18 ديسمبر، 2024 7:11 م

الطريق الى الدكتاتورية ..!

الطريق الى الدكتاتورية ..!

لم تعد الطبقة السياسية الحاكمة ، برلمانياً وحكومة ، تستوعب الفسحة الديمقراطية التي تتآكل تدريجياً ، وضاقت ذرعا بها بسبب الآراء الانتقادية التي طالت سلوكها السياسي والاداري الذي أغرق البلاد بالفوضى والفساد المالي ، حتى تشابهت الحكومات على تعاقبها منذ 2005 ومجالس النواب التي وصفت بانها الأسوأ برلمانيا على مر تأريخ العراق السياسي منذ تأسيس الدولة العراقية !
وتسارعت خطوات هذه الطبقة الرئة باتجاه دكتاتورية محسنة من خلال حزمة اجراءات تعسفية طالت ناشطين واصنّاع رأي وصحفيين ومحللين سياسيين وقنوات فضائية والمضي قدماً بتشريع قانون حق الحصول على المعلومة ، الذي يضيّق هذا الحق ويفرغه من محتواه الايجابي المتعلق بالآليات الشفافة والديمقراطية ، فيما اشتغلت في الفترة الاخيرة ظاهرة الاغتيالات على يد عصابات مسلحة لؤد أي فكرة معارضة للتوجهات الرسمية والحزبية معاً !
وليس اخيراً يوجه مجلس النواب دائرته القانونية بـ ” إقامة دعوى قضائية ضد أي مؤسسة أو فرد يسيء للمؤسسة التشريعية والنواب” !
والسؤال :
أين حدود الإساءة ومنتهاها وما هو تعريفها لدى الدائرة القانونية ؟
نص فضفاض قد يشمل أي نقد أو انتقاد في إداء وسلوك مجلس النواب كمؤسسة تشريعية أو اداء الافراد كنواب ، كما يشمل اقامة الدعوى حتى على الحكومة أو القضاء أو منظمات المجتمع المدني في حال تعرضهم لنقد السلطة التشريعية في البلاد لتدخل في دائرة الخطوط الحمر التي تكاثرت علينا حتى ضقنا ذرعا بها ، وأصبحت خطوطاً لتكميم الأفواه !
الدكتاتوريات لاتقوم فجأة من نومها لتستحكم برؤوس العباد والبلاد ، انها تخضع لقانون فلسفي في تحولات الكم الى كيف ، أي التحول التدريجي بالقرارات الناعمة التي تشكل بمجموعها تحولاً من النظام الديمقراطي الى النظام الدكتاتوري تحت مظلّة صناديق الاقتراع الوهمية !!
إحدى الصحف الانكليزية نشرت كاريكاتيراً بزمن رئيس الوزراء توني بلير يظهر فيه الرئيس الاميركي بوش وهو يسحل خلفه توني بلير بصورة كلب ، في اشارة الى تبعية بلير الى بوش في سياساته الخارجية ، ولم نسمع ان بلير اقام دعوى قضائية ضد رسام الكاريكاتير بحجة ” الإساءة ” !
بينما ادى رسم كاريكاتيري غير مسيء على الاطلاق، في صحيفة عراقية لشخصية دينية ، الى تعرض الصحيفة الى تفجير ” جرّة اذن ” وهروب الرسام الى اقليم كردستان ومن ثم وفاته بعد أيام !!
اما قتل نحو 800 محتج واصابة الكثر من 20 الف بالمسيلات وقناصة الطرف الثالث وتصفية النشطاء في بيوتهم واختفاء غيرهم ، فتلك حكاية من حكايات الديمقراطية في هذي البلاد !