23 ديسمبر، 2024 1:33 م

الطريق الى دولة الانسان

الطريق الى دولة الانسان

نستطيع ان نقول ان مصطلح دولة الانسان وخلال المئة عام الماضية لم يرى النور بشكل واضح وجلي الا على يدي شخصيتين بارزتين على اختلاف ميدان عملهما ولكن هناك تزامن في استخدامهما لهذا المصطلح , الشخصية الاولى (اية الله السيد محمد حسين فضل الله) حيث دعى اليها في حال تعذر اقامة الدولة الاسلامية , والشخصية الثانية (ميخائيل غورباتشوف ـ رئيس الاتحاد السوفيتي السابق) من خلال اقامة دولة تحكمها البروليتاريا , ونجد هنا اصطفاف للغاية والهدف واختلاف للرؤية والمنهج المؤدي الى اقامة مثل هكذا دولة ولكي نعمل على ايضاح ملامح الطريق الى دولة الانسان لابد من الاشارة الى الروابط بين دولة القران والدولة الاسلامية ودولة العقل ودولة الشرع , تسميات عديدة وبالامكان في هذا الصدد اطالة مثل هكذا قائمة , حيث الحديث عن دولة العقل باعتبارها تمثل اساسا منطقيا للوصول والترويج الى دولة الشرع وكلاهما يمهدان الطريق الى دولة الانسان وكما يشير الاستاذ راشد الغنوشي الى ذلك ولكن ليس بهذه الكيفية فذلك يمثل حديثا قائما له اسسه ومنطلقاته وادواته , والحديث عن الدولة الاسلامية ارى بانه مازال يعيش حالة متصاعدة من الضبابية وتصادم في اجراءات الرؤيا وذلك يعود الى ذات المنادين الى اطروحة الدولة الاسلامية فهم يعانون من قصور الفهم النظري بمعنى اخر لم يفهموا نموذج الدولة الاسلامية حتى لحظة كتابة هذه السطور , اما دولة الشرع فالحديث في متبنياتها كثير ويخص تحديدا منظومة الفهم لمقاسات الشرع ضمن مقاسات الرؤى الحضارية الحالية , اما دولة القران فانها تمثل الطريق الانسب والاكثر اشراقا والاكثر نضجا والاكثر قابلية على التجدد والمواكبة والاكثر قربا الى دولة الانسان بل هي دولة الانسان المنتظرة فهي دولة تقوم على منظومة من الاسس والقوانين عمادها الحق والعدل وتحسس اهات الضعفاء والانسان فيها هو وديعة الرب على هذه الارض فدولة القران لا حدود جغرافية فيها ولا حدود سياسية بل هي دولة حدودها الانسان وعمقها الانسان دولة صورة الفقير فيها تشكل نشازا واضحا وتلك هي دولة الانسان التي وردت معانيها في بطون الكتب السماوية ولكن تحت مسميات مختلفة .