قد يكون البعض مصدوم من نتيجة فوز دونالد ترامب الرئيس الخامس والاربعون للولايات المتحدة الامريكية في الصراع القديم الجديد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فرجل الاعمال الذي لم يتسنم اي منصب سياسي سابقا، والمنتمي الى حزب الجمهورين احد اكبر الحزبين في امريكا، والذي يصنفونه ضمن جناح اليمين المتطرف وهذا يعني حماية النظام القائم بكل الوسائل المتاحة كونها تمثل صوت الاغلبية فسيطرة الجمهورين على البيت الأبيض والسلطة التشريعية (الكونغرس) في الوقت الحاضر سيمكنهم من وقف إصلاحات الرئيس السابق، كذلك البت في تعيين أرفع المسؤولين الحكوميين، وهذا قد يعني وجود تغيرات في السياسات العامة وليست الجوهرية وكما سنبين لاحقا.
والمتتبع للسيرة الشخصية لهذا الرجل ولقاءاته المتلفزة يجده قد اثار جدلا واسعا بتصريحاته ومواقفه الغير مألوفة، فهو مثلا يصرح بمعاداته للمهاجرين وبالاخص المسلمين، ويعارض اي تقارب مع ايران وتلويحه بانهاء الاتفاق النووي الاخير معها، وفي الجانب الاقتصادي فضمن توجهاته الغاء التبادل التجاري مع دول مثل المكسيك ودول امريكا اللاتينية كذلك الصين التي وصل حجم التبادل التجاري بينهما عام (٢٠٠٥) إلى (٢٤٥) بليون دولار، والكثير من الوعود والتصريحات المثيرة للتساؤل، وهنا نعرج ونقول ان الذهاب الى البيت الابيض لن يكون نزهة، ولابد لنا من وقفة نتسائل فيها كيفية وصول رجل مثله الى البيت الابيض؟. وللاجابة نود بيان ان اي مرشح يخوض عدة انتخابات داخلية في البدأ حتى يصل الى المرشح الرئاسي الوحيد لذلك الحزب والمنافسة على منصب رأس الحكومة، وهذا يحتاج دعم جميع الاطراف المتنفذة، كذلك دعم اقتصادي وان كان الرئيس المنتخب الحالي رجل اعمال ولكنه يحتاج الى دعم اصحاب النفوذ والقرار وهنا نذكر عدة فرضيات في انتخاب الرئيس الامريكي وهي :الفرضية الاولى : الشعب هم الذين ينتخبوا رئيسهم بحرية عن طريق الاقتراع المباشر، وان صحت هذه الفرضية فهذا يقودنا الى القول، بان فوز اليمين المتطرف متمثلا بالرئيس الحالي يكشف عن ماهية نظرة الشعب الامريكي الى العالم بصورة عامة والعرب والمسلمين بصورة خاصة في هذه المرحلة.
الفرضية الثانية : مجموعة خفية هي التي تحكم البلاد وتديرها، وهؤلاء هم صانعوا القرار الامريكي متمثلين بالكونغرس و مجلس الامن القومي المتكون من (دائرة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية) وجميعهم سواء اكانوا جمهوريون ام ديمقراطيون يقف وراءهم اصحاب البنوك والشركات ومن ورائهم اللوبي الصهيوني والمعروف ايضا بجماعة الضغط السياسي، وهو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ المنظم على عدد من القطاعات السياسية والاقتصادية والاكاديمية والإعلام والعلاقات الدولية وحتى الأوساط الثقافة والشعبية، وانه قد لعب على مدى العقود الماضية دورا قياديا في صياغة السياسة الأمريكية في قضايا مثل الحقوق المدنية وفصل الدين عن الدولة والهجرة وغيرها، بالاضافة الى دورهم في ايصال الرئيس الى سدة الحكم، فلا احد يجتاز الانتخابات التمهيدية ما لم يقدم الطاعة والولاء لتلك الجماعة لما تمتلكه من الادوات سابقة الذكر والتي تمكنها من استغلالها لخدمة مصالحها، ومصداق قولنا المتتبعين للحكومات الامريكية المتعددة لا يجدوا تغييرا كبير في سياستها تجاه القضايا الاساسية على الرغم من تعاقبها في الحكم من كلا الحزبين وعلى سنين طوال، فمثلا قضية دعم اليهود وقيام الدولة الاسرائيلية على ارض فلسطين لم تتغير منذ وعد بلفورد والى يومنا هذا، وتعاملها مع ايران بعد الثورة وجارتها كوبا الاشتراكية والكثير من القضايا الدولية الاخرى.الفرضية الثالثة : هي امتزاج للفرضيتين السابقتين وملخصها ان الشعب الامريكي هو الذي ينتخب مرشحين لا ثالث لهما، وهذان المرشحان كما مر ذكره لا يصلان الى ترشيح حزبيهما الا بعد ان يكسبا قبول صانع القرار والذين بدوره يملك الادوات ويحسن التصوير والتحكم بالدعاية والاعلام الموجه بتاثير ودعم مباشر من اللوبي الصهيوني الذي اشرنا اليه انفا باساليب قد نذكرها بشيء من التفصيل في مناسبة اخرى، وهنا لا نستبعد نظرية اثيرت في الانتخابات السابقة والاخيرة ايضا الا وهي قضية التلاعب بنتائج الانتخابات، فيحسب الناخب ان حرية في الاقتراع هي فقط التي اوصلت الرئيس الى سدة الحكم.
