22 ديسمبر، 2024 8:42 ص

هذا نداء أو شعار , وإن شئت قانون ومنهاج عمل يومي , طرحته الصين بعد أن أصابتها المجاعة في ستينيات القرن العشرين وأودت بحياة الملايين.
ومنذ ذلك الوقت والهوس الصيني بتوفير الطعام في ذروته , حتى أصبحت أول دولة في إنتاج القمح وتأتي بعدها الهند.
وفكرة الصين أن الشعوب التي لا تطعم نفسها لا تستطيع تفعيل عقولها وتفقد قوتها.
واليوم لا تجد جائعا في الصين , بل تصدِّر أنواع الطعام إلى المجتمعات القاصرة على إطعام نفسها ولا تساهم في إنتاج حاجاتها.
ومنها مجتمعاتنا التي لا تخجل حكوماتها عندما تستورد الأطعمة من بلاد الآخرين , وكأنها بلا قدرة على تطوير الزراعة والإهتمام بتوفير الطعام للمواطنين.
فأنظمة حكم دولنا منشغلة بالنهب والسلب وبإلهاء الناس وترويعهم , وتنويمهم بما تسميه دين , لكي تكون حرة في تمرير إرادات الآخرين , وسرقة الثروات وإيداعها في البنوك الأجنبية.
وفي الأزمة الحالية التي كشرت عن أنيابها ستتضرر مجتمعاتنا بدرجة كبيرة , لأنها أهملت الزراعة والصناعة , وفقا لقوانين التدمير الزراعي والصناعي , التي أفقدت الفلاح قيمته ودوره في تأمين أسباب الحياة الحرة الكريمة.
وحولت الوطنية إلى دم ودموع وأحزان وويلات وحروب عبثية وصراعات داخلية , وتناست أنها عمل يومي جاد لتأمين أسباب الحياة الطيبة لهم.
فالزراعة عمل وطني وكذلك الصناعة , وتوفير الطعام بالعمل الدؤوب من أولويات العمل الوطني.
بعض مجتمعاتنا إعتمدت على عائدات النفط لإستيراد الطعام , وأهملت النشاطات اللازمة لإنتاجه , وها هي تواجه تحديا قاسيا , فالبشرية أمام أزمات غير مسبوقة , وتبين أن بعض الدول في الأرض هي سلة غذاء الشعوب , وإن حصل فيها ما يعوق توريد الطعام أو إمتنعت عن تصديره , فالمجاعات تتسابق لتنال من المعتمدين عليها.
فلماذا لم تحقق أنظمة الحكم في دولنا مشروع التكامل الغذائي ولديها مقوماته؟
ولماذا إحتقرت الزراعة , والتربية الحيوانية , وحسبتها من علامات التأخر والتخلف , وفي المجتمعات المتقدمة للزراعة والثروة الحيوانية أهميتهما القصوى؟
ومن لا يزرع لا يصنع!!