23 ديسمبر، 2024 11:00 ص

لو تتبعنا تصريحات وخطابات ذوي العمائم والكراسي في مجتمعاتنا , فلن نجدّ ما يشير إلى إطعام الجائعين ومساعدة الفقراء المساكين المحتاجين , بل أن بعضهم في بلد تتعمم فيه الكراسي جعل الحصة التموينة أقل مما كانت عليه , لأنها تُسرق من قِبَل اللئام الجشعين الذين ماتت ضمائرهم وذهبت غيرتهم وانتفى حياؤهم.

قد يقول قائلٌ هذا تجني وإعتداء على كذا وكذا من الحالات التي تبرقعت بالسلطة والدين , وتعممت بالضلال والدجل المبين!!

ولابد من القول أن مراكز عبادات الآخرين بأنواعها قد تحوّلت إلى منافذ لتوزيع الطعام والمساعدات على الناس المحتاجين في هذا الزمن الصعب العصيب , إلا مراكز عبادات المسلمين , فأنها خاوية مغلقة ولا نداء فيها وحولها إلا يجب أن تفتح للصلاة وحسب!!

والكثير من المعممين الأباة يحثون الناس على الزيارات ولايأبهون لطعام أو شراب , لأن كروشهم مترعة بالطعام والحرام , ولأن الزيارات تدر عليهم رزقا وفيرا , وتوزيع الطعام خسران وبهتان!!

و فتشوا في خطابات المعممين والمسؤولين فلن تجدوا عبارة تحث على إطعام المساكين , والتراحم والتآخي ما بين المسلمين , بل كلها كلمات ينبعث منها السوء والبغضاء والعدوان على الدنيا والدين.

ترى لماذا مراكز عبادة الآخرين تحوّلت إلى مراكز لتوزيع المعونات والمساعدات , ومراكز عبادة المسلمين تغط في بؤسها ويفوح منها الأنين؟!!

لا تنزعجوا !!
إنها مواجهة صريحة مع النفس!!

في بلاد الآخرين هناك طيلة أيام السنة بنوك للطعام يأخذ منها المحتاجون ما يريدونه من الطعام , وفي بلاد المسلمين لا بوجد بنك للطعام!!

والظرف العصيب الذي تمر به البشرية لم يحرك ساكنا فيهم , وما إنطلقت عندهم النخوة والعمل بالدين , وما رفعوا شعار ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا”, بل أنهم في تجاراتهم المؤدينة ينغمسون , وعلى العباد يتجنون , وهم يخاصمون ربهم الذي يدّعون أنهم به يؤمنون!!

لعنة الله على كل لئيم يتاجر بدين , ويدعو الناس إلى صراطه المشين!!