18 ديسمبر، 2024 11:16 م

طرطور: تافه , ضعيف لا قيمة له.
طرطرَ: فخرَ بما ليس فيه.
كلما تواردت كلمة طرطور تحضرني قصيدة الجواهري التي عنوانها ” طرطرا” , ويلخص فيها حالة مجتمع يئن من الوجيع على مدى قرن أليم , وما إعتبر وتدبر وتفكر.
ومطلعها:
“أي طرطرا تطرطري…تقدمي تأخري
تشيّعي تسنني… تهوّدي تنصري
تكرّدي تعرّبي…تهاتري بالعنصري
تعممي تبرنطي…تعقلي تسدّري”
………
القصيدة طويلة ومنشورة في 24\8\1946
وتلخص أحوالنا وتشير إليها بوضوح ثاقب لبيب , وما تعلمنا منها ولا إتخذناها سبيلا للشفاء من عاهاتنا السلوكية التي أشارت إليها , بل إستفحلت وتعقدت وتفاقمت , وجثمت على وعي الأجيال المتعاقبة.
والطرطورية بمعناها النفسي والسلوكي , الميل لما هو تافه ورذيل , وتعزيزه بالتفاعل المتكرر وبالمحفزات والمقويات التي تحبب القيام به , حتى يتحول إلى سلوك مقبول ومتصدر , ويدعو للفخر والقوة والقدرة على صناعة ما تريده النفس الفاعلة في الفرد والمجتمع من سيئات وموبقات وآثام وخطايا.
ووفقا لفقه الطرطرة , تتحول الرذيلة إلى فضيلة , وتضيع على الناس المعايير والمقاييس والقيم والأخلاق , وتجدهم في غياهب العمه والضلال يتفاعلون , وهم في غفلة وشرود وإنقطاع وتبعية وخنوع ومذلة.
وهذا ما يحصل في بعض المجتمعات , التي تطرطرت وفقا لما أوضحته القصيدة وأشار إليه الشاعر في تشخيصه لبيت قصيد المأساة الفاعلة فينا.
فإلى متى سنمضي في سلوك الطرطرة؟!!