23 ديسمبر، 2024 3:26 م

العاب ليست للعب .. منجنيق حديث

العاب ليست للعب .. منجنيق حديث

مبدأ اللهو  واحد وهو الترفيه والراحة والاسترخاء ……..
تارة تكون بلعبة أو جلسة أو لعبة بسيطة أساسها الأمان والثقة من واقعه الحاضر والبيئة التي تحيطه نفسيا وماديا.
أما أن تكون اللعبة عبارة عن ضغط وإرهاق ومدعاة للقلق  وارتفاع لضغط الدم وضخ للأدرينالين وشعور بالخوف فهذا غير منطقي لكون العائلة تهرب من وضعها المضطرب  إلى هذه الأماكن  لأخذ وقت مستقطع للراحة والابتعاد عن وضعها المتوتر باستمرار.
العاب  مدينة  الزوراء الترفيهية  ليست للعب  الأطفال أو النساء او الشابات اللواتي  يتقين الله تعالى في أهلهن  أو العوائل التي تروم الترفيه عن نفسها وأطفالها وإنما منجنيق لو أفلته القدر لترى الناس سكارى وما هم بسكارى …
أقربهم رمية تجده مقدار 10 فراسخ .
إضافة لخطورتها فهي لايجيد استخدامها الأطفال مما يدفع مشغل اللعبة إلى أن يجاورهم بتدويرها فتذهب فرحتهم خجلا وارتباكا بانتظار توقفها .
إن العائلة العراقية محكومة بالعادات والتقاليد وسلطة الهرم الأبوي التي لايمكن الحيود عنها .. وحين تقصد أماكن الترفيه الموجودة في مناطق  سكناها غايتها الترفيه  عن  توترها وتخفيف الضغط النفسي وتجديد النشاط الاجتماعي أولا وأخيرا وترتيب الألفة العائلية من جديد لعاب التي يجري إضافة  إلى إثبات قدرت رب الأسرة الاقتصادية على القيام بواجبات العائلة بكل تفاصيلها .
ان الألعاب التي يجري ألان نصبها وتشغيلها في أماكن الترفيه العامة هي أصلا ليست للأطفال  وغير مأمونة الجانب حتى للكبار  في معظم الأحيان لما يتطلبه ركوبها من سلامة بدنية وصحية  ومقدرة على التحمل  والصمود  أمام الارتفاع والانخفاض الشديد وسرعة الحركة والانحناءات التي  لايقوى على الصمود بوجهها حتى الأشخاص الكبار مما يضع العوائل في حرج أمام  أطفالهم الذين اغنوا  خيالهم  بالألعاب التي سيفرحون بها في هذه السفرة المكلفة صحيا واقتصاديا لغلاء أجرة  الركوب للعبة الواحدة .
نتوقع في غضون سنتين إن استمر الحال على هذه الوتيرة في استيراد العاب الأدرنالين ..والتحمل والصدمة ….أن  يتجه الآباء إلى السياحة الدينية وترك الأطفال يسرحون  في باحات المراقد الدينية يتصيدون الحمام الزاجل ا الذي يكسوا وجه الحرم والقباب   ويشبعون بطونهم من خيرات الله التي توزع في تلك الأمكنة.
أماكن الترفيه في العراق  لايمكن أن تخرج منها بجدوى اقتصادية أو منفعة اجتماعية   للعائلة العراقية ..لضيقها وارتفاع أسعارها ويتحول  ضغط على النفقات العامة للعائلة واعتبارها غير ذات أولوية حياتية…