18 ديسمبر، 2024 11:42 م

الطامعون يغرقون في غيهم , وينتشون بأنانيتهم , ويسكرون بمفسادهم ومآثمهم المقدسة , التي تقرّبهم إلى رب أهوائهم الذي في محراب ضلاله يتعبدون.
هذه التكوينة السلوكية الفاضحة الفادحة , أوصلتهم إلى مقام إذا لم تستحِ فافعل ما شئت , إذ سقط الحياء وهربت القيم والأخلاق , وداست الضمير سنابك الإمتهان والتبعية والهوان.
وتعرّت النفوس وفضح الأعمال دجل الأقوال , وسقطت أقنعة العمائم واللحى والطرر والمحابس , والمسميات المدججات بالبهتان وإملاءات أمّارات الشرور والثبور.
وتهدم بيت العنكبوت , وتبين الخيط الأبيض من الأسود , ولاح فجر الوعيد , وتهاطلت على أديم الصباح قطرات من مُزن هذا جزاء ما كنتم تفعلون.
وتوافدت زخات القصاص والعدل الكوني الأمين , الذي لا يفرّط بشيئ , ويعطي كل حق حقه , وسيعصف بالظالمين , المصعوقين بنفخات الصور المدوي الخاطف للقلوب , والقابض على الأرواح في وديان الوجيع الأبيد.
وقد لاحت رؤوس البلاء , تحمل مشاعل الجحيم الذي سيقتحم الكراسي , ويحيلها إلى عصفٍ مأكول , ومَن فيها إلى هباء منثور , فالكراسي توابيت الظالمين , ومقبرة الآثمين الجائرين , الحاكمين وفقا لدستور ما فيهم من نوازع الشنأ السجين.
وعلى قدر الخطايا والمآثم سيأتي العقاب , وما فر من الحساب ظالم , وما خاب ميزان العدالة الكونية الذي يعطي على قدر العمل , ويمضي فاعلا في مدارات الزمن.
فبماذا يطمع الخائبون؟
ولماذا لا يتبصرون ويصونون أمانة الكرسي؟
إن النفس الأمارة بالسوء متحفزة متربصة ترغب في الإنفلات , وأنسب مكان لذلك هو الكرسي المتجرد من الضوابط والمحتقر للدستور والقانون.
فبأي آثامكم تتبجحون؟
وكيف لصوت الحق تكذّبون؟
ولدماء الأبرياء تتنكرون؟
فهل أنتم كما كنتم ولا ترعوون؟!!