19 ديسمبر، 2024 8:28 م

للأسف امتلك وجهة نظر لتحرير القدس واعادة الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني مغايرة او تتقاطع مع ما اقرأه على المدونات الكثيرة التي تنشر هنا وهناك والتي بدون شك كلها تمتلك حماس ووجهات نظر محترمة .
مضى عهد او وقت الحروب العبثية لاعادة الحقوق المغتصبة الى اهلها. وصورة الحروب الاربعة التي جرت بين الدول العربية واسرائيل ٤٨ و٥٦ و٦٧ و٧٣ شاخصة امام أعيننا ولن تفارقنا ابدا. في كل مرة يخسر العرب شبابهم واسلحة جيوشهم بينما تخرج إسرائيل سليمة. وعلاوة على ذلك ، يقوم الغرب او الولايات المتحدة بتعويضها عما خسرته بأسلحة اكثر تطورا مجانا. بينما على الدول العربية ان تعطل برامجها التنموية لتعوض الشباب والسلاح الذي فقدته.
نصح الاتحاد السوفيتي في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات الدول العربية ذات الصلة به في حينه وهي مصر وسوريا والعراق ان تكف عن محاربة اسرائيل عسكريا وتنصرف الى بناء مجتمعات متطورة وتركز على التعليم والصحة والبنية التحتية بدلا من انفاق الاموال على شراء الاسلحة وبناء الجيوش ، وان كانت معظم الاسلحة لهذه الجيوش مشترات من الإتحاد السوفيتي وبقية الدول الاشتراكية ، للأسباب المذكورة في اعلاه. ووضح الاتحاد السوفيتي فكرته اكثر ان قال ان اسرائيل لا تشكل الا قطرة من ماء محاطة ببحار ترفض هذه القطرة ولا مصير لها الا الامتصاص.
اذن الفكرة ان تنصرف الدول العربية الى بناء الأنسان العربي السليم وتنشط المقاطعة العربية والدولية للاقتصاد الاسرائيلي بأنتظار الوقت لان ترضخ اسرائيل للشرعية الدولية.
آكثر حملة قامت بها الولايات المتحدة لنصرة اسرائيل منذ قيام اسرائيل وحتى وقتنا الحالي هي انهاء وتفتيت المقاطعة الاقتصادية العربية والدولية لاسرائيل.
ان التطبيع له هدفان رئيسيان: اضعاف الدعم للقضية الفلسطينية والغاء فكرة المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل من الوجود.
تحرير فلسطين وعودة الحقوق المغتصبة الى اصحابها لا طريق اخر امامه غير المقاطعة الاقتصادية العربية والدولية للشركات والبضائع الاسرائيلية.
وقد من يقول اية مقاطعة هذه والدول العربية تركض نحو التطبيع. هذا صحيح لان فكرة التطبيع في الاصل المراد منها محو المقاطعة من الذاكرة العربية. فالمقاطعة في الماضي وان كانت غير مطبقة تماما بل هشة ولم تكن الدول العربية تمتلك تأثير كبير على الشركات العالمية ما عدا بعض الدول العربية الخليجية التي كانت مراوغة بخصوص المقاطعة وترضخ للضغوط الامريكية اكثر مما تستجيب لجهود المقاطعة ولكن رغم كل ذلك كانت اسرائيل تأن منها وتشكل لها صداع مزمن تخشى استمراره.
ان النظرة الى المقاطعة الاقتصادية وفق احداث اليوم فيه اجحاف لمشهد الصراع العربي -الاسرائيلي الذي نعرف متى بدأ ولكن لا نعلم متى ينتهي. قد من يقع اليوم ضمن خارطة التطبيع يكون غدا خارجها ومتحمس لتطبيق المقاطعة الاقتصادية

أحدث المقالات

أحدث المقالات