18 ديسمبر، 2024 7:50 م

العاصون في الكراسي!!

العاصون في الكراسي!!

أي المعاندون , المحشورون في الكراسي وقد تأبّدوا فيها , وإندحسوا , وإلتصقت بهم أو إلتصقوا بها , ولا يُعرف هل هم (الجيرة) أم هيَّ؟

الجيرة: من القار , وهناك أمثال شعبية تتصل بها للتعبير عن التمسك بالشيئ.

وفي بعض المجتمعات المتكرسنة (المحشورة بالكراسي) , والتي إدّعت أنها تقيم أنظمة ديمقراطية , ما أن تنتهي الإنتخابات فيها , حتى تدخل في متاهات العصيان في الكراسي , وتبدأ بينها مصارعات ثيرانية , ومناطحات أكباش , وعراك ديكة , تتطور إلى سفك دماء وتناثر أشلاء , وإغتيالات وإنفجارات وأزمات أمنية مروعة.

الهدف هو التمترس بالكرسي , والتمتع بما يُغنَم بواسطته , فنظام الحكم بلا دستور أو قانون , والحاكم على هواه , ولكل كرسي مَن والاه , والحبل على الغارب , والجرار ينفث نارا.

أين الديمقراطية وقيمة الإنسان وحرمة الوطن وسيادته , إذا صار التمسك بالكرسي ضرب من الإيمان؟!!

العاصون في الكراسي يموتون فيها , ولا ينهضوا عنها , ولا يسمحوا لغيرهم أن يجلس عليها , فالكرسي حياتهم , ولكي يغادرونه لا بد من موتهم فيه , وتلك معضلة التفاعلات السياسية في مجتمعات خالية من الثقافة الدستورية , والحس الوطني والشعور بالمواطنة.

وتأريخ بعض المجتمعات يشير إلى أن الموت في الكرسي غاية ووسيلة , ولهذا تجد معظم حكامها قد غادروه جثثا هامدة.

ولا يمكن للديمقراطية أن تتحقق فيها , دون ثقافة متصلة بها , وقدوات وطنية ذات نفوس سامية وأرواح عالية , وعقول وطنيةحضارية ترى بعيون المستقبل.

وما دامت القدوات الوطنية مفقودة , والعمائم العقائدية منتشرة , فأن القول بقيام حياة ديمقراطية , أبعد من اللبَن عن وجه مرزوق!!

فهل من إعادة ترتيب الأفكار و”تجفيت” الأدمغة , لكي تتنقى العقول؟!!