الأمة ذات طاقات وفيرة متدفقة عاتية التيارات , وهي غير مستثمرة بل مبددة في نشاطات خسرانية.
ولهذا تجدها تعيش حالات من التوتر والتأجج والتصارع الإستنزافي التبذيري , لما فيها من إرادات وعزائم وإنطلاقات.
فالأجيال تسكب طاقاتها فوق رمال الشحناء والبغضاء , والتنابز بالويلات والتداعيات الحامية الدامية.
الأمة طاقاتها علمية تعقلية تفكرية تدبرية إبتكارية إلهامية إنسانية ذات مبتدءات وإتجاهات كونية , فعقل الأمة يتفكر في خلق السموات والأرض ويبتعد عن جذب التراب.
وما يصيبها أن الكراسي الجاثمة على صدور الأجيال , تخنقها وتعطل عقولها , وتدفع بالطاقات الفياضة للإنحراف والإنصباب في خنادق اليأس والإبلاس , وفقدان الثقة بالذات وضياع الهوية.
فلا توجد كراسي إيجابية تدير دفة الأمور , في واقع الأمة , وإنما مسعاها تخريبي , وتأهيلي للدمار والإنكسار , وإشغال الأجيال ببعضها , حتى تتمكن الكراسي المستحوذة على مصير البلاد والعباد من الإمعان بفسادها , وتبديدها للثروات وتعطيلها للطاقات.
وهذه هي العلة الأساسية الفاعلة في ترقيد الأمة , وتخميد أنفاس إرادتها وتطلعاتها الحضارية.
فأبناء الأمة طاقات حية واعدة مقتدرة , لديها عناصر ومفردات الصيرورات الحضارية الكبرى , وتنشط كراسي الذل والهوان في وضع الحواجز والعوائق والمصدات بوجهها , وإفتعال التصارعات اللازمة لهدر طاقاتها وتبديد إمكاناتها الإبداعية.
وهذا سلوك قائم منذ بداية القرن العشرين , ولا يزال متعاظما ويمتلك أدواته السلطوية , اللازمة لتحقيق مآربه العدوانية على الوجود العربي في أي مكان.
إن طاقات الأمة ستتحقق وستنتصر عن إرادات الكراسي السيئة , رغم أنها ستكلف الأمة بضعة أجيال , لكن الجيل الجديد الواعد , سيختصر المسافات , وستشرق الأمة بجوهرها الناصع المتوهج المضيئ!!