود، بعد أن شهد الشعب العراقي، تحولات جوهرية في أداء أعراضها في الوحدات الطبية المنتشرة، بسياقات عمل مثلى، نابعة من جوهر ديوان الوزارة.