إحدى الأطراف السياسية الكردية شعرَتْ بعدم ارتياحٍ ” لا تستطيع التعبير عنه ! ” لقرار رئيس الوزراء بوقف حظر حركة الطيران في مطاري اربيل والسليمانية , وعودة عملية الإقلاع والهبوط في تلك المطارات , ويتأتّى ” عدم الأرتياح الصامت ” جرّاء رغبتها الجامحة في الإبقاء على الأزمة مشتعلة مع بغداد , وبذلك تحصل على مزيدٍ من المكاسب التسليحية والمالية من الدول الغربية , وتنفتح أمامها فضاءات الإعلام واضوائه , الى جانبِ علاقاتٍ أشد ومكتسباتٍ اكثر من بعض دول الجوار .
وفي الجانب المقابل لعموم العراق , فبعض الأطراف ايضاً تأسف لقرار رئيس الوزراء بأعادة حركة الطيران في المطارات الكرديّة , بسببِ استمرارية او تعنّت حكومة الأقليم في عدم تسليم المعابر والمنافذ الحدودية , ولعدم استجابتها لشروط الحكومة المركزية وخصوصاً حول مداخلات ملّف النفط في كردستان , وللتمسّك بالحالة الأنعزالية للأقليم عن كيان الدولة العراقية وعن المجتمع العراقي , بل واكثر من ذلك عبر التحكّم بشؤون الأقليم وكأنه من دونِ احزابٍ اخرى , بل وكأنّ الأقليم وشعبه هو من املاك الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته البرزانية .
لكنه بين هذا الطرفِ وذاك , وسواهما كذلك , فليس بالضرورة أن تبقى القرارات المتخذة قبل الأنتخابات , كما هي بعد الأنتخابات وقد تغدو أصعب وأشدّ كذلك أيّاً كان رئيس الوزراء القادم , وتوحي مؤشراتٍ ما أنّ ايّ رئيس وزراءٍ آخرٍسيتعامل مع ملف عموم الأقليم بطريقةٍ مغايرة لإِسلوب العبادي ودبلوماسيته او عدم تشدده في هذا الصدد , ويبدو أنّ القيادة الكردية لم تتعامل مع الحكومة المركزية ” لغاية الآن ” وفق ما تتطلبه المصالح العليا للأقليم بالرغم من ادراكها المسبق للمتغيرات المحتملة بعد الأنتخابات , ولعلّ ما يوضح بعض هذا التناقض هو التأثيرات الأمريكية والأقليمة مع او على حكومة السيد البرزاني , وهذا ما يفسّر ايضاً تجاهل وتهميش حكومة الأقليم للأحزاب الكردية الأخرى وعدم إشراكها في اتخاذ القرار , وبالصدد هذا ايضاً فمن شديد الوضوح أنّ القادة الكرد لم يتحسّبوا للتقارب الأمريكي – التركي على حساب اكراد سوريا والذي ينعكس على عموم كرد المنطقة . ثمّ بالرغم من أنّ الفترة المتبقية لموعد الأنتخابات لم تعد طويلة , إنما من غير المستبعد حصول تطوراتٍ جديدةٍ فيها سلباً او ايجاباً …