22 نوفمبر، 2024 10:28 م
Search
Close this search box.

الطغاة يتساقطون

الطغاة يتساقطون

(اذهب الى سيدك و ابلغه انا هنا بامر الشعب و لن نخرج الا على رؤوس الحراب) كلمات قالها (ميرابو) احد ابطال الجمعية الوطنية الفرنسية الى احد اتباع الملك لويس السادس عشر يوم انفجر البركان الشعبي الفرنسي مطالبا بحقوق الانسان من عدالة و مساواة و مطالبا برغيف الخبز الذي زرعه الفلاحون و حرموا منه، يوم اتخذ الدين ستارا حديديا لحماية الملك، يوم اصبحت الكنيسة خادما مطيعا للملك لكن الامواج البشرية و الثورة الشعبية لم تصمد امامها قلاع الباستيل ولا حراب الجنود السويسريين و الالمان فارادة الشعب بها لا يستهان.
         و ها هي ثورة البلاشفة تضج مضجع القيصر فتتطاير الرؤوس بالسيوف و الفؤوس و لم تحم القيصر قاعات و سراديب الكرملين المحصنة فارادة الشعب اقوى من الجيوش و القصور و القلاع.
         و في القرن العشرين انفجرت ثورة شعبية عام 1979 في ايران ثورة ارهبت كل الطغاة في الشرق و الغرب ثورة حيرت امريكا و اربكتها و ابكتها اذ لم تحسب لها حسابا فاصدرت الاوامر الى الحرس الشاهنشاهي بضرب الثورة و ابادتها فلم تستطع الدبابات ولا المصفحات من ايقاف الثورة الجماهيرية الغاضبة و لم تستطع امريكا يومها فعل شئ الا انقاذ شرطيها و وكيلها و صنمها شاه ايران والذي نبذته كل الاوطان فمات ذليلا لانه لم يستعن بالله و شعبه بل استعان بالامريكان فياللعار و الخذلان. ثم انتقلت الثورة الشعبية عام 1991 الى العراق و فعلت فعلها الجبار الذي جاء كالاعصار فاجهض و دمر و ارعب لكن امريكا و بعض دول الجوار خافوا امتداد هذه الثورة الشعبية الجبارة فتامروا عليها و وأدوها في مهدها كي يستطيعوا استنزاف الطاقات البشرية و الاقتصادية العراقية و كان لهم ما ارادوا فدمر الجيش العراقي البطل و دمرت ارادته و تعرضت الثورة الشعبية العراقية الى مذبحة لم يشهد التاريخ لها مثيلا. اما القرن الحادي و العشرون و في تونس الخضراء و في تونس الرقة و الوداعة  في صفاقس و الزيتونة و تونس العاصمة انطلقت ثورة شعبية كاسحة كي تبني انسانية جديدة ساخرة من القبضة الحديدة و من المخابرات الامريكية و الفرنسية فدكت اركانا و نسفت صروحا و قوضت عروشا فولى صاحب القبضة الكارتونية الادبار و غادر الديار و معه حاكمة قرطاج خضراء الدمن زوجته التي سرقت قوت الشعب فسجنت و شردت و اعدمت و هاهي اليوم تفر هاربة خائفة مرعوبة و ها هم الطغاة يتساقطون و بانتظار يد المنون فقد فاض و انفجر غضب السنين.

[email protected]

أحدث المقالات