جرت في العراق عشرات الثورات وخاصة التي غيرت الانظمة السياسية وتم سحلهم في الشوارع ومن ثم قتلهم . والان ما جرى في البلاد اشبه بوجود بوادر للثورة والتغيير نحو الاحسن والافضل خاصة ان كل وعود وعهود السياسيين ذهبت في مهب الريح . نرى حتى اهل البيت عليهم السلام كيف كانت تجرى ثورتهم ومنهم الامام الثائر الحسين بن علي عليه السلام ، والامام موسى بن جعفر الذي واجه الظلم والطغيان بزمن العباسيين وكان يعمل من خلال بعض الأشخاص الذين جندهم الامام الكاظم عليه السلام في هرم السلطة العباسية من اجل حقوق الانسان والعدالة وضد نظام الذل والعار وهو داخل زنزانة السجن . ثورة عاشوراء بقيادة الحسين (عليه السلام) مرة أخرى، ولا زالت تدعو المؤمنين للالتزام بالمبادئ والقيم والاحكام الإسلامية المحمدية الاصيلة، التي ضحّى من اجلها الامام الحسين (عليه السلام) وجسد في ثورته العبودية لله بكل معانيها، وان من يرتفع على عالم الملكوت ويخترق حدد الزمن والمكان سيطلع على الجوهرة العظيمة للعبودية لله تعالى، ولا زالت عاشوراء تدعونا الى الثبات على الحق ورفض الذل والاستعباد والظلم والاستكبار مهما كانت الاسباب والمسببات . الزميل الموسوي كان صادقا في وصف الطغاة إنّ الصرخة الأولى التي أطلقها الإمام الحسين(عليه السلام) ضد الظلم والظالمين ، ليصحح بها مسار الأمّة كانت :((إنّ مثلي – الحق الاسلامي والشرعية الاسلامية والقيم الإنسانية النبيلة – لا يبايع مثله))( الباطل والبهتان والزور والظلم والحكم بالهوى ، وإشاعة مفاهيم القبيلة والعشيرة والحزبية الضيقة التي ما أنزل الله بها من سلطان ). وصرختة الأخرى كانت: ((ألاترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) في حركته، أن يُثبت للعالم إنّ هؤلاء الطغاة هم ضد الإنسانية وقيمها ، وأراد من خلال صرخته ، أن يقول إنّ الظلم الإجتماعي الذي حمل شعاره بني أميّة ، وتستروا بستار الإسلام المحمدي الظاهري ، هو ضد الدين الحنيف ، ولم يرتبط بشرعية الرسالة أبداً ، وأراد الإمام الحسين(عليه السلام) بهذه الحركة ، أن يعيد بناء القيم الالهية في ضمير الأمّة ، بعدما حاول بني أميّة المساس بها ، ومحاولة طمس معالمها، والتشكيك بشرعية أئمة أهل البيت (عليه السلام) في إدارة شؤون المسلمين.كما يحصل لنا اليوم ونحن نشاهد الاف المخادعين ممن يدعون التدين والسير على النهج المحمدي ..بينما نراهم يسرقون قوت الفقراء ويؤيدون الظالمين, السلام عليك يا ابا عبد الله الاغلب يبكي عليك والاغلب يسرق باسمك وبعض ارباب المنابر شغلهم الشاغل هو بكاء الناس على الحسين ولم يوضحوا أولويات ما يرده الحسين فهم يحاولون تخدير الناس وتعويدهم على البكاء فقط لا نصحهم بان يكونو كالحسين ثائرا ضد الظلم والفساد والتعدي على الحرمات واليوم نرى العجب العجاب من سياسيين يدعون الاسلام والعقيدة الحقة وهم ساهموا في افشاء الفساد في الارض وساهموا في تدمير القيم لتي ثار من أجلها ابا الضيم عليه السلام فقد اعتبرت كثير من الصحف الاجنبية بان القادة الاسلاميين في العراق يرسلون شهريا الى المصارف الامريكية اكثر من مليار دولار باسمائهم ليودع في البنوك الغربية وتركو شعبهم تحت خط الفقر ونراهم يعملون المجالس الحسينية ويبكون على الحسين زورا وكذبا استغفال الضعفاء من الناس الا لعنة الله على كل منافق ومن ايده ومن رضي بفعله الى يوم القيامة. كل عام نستذكر الوقفات والملاحم المادية والمعنوية التي سطرها الامام الحسين (عليه السلام) واصحابه وكيف انه لم يترك للظالمين حجة ولا قولاً الا دحضها بحجته وقوله والتي لم يتلقى امامها سوى السيوف والنبال والرماح بعد ان خسر معسكر الظلم كل ما بحوزته بل لم يكن لديه اصلا من يبرره لكي يقف بوجه سيد الشهداء سوى حب الدنيا وطاعة أئمة الظلال والحاكم الجائر الفاسد وهذا ليس غريباً على كل ذي لب بعد إن تبينت جبهة الحق واتضحت معالم الباطل في ذلك الحين . الظلم والطغيان الان يشبه كثيرا فساد وطغيان بني امية وبني العباس . الثورة السلمية قربيه وخاصة نرها في الانتخابات المقبلة ان شاء الله .