23 ديسمبر، 2024 3:29 ص

المجتمعات التي لا تطعم نفسها لا تتقدم , فالقوة الحقيقية للتقدم تكمن في الطعام والإطعام , ومن يهمل مصادر الطعام (الزراعة والثروة الحيوانية) , عليه أن لا يتحدث عن التقدم والسيادة والقوة والقدرة على الفعل.
مجتمعات الدنيا من أولوياتها الإهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية , لتأمين الطعام للمواطنين , فالطعام أولا في الأمم المتقدمة على غيرها.
وفي مجتمعاتنا تحقق إيهامنا بأن التقدم بإهمال الزراعة والثروة الحيوانية , فصرنا بلا قدرة على توفير الطعام اللازم لحياتنا , وفشلنا بتطوير آليات التسويق لمنتجاتنا الزراعية , وتجاهلنا الإستثمار بهما , فأصبحنا نستجدي طعامنا من الآخرين.
ومن لا يُطعم نفسه يفقد سيادته وحريته , لأنه سيكون عبدا لمن يطعمه.
فلكي تتقدم مجتمعاتنا عليها بالزراعة والثروة الحيوانية , وعندما يرى المواطن أن طعامه وفير , وبلاده تطعمه ولا يحتاج لغيرها , ستجده قد إنطلق في ميادين التعبير عن طاقاته الإبداعية والإبتكارية , التي تضاهي ما يتحقق في الدول المتقدمة.
تخيّلوا لو أن الدول القوية عجزت عن إطعام مواطنيها , فماذا سيحصل؟
هل ستصنع؟
هل ستشعر بالقوة؟
إنها لو فشلت بإطعام نفسها سينهار كل شيئ فيها , فالجياع لا يمكنهم أن ينتجوا ويعملوا , لأنهم ضعفاء بلا طاقة كافية لبقائهم.
ومن أهم عوامل تقدم الصين وإنطلاقها المتميز هو إعتمادها شعار الطعام أولا , فهي اليوم تطعم مواطنيها وتصدر الطعام لمجتمعاتنا عجزت عن توفير الطعام الكافي لمواطنينها.
فلكي تتقدم مجتمعاتنا عليها بتوفير الطعام , بالإهتمام الفائق بالزراعة والثروة الحيوانية , وعندما تحقق ذلك ستتقدم بسرعة غير مسبوقة.
فهل لنا أن نطعم أنفسنا ياعرب؟!!