23 ديسمبر، 2024 9:43 م

الطبيعة تحاصر أخطاءنا

الطبيعة تحاصر أخطاءنا

•         الوطن في خدمة المواطن
•         العراق يكرر الذنوب، مشابها نفسه.. في كل المراحل، بشكل مريع!

ينص “الكنزاربا” الكتاب المقدس للصابئة المندائيين، على أن: “المياه العكرة لا تبهج، والظلام لا يتسع.. وساكنه مجبول جبلا، انه في كن ذاته، وكل ما ينتج عنه باطل.. ابناء الظلام باطلون” ويقول المثل العربي: “فاقد الشيء لا يعطيه” وصولا الى الإهزوجة الشعبية: “الصد ما ينفع غير إعضاه” وإعضاه باللهجة الجنوبية، تعني إخوته وأبناء عمه وعشيرته الاقربين.
لذا فإن البلد يتخبط في دياجير “اللاقرار” و”القرار المتأخر” و”التردد في التنفيذ بعد اتخاذه” ما يؤدي الى كارثة؛ لأن ترك الأمور سائبة.. على علاتها، يعني تداعي العراق سريعا نحو الهوية، والبطء في بلورة موقف صريح وواضح، من قضايا آخذة بالتبلور، يفوت الفرصة على انتشال المتضررين ومعاقبة المجرمين وتصحيح الاقوام وتوجيه الناس الى الإستقامة، بينما التلجلج على اعتاب الموقف؛ يؤدي الى نوع من خداع جبان، يجب تلافيه، في إدارة الدولة، الذاهبة للخراب بأيدي النواب  وأرجل أعضاء مجلس النواب.. يجريان لـ “الجلوس على تلال الحطام”.
فكلاهما.. وسواهما من متنفذي السياسة، ومقلبي شؤون الاقتصاد، يسفحون أموال العراق، في الخارج، باستهتار؛ جعل العراق الطالع، من الحروب توا، يجد نفسه محاصرا بالمحيط  من حوله.. ناشزا.. موضع سخرية وتسفيه.. كلما حاول المطالبة بالخدمات، حوله ارهابيا، بطريقة تتوافق بها ارادتا الحكومة والمخربين والمعارضين والمواطنين، الذين يستغنون عن أساسيات حياتهم.. راضين: “من حقنا ودون”.
ومثلما “المال السائب يؤدي الى السرقة” ردة فعل الجماهير والساسة على الأحداث، تضيق خناق الرفاه، في العراق، بسيوف الارهابيين، الذين صاروا ينشطرون فيتعبون قواتنا الامنية، التي نتمنى لها دوام النصر الوطني ضد الخارجين على قانون الدولة.
وجد العراقيون أنفسهم محاصرين بالطبيعة لغياب الخدمات والرعاية الحكومية، متكلين على عناية الرب منذ التسعينيات، والى الآن، و… ربما الى الأبد؛ لأن الأخطاء تتوالد، والضعف يستقطب جور الآخرين.. يؤلبهم علينا، كفطيسة بين مخالب وانياب الضباع.
العراقيون يكررون أخطاء قضت على الطاغية المقبور صدام حسين، وستتآكل الارض بما انطوت عليه، من نعمة الثروات الطبيعية الغزيرة.
العراق يكرر أخطاءه، متشابها مع نفسه.. في كل المراحل، بشكل مريع! لا يشاء أحد من حكام السابق واللاحق، الارتقاء بالبلد، ولو سياحيا، من دون الجوهر وحقائق الأمور؛ لأقدم على تامين سهولة في الحركة ومساكن مخدومة بالماء والكهرباء والهواتف والغاز من دون انقطاع، ووفرة المحال التجارية المدعومة من الدولة، وتأطير هوية البلد، على الا يتحول الوطن متنا والشعب هامشا له؛ فالوطن في خدمة المواطن، وليس العكس، كما يقول ابو فراس الحمداني: “إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر”.
هل نحن نقتعد قعر بئر ظلماء، إذا نفخنا من خلال فوهتها نبث للعالم سموما؟ هذا ما يجعل الآية المندائية، شديدة الانطباق على شعب لا تعنى اي من الحكومات المتعاقبة عليه، بانتشاله من انكفائه راكسا في التلاشي!