23 ديسمبر، 2024 1:49 ص

الطريق الثالث الى داعش!!

الطريق الثالث الى داعش!!

لى داعش وأخواتها بصفحات كثيرة كان الجانب العسكري نقطة الارتكاز الرئيسية فيها، رغم أن المواجهة أتخذت طابعا تعبويا بفلسفة عقائدية بغض النظر عن وجهات نظرنا بشأنها و الجهات الداعمة لها و التي تتفق على استهداف أخوة العراقيين قبل الحصول على مكاسب على الأرض، نقول من خلال هذه الحقيقة حان وقت البحث عن بدائل لانهاء خطر داعش على المجتمع لا فقط تحرير الأرض، فشحن عقول الأطفال بالأفكار المتطرفة أشد خطرا على مستقبل العراق من استعادة بعض المدن، مع القناعة المطلقة بأن المحافظة على سيادة التراب العراقي خيار وطني لا رجعة عنه، يندرج في مسالة ترتيب الأولويات.
لا يختلف عاقلان على غياب استراتيجية تعبوية شاملة للقضاء على داعش في توقيتات أمريكية عراقية غير متقاربة و فهم غير مكتمل لأصل المحنة، التي بدأت سياسية قبل أن تتحول الى مواجهة عسكرية مفتوحة، فيها من الكر و الفر ما هو كثير قياسا الى فكرة الحسم النهائي، ما يتطلب مرونة في التخطيط و التفكير و المناورة، بالاستفادة من تجارب دول مثل فرنسا و المانيا و أسبانيا و بريطانيا في كيفية التعامل مع المتشددين قوميا و دينيا، من أمثال الألوية الحمراء و الباسك والجيش الايرلندي السري وغيرها ن الحركات المتطرفة، ما يجعل من استراتيجية القضاء على داعش من الداخل خيارا ضروريا و ملحا..
ولأن داعش ولدت من رحم التناحر السياسي و المصالح غير العراقية، بعد وصول المواطن الى حالة تقبل أي بديل حتى لو كان ضمن سلسلة الاعداء التقليديين و المترضين، بحيث وصل الحال بالمواطن الى القول” موافق لو يحكمني اسرائيلي” وهب فكرة تداعب أفكار المواطنين كلما تراخت هيبة الدولة، ما دفع مغامرين تحت وطأة اليأس من الحلول الرسمية الى ركوب موجة داعش بلا دراية بالنتائج ،حيث كان الحصول على وجبة غذاء ساخنة و علبه سكائر نوعا من المغريات ،مع ضخ اعلامي عن حركة تغيير شاملة” ثورة في الأذهان فقط”، لتأتي النتائج بعكس كل اتجاهات الريح يُستثنى من ذلك العازفون على وتر الطائفية و تـأجيل الحلول، ما يؤكد ضورة تغيير الاستراتيجيات نحو فضاء عراقي واسع، لا يكون فيه المواطن حطب نار مصالح خارجية.
ولأن الجميع يعرف الظروف التي غررت بمئات الشباب فانغمسوا في فوضى داعش من باب الانتقام و رد الاعتبار وقلة الخبرة وحب الظهور، قبل أن يكتشفوا أن فأس الفتنة أكبر من رؤوسهم غيرذ مكتملة النضوج، فوقعوا بين خيارين كلاهما مر، البقاء مع داعش و مواجهة الموت أو الفرار منها الى المصير ذاته، لأن الحكومة لهم بالمرصاد بتهمة الخيانة العظمى، ما
يبقي الامور معلقة على الغارب المنسي بوقود عراقي خالص، هو الأخطر من نوعه في التاريخ الحديث أو على الاقل منذ خمسينيات القرن الماضي>
اليوم وبعد أن توضحت الحقائق و تكشفت خيوط اللعبة أليس من المنطق أن تتغير معها الاستراتيجيات!! سيما مع تسريبات عن صعوبة الحسم من خلال القوة العسكرية المتبادلة ، بدليل تكرر الخروقات و اتساع رقعة المواجهة لتطول معها قائمة الضحايا العراقية على مستوى البشر و الدمار الاقتصادي و التخريب الاجتماعي، الذي سيؤسس لثارات عشائرية مفتوحة السقوف، بحيث وصل الخلاف على داعش الى داخل العائلة الواحدة.. أب مطلوب وأبن متمرد!! وفي هكذا اشكالية اجتماعية يأتي دور الحكومة للبحث عن حلول بديلة من بينها العمل على شق الصفوف لا توحيدها ببقاء فوهة البندقية لسان الحوار الوحيد في معركة مرشح لها ان تطول
وفي صراع لا يُبقي ولايذر، اذا لم تسارع الحكومة ومستشاريها الى حلول بديلة للقوة العسكرية، فاننا نعتقد بأهيمة البحث عن طريق ثالث لحلحة الأوضاع وحصد النتائج بشكل أفضل، يتمثل أولا بالعفو عن المغرر بهم لمعرفة درجة الولاء للتنظيم من عدمه، وبالتالي البناء على ذلك لتوسيع أبواب العودة الى العقل وحضن الوطن و العائلة، وبالتالي اختراق داعش من الداخل، كأفضل الحلول و اقلها تكلفة، لأن المراهنة على أصبع الزناد دون العقل المدبر سيزيد من خطورة الأوضاع، ما يجعل من التحرك بحثا عن بدائل ضرورة مستعجلة جدا،بعد ان أصبح الماء سنيا و النفط شيعيا و الأجواء مستباحة، بدون طريق ثالث يهزم نكسة حزيران التي تكررت بعد 67 عاما في العراق بعد فلسطين واذا تمعنا بالرقم نجده مشابها لتاريخ نكبة 67 بنتائجها المعروفة حيث ايضا لم يعد الكثير من العراقيين يمتلك غير مفتاح الدار!! نعم للحول البديلة لمنع انهيار المجتمع من الداخل لأن داعش سترحل يوما لكن ما فائدة ذلك اذا جاء على حساب آخوة العراقيين

[email protected]