22 ديسمبر، 2024 3:30 م

حينما رست سفينتي في بحر لم تكن تضاريسة معتادة، وصفحاته لم تكن تكراراً لما سبق، وانفردت أعماقه بتحليل التاريخ وتشخيص الحالات النفسية لشخصيات الواقعة، اجتهدت أن أصطاد أكثر كم من كنوزة المختبئة في طيات صفحاته التي تربو على 189 لأقدمها لكم هدية لعلها تثير اهتمامكم، وتضيف لكم ماتتزودون به من معرفة وعلم.
نسيت أن أخبركم عن اسم ذلك البحر، لعلكم تزورونه وتبحثون عن كنوزه، فهو كتاب ( قراءة نفسية في واقعة الطف – للكاتبة زهراء الموسوي – دار الأمير – 2017

لم تكن الكوفة تُنسب لشيعة علي، بل كانت معسكراً من مختلف الأعراق والقبائل، وبعد ذلك تكون الخليط الاجتماعي المكون لأهل الكوفة
– ليس كل من حارب تحت راية خلافة أمير المؤمنين محباً له أو من شيعته، بل كان واقع حال وعمل تحت أمر الدولة آنذاك. لذلك تجد حقيقة بعض الشخصيات وانتمائها بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام.
– كانت هناك علامة أو مؤشر ينسب لأكثر من شخصية قيادية في الحرب ضد الإمام الحسين، أنهم كانو ممن شهد ضد الصحابي حجر بن عدي الذي قتله معاوية بعد شهادة أصحابه.
– تنجذب النفس عند القوم لمن تميل له القوى، وبذلك تجدهم تتقلب مواقفهم
– تضارب الأحداث في الكوفة بسبب ضعف المصدر، وأكثرها ينقلها من كانوا مقربين من السلطة والمواليين لها
– تحول غير منطقي في كفه القوى بعد أن كانت بيد مسلم بن عقيل إلى أن تكون بيد بن زياد، ويخلو عقيل بوحدته وكل التفسيرات تؤول الأمر إلى الرهبة والخوف من السلطة، مع تضارب من الأخبار مما يجعلنا لا نركن لكثير من هذه الأخبار غير المنطقية المتضاربة
– نجد كثير من الأخبار تركز على خذلان أهل الكوفة لنصرة الأمام الحسين، وانقلابهم على ابن عمه مسلم، وأنهم لا ولاء لهم، فذممهم تشترى وتباع. وهذا عمل ممنهج من السلطة ونقلهم لأحداث التاريخ لتتنصل من قبيح عملهم
-لتنال لقب كافر أو مشرك كل ما عليك هو مخالفة أهواء السلطة الضالة، ليصدر قاضي السلطة باسم الإسلام أنك ضال مضل، وهكذا جرت العادة في تاريخ الدول الإسلامية وإن كنت ابن بنت نبي الإسلام
-إلى أي الفريقين قد ينتهي مصيرك إن خضعت إلى التبعية العمياء؟! اختبر نفسك! ربما تهزم مقابل الأمراء وتنهزم مقابل القوى أم تكون حر كالحر
-يفشل الإنسان ويتجرد من إنسانيته عند الخضوع لأوامر السلطة المباشرة
-أخذ القرار والاختيار تحت نظرية ربح – خسارة، هذا ما تدور حوله حياتنا لاتخاذ النهج المستقبلي.
-خلط الحقائق بالباطل لتمرير الأهداف المقصودة وتقبلها، وكسب الأصوات المؤيدة.

ضياع الهوية الشخصية وغربة الوعي الفردي عندما تنغمس مع خيارات الجمهور.

لم تكن واقعة عاشوراء حبيسة تاريخ وقوعها، بل تكررت وتمدد أثرها مع اختلاف الشخصيات وطرق التنفيذ لذا لابد أن نغسل رذائلنا بالعبرة، وأن نعتبر كي لا نقع في مصيدة الأهواء فنخسر الدارين.