ونشير الى انه كانت هنالك مؤشرات تدل على ان ترامب سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية، وعلى سبيل المثال ما ظهر في افلام الرسوم المتحركة المعروفة باسم (عائلة سيمسون) الشهيرة بتنبآته، وسبب اخر في اختيار الرئيس الحالي فهو اضافة الى ماسبق فقد استطاع امالة الشعب الامريكي وهذا ماذكرناه في الفرضية الاولى، واخص منهم الطبقة العاملة وادارته لحملة انتخابات قدر رصد لها الكثير من الاموال تفوق حملة منافسته وكذلك اجتذابه لاصحاب الشركات والمال كونه واحد منهم.واخير نقول ان الوعود التي اطلقها الرئيس الحالي قد تكون من باب الدعايات الانتخابية فالرئيس السابق اوباما لم يستطع الايفاء بجميع وعوده على الرغم من ان فترة حكمه امتدت لثمان سنوات متتالية.او انها حقيقة واقعة وان صانعوا القرار قد اعدوا العدة لدخول الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة من تاريخها ، ام سيكون لقابل الايام كلام اخر، الله اعلم.لمنتمي الى حزب الجمهورين احد اكبر الحزبين في امريكا، والذي يصنفونه ضمن جناح اليمين المتطرف وهذا يعني حماية النظام القائم بكل الوسائل المتاحة كونها تمثل صوت الاغلبية فسيطرة الجمهورين على البيت الأبيض والسلطة التشريعية (الكونغرس) في الوقت الحاضر سيمكنهم من وقف إصلاحات الرئيس السابق، كذلك البت في تعيين أرفع المسؤولين الحكوميين، وهذا قد يعني وجود تغيرات في السياسات العامة وليست الجوهرية وكما سنبين لاحقا.
والمتتبع للسيرة الشخصية لهذا الرجل ولقاءاته المتلفزة يجده قد اثار جدلا واسعا بتصريحاته ومواقفه الغير مألوفة، فهو مثلا يصرح بمعاداته للمهاجرين وبالاخص المسلمين، ويعارض اي تقارب مع ايران وتلويحه بانهاء الاتفاق النووي الاخير معها، وفي الجانب الاقتصادي فضمن توجهاته الغاء التبادل التجاري مع دول مثل المكسيك ودول امريكا اللاتينية كذلك الصين التي وصل حجم التبادل التجاري بينهما عام (٢٠٠٥) إلى (٢٤٥) بليون دولار، والكثير من الوعود والتصريحات المثيرة للتساؤل، وهنا نعرج ونقول ان الذهاب الى البيت الابيض لن يكون نزهة، ولابد لنا من وقفة نتسائل فيها كيفية وصول رجل مثله الى البيت الابيض؟. وللاجابة نود بيان ان اي مرشح يخوض عدة انتخابات داخلية في البدأ حتى يصل الى المرشح الرئاسي الوحيد لذلك الحزب والمنافسة على منصب رأس الحكومة، وهذا يحتاج دعم جميع الاطراف المتنفذة، كذلك دعم اقتصادي وان كان الرئيس المنتخب الحالي رجل اعمال ولكنه يحتاج الى دعم اصحاب النفوذ والقرار وهنا نذكر عدة فرضيات في انتخاب الرئيس الامريكي وهي :الفرضية الاولى : الشعب هم الذين ينتخبوا رئيسهم بحرية عن طريق الاقتراع المباشر، وان صحت هذه الفرضية فهذا يقودنا الى القول، بان فوز اليمين المتطرف متمثلا بالرئيس الحالي يكشف عن ماهية نظرة الشعب الامريكي الى العالم بصورة عامة والعرب والمسلمين بصورة خاصة في هذه المرحلة.
