18 ديسمبر، 2024 10:05 م

الطيار السومري..يحلق من جديد

الطيار السومري..يحلق من جديد

أسعدتني إخبار السلطة المحلية بان  الأشهر القادمة ستشهد هبوط أول طائرة  في مطار الناصرية المدني. وما زاد من غبطتي إن المطار يقع عند تخوم أور حيث طار أجدادنا السومريون قبلنا بستة ألاف عام في الفضاء ونظموا رحلات مكوكية جابوا فيها الفضاء وقطعوا مسافاته ومروا بكواكب المجموعة الشمسية وكشفوا عن اسرارالفضاء بأكثر مما أنجزه الإنسان المعاصر !

فالتحليق قرب أور و بقايا زقورة تدور حوله الأساطير والحكايات  الكثيرة ، والتي كانت من قبل المكان المقدس الذي يتصل فيه الإنسان بالآلهة.هذا المكان لا يزال في نظر الناس مكاناً مقدساً تكتنفه الأسرار والألغاز.والناس البسطاء أبناء عشيرتي وعمومتي القاطنين قرب هذا المكان يؤكدون مشاهدات للجن و أشكال ومخلوقات ضبابية وغريبة فيه، كون المكان ومنذ آلاف السنين مركزا دينيا عظيما ومهبطا لعدد من الرحلات القادمة من السماء كما تقول أدبيات التاريخ . وأحد هذه القصص أن فضاءات أور أمنة ومحمية من قبل قوى خارقه .وارضها زاخرة بالفيوضات الرحمانية والقوى الخفية الغريبة ولايزال البعض يجد في هذا المكان مكانا مثاليا لعقد ( السحر ) وموضعا  مقدسا تحل فيه تأثيرات السحر والإعمال الروحانية ، لتتميز الميثولوجيا ما قبل التاريخ والتي كان يعبد الإله (انليل) سيد الأرض والسماء وتمتزج بالطقوس الدينية في الوقت الحاضر.

وعندما كانت أور مكانا مفتوحا للعامة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كنت أشاهد عددا من النسوة في أوقات ومناسبات معينة  يصعدن إلى التلة وكأنهن يتباركن بالمكان حيث يحرقن البخور ويوقدن القدور ويعقدن التعويذات او ليتم وضعها في زوايا المكان.ولا اعتقد إن هذا ناجم عن الصدفة بل هو امتداد تاريخي لمعتقدات سادت أبناء المنطقة منذ ألاف السنين، ثم اضمحلت وبقي بعضها في بعض السلوكيات المعاصرة.وتدعوك إلى التأمل أكثر لأنك تجد نفسك وحيدا وسط هذه الإطلال، بين الأرض والسماء.وفي عالم يعج بالماديات والرقميات وأنماط بشريه تؤمن بالدليل والملموس وتسخر من ماوراء السيما او علم الخوارق .بل كيف لنا إن نبرهن بان سماء أور أمنة  محمية تكتنفها الطمأنينة والسلام بقوى نعجز عن معرفتها .

حدثني أخي وهو ضابط كبير عمل ردحا من الزمن  في جناح المهمات الأرضية  في قاعدة الإمام على  الجوية.بأنة لم تسجل حادثة تحطم واحدة لطائرة  قرب أور او محيطها .بل لم يسجل أي عطل أو خللا فنيا لأي طائرة وهي تقترب من المسارات التى تمر فوق زقورتها منذ إنشاء القاعدة عام 1972.أذا ما أستثينا من ماقامت به قوى الشر والعدوان الامريكي من تدمير بعض الطائرات التى ركنت في جوانبها .

وحدثه بعض الطيارين الذين كانوا يقلعون في طائرات حربية أيام حرب الثمانينات بان السكينة والهدوء تغمر نفوسهم ويشعرون بتغييرات نفسية  مريحة حال مرأى أور بذهابهم وإيابهم  .بل إن بعضهم يتعمدون  بالدوران بطائراتهم  فوق أطلال أور قبل التوجه لساحة الحرب تضرعا واستعطافا لعودتهم سالمين .مع إيمانهم بقدرة الله عز وجل وانه هو الحافظ الباقي .

إن إيماننا بأن هناك في الأعالي قوى جبارة هي التي أوجدتنا وهي التي تتحكم في أقدارنا ومصائرنا. وحددنا مكانها ..وفق الرسالات السماوية بأنها  (فوق) في الأعالي الغامضة!. لذا كان  حلمنا  ب (الجِناح) الذي تمتلكه الطيور،والارتقاء بجسمانيتنا وعقولنا نحوها.

لكن هناك عالم   يضفي الغموض والسرية على حضارة الغابرين ومنهم السومريون كلغز تاريخي هام وما يتعلق بانجازهم في علم التحليقات الكونية القديمة والطيران وسبرهم أغوار الكون عبر مخطوطات ورقم وألواح طينية كشواهد شاخصة لعظم  ورقي حضارتهم وعلومهم .والتي سيحييها طيارونا الإبطال بالتحليق فوق اور من جديد.