23 ديسمبر، 2024 8:40 ص

الطرف الثالث .. والمندسون !!!

الطرف الثالث .. والمندسون !!!

كثر الحديث عن الطرف الثالث والمندسين في نازل أخذ حقي , وما قبلها , وما بعدها .. ولم أجد لحد اليوم , جوابا شافيا , حكوميا ونيابيا وقضائيا , يقنعنا ويقنع الشارع الغاضب الذي أمتصت مطالبه الحقة , بوعود وردية , أن الحكومة بكل أدواتها , قد تعرفت على الطرف الثالث .. أليس من المعيب أن يطالب القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة , بعض أطرافها محسوبين على الطرف الثالث , والاخير يعتقد أن الامور قد تغيرت بعد الوعود الحكومية والنيابية .. وفي كل مرة , يخرج أركان الطرف الثالث وقنواته الفضائية , لاصقة هذه التظاهرات بأجندات سخيفة ومؤامرات تحاك ضد العملية السياسية الصماء ..
وعلى مدى خمسة أيام , راجعنا المئات من الفديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي , وبعض القنوات الفضائية العراقية والعربية والدولية , وبعد حذف العديد منها , لفبركتها داخليا وخارجيا , ومن جهات تريد وما تزال خلق حالة من الفوضى والارباك والفتنة , بين الشعب وقواته الامنية .. وجدنا ما يلي ..
* أن بعض هذه الفديوهات الحقيقية أثبتت , أن بعض الجهات الحزبية * التي تمتلك قوات منظمة أعدت لهذا الغرض * من بدر وعصائب أهل الحق وسرايا الخرساني وعناصر من حزب الدعوة , التي نزلت الى الشارع , مع أنطلاق تظاهرات تشرين المستمرة , جنبا الى جنب مع القوات الامنية , وبقيافة عسكرية سوداء , وملثمي الوجوه , كان البعض منهم يحمل قناصات وقاذفات أر بي جي 7 , وهراوات كهربائية صاعقة , بسيارات حديثة بيضاء ذات دفع رباعي , وأخرى تحمل رباعيات كانت تتمركز عند تقاطع الطرق المؤدية الى ساحة التحرير , وعند مداخل الكرادة والبياع والعامل وبغداد الجديدة والشعلة مرورا الى مدينة الصدر التي طوقت بالكامل , على الرغم من عدم مشاركة أتباع التيار الصدري في نازل اخذ حقي ..
* هذه القوات المدربة جيدا من تلك الاحزاب والحركات المشاركة في السلطة , كانت قاسية جدا في تعاملها مع الشعب , في بغداد وذي قار وميسان , ولم تفرق بين المتظاهر ومن يحميه , ولم تلتزم بقواعد الاشتباك , ولا تعرف معنى ذلك عسكريا , على عكس القوات الامنية وقوات مكافحة الارهاب التي كانت فعلا مثالا مشرفا وحاميا للشعب .. وقد تكررت هذه الحالة المأساوية في ساحتي الطيران والخلاني في اليومين الثالث والرابع من تظاهرات تشرين , وفي الناصرية أيضا ..
* تبين بوضوح في فيديو جلي للعيان , أن هناك قائدا عسكريا كان يقف في باحة المطعم التركي القريب من جسر الجمهورية , وهو يوجه جنوده بضرب مجموعة من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون صعود الجسر ..
* الغريب الاول في الامر , أن القائد العام للقوات المسلحة في أي بلد , هو من يصدر الاوامر العسكرية , ويأمر القطعات بالتحرك أو بالاستبدال .. ألا أن عبد المهدي * على حد قوله * , لم يعط أوامره بأستخدام الرصاص الحي لضرب الشعب , ولا وزيري الداخلية والدفاع , وحتى قيادتي العمليات المشتركة وعمليات بغداد ..