الفرضية الثانية : مجموعة خفية هي التي تحكم البلاد وتديرها، وهؤلاء هم صانعوا القرار الامريكي متمثلين بالكونغرس و مجلس الامن القومي المتكون من (دائرة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية) وجميعهم سواء اكانوا جمهوريون ام ديمقراطيون يقف وراءهم اصحاب البنوك والشركات ومن ورائهم اللوبي الصهيوني والمعروف ايضا بجماعة الضغط السياسي، وهو مصطلح يستخدم لوصف النفوذ المنظم على عدد من القطاعات السياسية والاقتصادية والاكاديمية والإعلام والعلاقات الدولية وحتى الأوساط الثقافة والشعبية، وانه قد لعب على مدى العقود الماضية دورا قياديا في صياغة السياسة الأمريكية في قضايا مثل الحقوق المدنية وفصل الدين عن الدولة والهجرة وغيرها، بالاضافة الى دورهم في ايصال الرئيس الى سدة الحكم، فلا احد يجتاز الانتخابات التمهيدية ما لم يقدم الطاعة والولاء لتلك الجماعة لما تمتلكه من الادوات سابقة الذكر والتي تمكنها من استغلالها لخدمة مصالحها، ومصداق قولنا المتتبعين للحكومات الامريكية المتعددة لا يجدوا تغييرا كبير في سياستها تجاه القضايا الاساسية على الرغم من تعاقبها في الحكم من كلا الحزبين وعلى سنين طوال، فمثلا قضية دعم اليهود وقيام الدولة الاسرائيلية على ارض فلسطين لم تتغير منذ وعد بلفورد والى يومنا هذا، وتعاملها مع ايران بعد الثورة وجارتها كوبا الاشتراكية والكثير من القضايا الدولية الاخرى.الفرضية الثالثة : هي امتزاج للفرضيتين السابقتين وملخصها ان الشعب الامريكي هو الذي ينتخب مرشحين لا ثالث لهما، وهذان المرشحان كما مر ذكره لا يصلان الى ترشيح حزبيهما الا بعد ان يكسبا قبول صانع القرار والذين بدوره يملك الادوات ويحسن التصوير والتحكم بالدعاية والاعلام الموجه بتاثير ودعم مباشر من اللوبي الصهيوني الذي اشرنا اليه انفا باساليب قد نذكرها بشيء من التفصيل في مناسبة اخرى، وهنا لا نستبعد نظرية اثيرت في الانتخابات السابقة والاخيرة ايضا الا وهي قضية التلاعب بنتائج الانتخابات، فيحسب الناخب ان حرية في الاقتراع هي فقط التي اوصلت الرئيس الى سدة الحكم.
ونشير الى انه كانت هنالك مؤشرات تدل على ان ترامب سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية، وعلى سبيل المثال ما ظهر في افلام الرسوم المتحركة المعروفة باسم (عائلة سيمسون) الشهيرة بتنبآته، وسبب اخر في اختيار الرئيس الحالي فهو اضافة الى ماسبق فقد استطاع امالة الشعب الامريكي وهذا ماذكرناه في الفرضية الاولى، واخص منهم الطبقة العاملة وادارته لحملة انتخابات قدر رصد لها الكثير من الاموال تفوق حملة منافسته وكذلك اجتذابه لاصحاب الشركات والمال كونه واحد منهم.واخير نقول ان الوعود التي اطلقها الرئيس الحالي قد تكون من باب الدعايات الانتخابية فالرئيس السابق اوباما لم يستطع الايفاء بجميع وعوده على الرغم من ان فترة حكمه امتدت لثمان سنوات متتالية.او انها حقيقة واقعة وان صانعوا القرار قد اعدوا العدة لدخول الولايات المتحدة الامريكية مرحلة جديدة من تاريخها ، ام سيكون لقابل الايام كلام اخر، الله اعلم.