23 ديسمبر، 2024 5:35 ص

الظلام: إنعدام الضوء , ذهاب النور , سواد الليل.
وللظلام عصور معروفة في تأريخ الأمم والشعوب.
والظلامية منهج فكري وآليات سلوكية متجسدة في المجتمعات المنهوكة بذاتها وموضوعها , والتي يتسيد فيها القول على الفعل , وتطغى المواعظ المؤدينة والخطب الجوفاء , ولا تجد فيها ما يطعم من جوع ويمنح أملا , ويصنع مشروعا لبناء حياة ذات قيمة حضارية , ومعاني إنسانية نبيلة سامية.
وبموجبها يصبح الكلام هو الفعل والعمل مجهول , مما يتسبب بإنتشار الخراب والدمار والخياب , وإستلطاف المآسي والتداعيات , والإنكسارات والتبعيات والخنوع للذين يتسلطون بالدين , ويتاجرون بما لديهم من الضلال والبهتان , من الذين يدينون بالفساد ويؤمنون بفقه الغنيمة , وبكونهم أرباب , والناس من حولهم تتبع وتقبع.
فشرعهم نفس أمّارة بسوء , وربهم أهواؤهم , ودينهم نوازعهم المنفلتة التي تحررت من الروادع , وصارت هي الدستور والقانون!!
وعندما تخيم الظلامية على مجتمع فاقرأ عليه الفاتحة , وارفع رايات العظام , لأن الظلامية عظامية , وتحارب أي توجه عصامي , وتنكر جهد الإنسان وحقوقه , وتؤسس للقطيعية الراتعة الراكعة في محاريب الإذلال والإمتهان , وإعتبار البشر أرقام.
ومن الغريب أن البشر يميل إلى التوحل في هذه المآزق السلوكية , ويندحر فيها ويمعن بترجمتها , وكأنه في حالة من الشرود والإنقطاع والنوام العميق , ولا يصحو منها إلا وقد أنشبت كل عادية أظفارها ومخالبها فيه.
والأمثلة عديدة ومتكررة مع توافد الأجيال , وتلك مصيبة حضارية تتمكن من الأمم , التي لها تأريخ طويل من الإنجازات والتفاعلات الإنسانية الأصيلة , لأن المفترسين لها يمكنهم تبرير وتأويل كل قبيح ومنكر ورذيل , ويخرجونه على غير ما هو عليه.
فهل لنا أن نتحرر من ظلامية رؤانا ونتبصر بعيون عصرنا؟!!