23 ديسمبر، 2024 9:50 ص

الطيور لا تعرف الكذب

الطيور لا تعرف الكذب

أن المثقف والكاتب والفنان والأديب الحقيقي الصادق مع نفسه وشعبه والقيم التي يستمدها من هموم الواقع ومجتمعه ومعاناته ويحمل أوزار متاعب شعبه على كاهله ويشحذ أفكاره من آلام الشارع كي يترجمها إما على ورقة أو صحيفة أو لسانه وهو يحترق من داخله ويعتصر ألما على ما يكتبه أو يجول في خاطره من خلال نقل كل الحقائق والمشاكل والهموم بأمانة وإخلاص بعيدا عن الكذب وتلفيق الحقائق وتشويشها والمحاباة لأي طرف سوى ضميره وفكره الذي يقوده في عمله وهو ما تربى عليه في الواقعية في طرح مواضيع في ما يدور من حوله في المجتمع وهذا الجهد المضني الذي يحمله الكاتب والأديب لا يحس به إلا صاحبه أو العارف به أو القريب منه فالأديب والكاتب ليس له سوى القلم والفكر والضمير وهذا الثالوث يترجمه كلمات على القرطاس فقط ليوصل إلى الناس بهذه الطريقة فقط ليس غيرها وبأسلوب حضاري متبع عليه بعيدا عن الوصولية والرغبات الشخصية والمنافع لا يعرف الكذب والزيغ عن الحقيقة كالطيور التي تغرد لما تملك من الصوت الجميل الذي يطرب الطبيعة لا تعرف الكذب في حياتها تعيش على السلم والحب والتعايش السلمي فيما بينها وفي مجتمعها فأدبائنا ومثقفينا هم الطيور في سماء مجتمعنا لا يعرفون سوى الكلمة الطيبة الصادقة الصافية التي تنقل الحقيقة للغير من غير تزييف وهذا قد يغيض البعض من المنتفعين من الحاقدين والحاسدين الذين لا يحبون الحياة أن تستمر بجمالها كالذين لا يحبون تغريد الطيور في الطبيعة ويحاولون قطع كل الأغصان من أشجار بساتين بلادنا وقتل طيورها وتهجيرها أو إسكاتها أحيانا ليخلو لهم الجو أو تهجيرها لتعشش بدلها الغربان وتتحول بساتيننا إلى غابة موحشة ليس فيها إلا الوحوش الضارية التي تنهش بعضها البعض وتعيش على متناقضات المجتمع الواحد لذا علينا المحافظة على جمال وروعة حدائقنا الغناء بطيورها الوديعة لتزيد جمال حياتنا من خلال تغريدها الرائع وجمال روحها وكلماتها التي تطرب المسامع وتزيل همومنا المتراكمة ككتابنا ومثقفينا الذين يحدوا بهم الأمل في تشخيص مواقع الخلل في واقعنا وتغيره بالكلمة الصادقة الحقيقة وبالحس المرهف الوديع الذي تمتلكه هذه الفئة من المجتمع والذي تربى عليه في بلدنا