23 ديسمبر، 2024 2:28 ص

الطريق المسدود . . . والسيناريوهات المحتملة

الطريق المسدود . . . والسيناريوهات المحتملة

انها ليست ثورة الجياع التي حذرنا منها منذ وقت ليس بالقصير ، ولكنها انتفاضة شعبية هزت عروش اباطرة الاحزاب المزعومين وبينت للقاصي والداني كم هي واهية هذه العروش الورقية . فأنهارت التحالفات الشيعية الكردية والسنية . تحالفات من اجل السلب والنهب وليست من اجل البناء والاعمار . . ومما عزز هذه التحالفات الواهية المحاصصة الحزبية من خلال تقسيم الوزارات وثروات البلد . . هذا لك ، وهذا لي ، ولا شيء للشعب . ان الدستور قد ساهم بصورة فعالة لتكريس هذا الوضع ، حيث تم حصر كل السلطات بيد رئيس الوزراء مع حرمان رئيس الجمهورية من اي سلطة فاعلة . وقد ساهمت المحكمة الاتحادية بتكريس هذا الوضع ايضا من خلال تفسيراتها المخالفة لروح النص الدستوري ، فعطلت وظيفة البرلمان في التشريع ومحاسبة الحكومة ووزرائها . كما اصبحت الهيئات المستقلة منحازة كليا الى صاحب السلطة الفعلية ، هذه السلطة التي استغلها رئيس الوزراء السابق ابشع استغلال ، فبدد ثروات البلاد ، وقسم الوطن والمواطنين ، وسمح لشركائه بالافساد في كل مكان مقابل غض النظر عن تصرفاته المشبوهة . كل ذلك من اجل تعزيز سلطته المطلقة في محاولة حثيثة منه ليكون الوريث غير الشرعي للدكتاتورية التي لفظها الشعب . وبعد ان تمزق الوطن والشعب ، وبعد ان ضاعت ثروات البلاد كلها ، تقرر من خارج الحدود تبديل رئيس الوزراء بآخر ضعيف الشخصية لا حول ولا قوة له . وقد انيطت به كل هذه المهام الجسام وفق الدستور وتحريفات المحكمة الاتحادية . واضيفت له مهام اخرى لتصحيح الاوضاع التي تسبب بها خلفه من خلال ممارساته الخاطئة في ادارة الدولة والثروة على مدى السنوات العجاف الثمانية التي حكم بها البلاد. . الان وبعد هذه الانتفاضة الصغيرة انهار البناء الهش للدولة ومؤسساتها الكارتونية . لا برلمان ولا حكومة ولا قيادة رشيدة. . الخراب عم كل ارجاء العراق. ، هذا الخراب الذي يتعذر اصلاحه بأدوات فاسدة وجاهلة وفي ظل احزاب وتكتلات مهزوزة . انه الضحك على الذقون طرح موضوع الاصلاح. . فمن يصلح من. ، الكل فاسد والكل يتربص بأية مساعدة مالية خارجية للاستحواذ عليها .انهم الان ينهبون الغريق حتى العظم. . من ينظر الى وضع هذا البلد بعين فاحصة يدرك تماما انه سائر بخطى سريعة نحو الانهيار التام . . وما نجده الان من ظل للسلطة او الحكومة هو الآخر آيل الى التحلل ، ومما يزيد الطين بلة ان الكل مسلح وكل فريق يتربص بالفريق الاخر. . وشرارة واحدة ستشعل البلد بحريق هائل لا سامح الله ، ان هذا على وشك. الحدوث في اية لحظة .اذا” ما الحل بعد كل هذا. . هل هناك من مخرج معقول . ان السيناريوهات المحتملة لانهاء هذا الوضع الخطير لا تخرج عن احتمالات ثلاث :- اولا . ان يكون هناك انقلاب عسكري . وهذا شبه مستحيل. ، لان الجيش لا يمثل القوة الوحيدة في البلاد. ، وان هناك فصائل مسلحة كثيرة تزاحمه ومستعدة للصدام في اي لحظة مما سيخلق فوضى عارمة لا نهاية لها .ثانيا. . ان يتم توافق دولي واقليمي على التغيير. واخراج البلد من نقطة اللا عودة هذه ، من خلال تشكيل حكومة مؤقتة من خارج الاحزاب والتكتلات الحالية. . تتولى اعلان حالة الطوارئ ، وايقاف العمل بالدستور ، وحل البرلمان. . تكون برئاسة شخص مهني مستقل مع تعيين حاكم عسكري ومجلس سيادة . كما يتم تشكيل محكمة خاصة لمحاسبة الفاسدين والمتسببين في انهيار الدولة بتهمة الخيانة العظمى. . وتعديل الدستور بشكل يضمن تقاسم السلطة بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. ، وعلى غرار التجربة الفرنسية على سبيل المثال ومن اجل تلافي حصر السلطة بيد شخص واحد. .ثالثا. . اذا تعذر ذلك فلننتظر الثورة. . ان الشعب يغلي وانكشفت كل الاوراق امامه. ، واذا ما قامت الثورة فستكون عنيفة ودموية. ، لا تبقي ولا تذر . ان الطغمة الحاكمة الان من حكومة وبرلمان ومجلس قضاء لا يمكن ان تخرج بالطرق السلمية . لان الحكام عندنا قد تبنوا ومنذ وقت طويل مقولة ان من يأتي على ظهر الدبابة لا يخرج الا بدبابة مثلها، او القوة .