18 ديسمبر، 2024 9:10 م

الطفولة عالم من الطراز الخاص

الطفولة عالم من الطراز الخاص

حقاً أنه عالم من الطراز الخاص عالم من عبق الرياحين النظرة و الزهور المتفتحة التي تنشر بعطرها الخلاب رسائل المودة و المحبة بين الخلائق أجمعين ، لأنه عالم من نسمات الغد المشرق و الأمل السعيد يحمل بين جنبيه بشائر الحياة الكريمة و يمنحننا عنفواناً نحو تحقيق السعادة و الأتراح مادامت تلك الورود الجميلة تزهر في أواطنها و تنعم بالدفء و الأمن و الأمان و تحيا بحياة حرة و ينتظرها مستقبل زاهر بكل ما تعنيه هذه المفردة الرائعة ، فحينما نسلط الضوء على مجريات الأحداث التي تحيط بالطفولة فلذات أكبادنا نرى أن الواقع المؤلم الذي اجتاحت رياحه معظم الشعوب الإنسانية لم تكن الطفولة بمأمن من شرارات تلك الرياح الصفراء التي عاثت في الأرض الفساد و الإفساد فقد نالت تلك الشريحة المضطهدة الكثير من الحرمان و اليتم و التشرد في الطرقات تبحث عن لقمة العيش رغم نعومة أظافرها و ثقل الضريبة التي تحملها و تدفع ثمنها باهظاً جراء ما وقع عليها من ظلم و إجحاف تقف خلفه عدة جهات نسأل الله تعالى أن ينزل عليها أليم عقابه و شديد عذابه في الدنيا و الآخرة ، فالطفولة صفحات بيضاء ناصعة غير ملوثة بما يعكر صفو الحياة أفلا تستحق منا أن نقدم كل ما يدخل عليها من الأفراح و المسرات و يرسم لها المستقبل الكريم و الحياة الحرة كي نضع لها خارطة طريق تكون كفيلة بما يقدم لها أبسط مقومات العيش الكريم ، فالطفولة حقاً إنها عالم من الشفافية و النقاء و من الطراز المثالي تتلون خليفته بطيف من الصدق و البراءة و العفوية و البساطة و صفاء القلوب تتحدد في المراحل العمرية ما بين عمر اليوم إلى سن البلوغ عند الإنسان فنالت ما نالت من الحيف و الضيم و الأذى ما يكفي لتأليف آلاف القصص و الروايات ذات الطابع المأساوي الممزوجة بالحزن و مواقف يتفطر لها الصخر من هول ما تمر به الطفولة و تتجرع من كأسه السم الزعاف في زمن خلا فيه من الرحمة و الإنسانية و استبد فيه الفساد و الإفساد بكافة مسمياتهم و مناصبهم الدنيوية وفي مقدمتهم حملة لواء منهج التكفير و استباحة المحرمات لتنظيم الفكر المتطرف الداعشي وفكرهم المنحرف عن جادة الحق و الصواب عزّ به الأمان وضمرت فيه الرحمة وتربع التفخيخ والتفجير والذبح، ليجد الطفل نفسه خارج منظومة الحياة الكريمة، بسبب اليتم ومرافقة الفقر والإحساس بالعوز والفاقة، ومن ثم التسوّل واحتراف الظواهر الاجتماعية السلبية والدميمة والمرفوضة ومن ثم التحريض على العنف والجريمة ، وحتى نحفظ أطفالنا أكبادنا، وجب علينا الوقوف في وجه الفكر الداعشي الضال وإقصائه بالمجابهة الفكرية الجادة فحري بنا أن نغرس في نفوس أطفالنا فلذات أكبادنا كل قيم المحبة و مبادئ المودة و سبل الحياة الحرة الكريمة و النابعة من قيم و مبادئ ديننا الحنيف حتى نحصد الثمار الناضجة ذات القيمة العالية القادرة على قيادة الأمة إلى بر الأمن و الأمان . .