أذن , من أعطى الاوامر لقتل ما يزيد على المائتين من شبابنا وأصاب أكثر من سبعة ألاف أخرين .. ومن قتل الناشط حسين عادل وزوجته في البصرة .. ومن أختطف المحامي علي جاسب حطاب في العمارة .. ولا نعرف الجهة التي أختطفت الناشط عقيل التميمي ثم أطلقت سراحة .. وما هو مصير 19 صحفيا واعلاميا وناشطا .. ومن تابع ولاحق العديد من الشباب على مدى ثمان سنوات .. ولا زالت الانباء تردنا عن ملاحقات وأعتقالات لعدد من المشاركين في تظاهرات تشرين المفتوحة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب !!!!!!
* أما الغريب الثاني في الامر , أن لدى كل حزب أوحركة , دوائر ومكاتب أستخباراتية ومخابراتية , وغرف تحقيق سرية , وأكاد أجزم أنها تمتلك سجونا في بغداد والمحافظات , تغيب فيها من يطالب بحقه المشروع في بلد يدعي الديمقراطية , وتطبيق عدالة علي بن أبي طالب , تعمل بأمرة ألامين العام للحزب أو الحركة , عناصرها دربت في أيران من قبل قيادات في الحرس الثوري , وبأشراف مباشر من الجنرال سليماني , لا ترتبط بوزارتي الدفاع والداخلية , ألا أنها محسوبة على الوزارتين ماديا وعدديا , ولا تمتثل لاوامر القائد العام للقوات المسلحة , ألا أنه على علم بوجودها .. هذه الدوائر الاستخبارية كثيرا ما تتقاطع في عملها , مع أداء أستخبارات الدولة الرسمية ..
* الغريب الثالث في الامر , أن من دخل قنوات دجلة وأن أر تي عربي والعربية , وجرى تخريبها ومصادرة بعض أجهزتها , مجموعة من عناصر عصائب أهل الحق وسراي الخراساني , ذلك أن بعض المسلحين الملثمين , الذين ظهروا في الفديو , كانوا يحملون شعار السرايا الملصوق على الكتف , والذي يشبه الى حد ما شعار الحرس الثوري الايراني ..
* وجدنا , أن هناك بعض المندسين , وهم جماعات منظمة , تشارك في كل تظاهرة , مدفوعة من الطرف الثالث , تدخل التظاهرات في أوجها , يحملون زجاجات حارقة * الملوتوف * ويرمونها على المؤسسات والدوائر الحكومية وبعض المحال التجارية بهدف التخريب وحرف مسار التظاهرات عن غايتها , وفي صورة واضحة تظهر أطلاق أحدى هذه الزجاجات على مواطن متظاهر , أصابته بحروق خطيرة في ساحة التحرير .. كان من الاجدر بالقوات الامنية المكلفة بحماية التظاهرات تفتيش الداخلين الى مكان التظاهرة , وأستباق هذه الحالات من قبل الاجهزة الاستخبارية ..
* هنالك بعض الفديوهات عن حالات قنص متعمدة على منطقة الرأس , من قبل عناصر الطرف الثالث في ساحة الطيران ببغداد , وفي الناصرية وميسان , على الرغم من أن المتظاهرين كان يحمل بعضهم العلم العراقي وقناني الماء .. وتم التأكيد على أنها قناني ماء , ذلك أن المتظاهرين الذين اصيبوا بالاعياء نتيجة للغازات المسيلة للدموع أو من أطلاق رذاذ الفلفل , كانوا يستخدمون تلك القناني لغسل وجوهم ورؤوسهم ..
الطرف الثالث لم يعد خافيا على العراقيين , وهو معلوم لدى الرئاسات الثلاث والوزراء التنفيذيين في السلطة , ألا أنهم لا يستطيعون حيلة , ذلك لانهم جزء من هذا الطرف الذي ما زال يلعب في الساحة العراقية بكل قوة وتأثير .. ولكن , هل بمقدور شعب العراق الحي , أن يغير معادلات الطرف الثالث , ويكشف اللجام عن فساده وجرائمه المنظمة وخيانته للعهود التي ما زالت تطلق من أفواه العوائل الاقطاعية التي تحكم البلد بقبضة من حديد ..