كثير من الموارد القرآنية الشريفة تحث وتؤكد وتوجه الإنسان المسلم على إتخاذ الأمانة والعدل منهجاً وسلوكاً ,في السراء والضراء مع الأقربين او مع المذهب أو الطائفة او مع الآخرين من غير المذهب وحتى مع مَن هم خارج الدين الاسلامي على حد سواء , لانها حدود وضوابط إلهية فبمخالفتها يحصل الانحراف والفساد وتترتب عليها آثار سيئة وصور مشوهة عن منظومة الاسلام عموماً وعن منظومة المذهب خصوصاً , وتكون حجة للمنكرين والمغرضين ,قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ..) وقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰوَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. ) وغيرها الكثيرمن الموارد التي تبين وتلزم ان يكون السلوك وسطي معتدل وعدم إكراه الآخرين لكي يعتنقوا ديناً او مذهباً معيناً, وقد ضرب لنا أمير المؤمنين عليه السلام أروع الامثلة الواقعية في الوسطية والعدالة والامانة في في اقواله وسلوكه وتعامله مع الجميع من دون استثناء , حيث صنف الناس الى صنفين (إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق) وايضا موقفه بعد ان ضربه ابن ملجم( لعنه الله) حيث (إنه أوصى يا بني عبد المطلب لا تحرضوا على دماء المسلمين وتقولوا قتل أمير المؤمنين لا تقتلوا إلا قاتلي …يا حسن إن أنا مت من ضربتي فاضربه بسيفه ولا تمثلن بالرجل…) حتى قال عنه طائفيو الاسلام عندما قُتل في المحراب (ان عَدلَهُ قتله ) في اشارة ان عدل امير المؤمنين قد ساوى بين الوجيه مع المملوك وبين هذه الطائفة وتلك وبين شريف النسب وبين من هو ادنى وبين البعيد والقريب , وبطبيعة الحال ان الطائفين لهم امتداد وتتابع على طول التاريخ الى يومنا هذا حيث تعمقت وترسخت الطائفية بقوة وانتشرت بمساحات واسعة وأصبحت ثقافة يتحلى بها الكثير من اتباع المذاهب, وكلامي هنا عن طائفي المذهب الشيعي, والسؤال المحير كيف يدعون التشيع ومولاتهم لأمير المؤمنين عليه السلام وهو ليس بطائفي قط ؟ وكيف يدعون الإيمان والتسليم بالقران , والقران ليس بطائفي قط ؟ بل يدعوهم لنبذ الطائفية والسكون الى العدالة والوسطية بكل مصاديقها السلوكية ,بل أكثر من ذلك كيف يتهمون من يكون أمينا في النقل التاريخي وعادلاً ووسطياً ومنصفاً … يتهمونه بعدم التشيع ؟!, فهل أصبح مفهوم التشيع عند هولاء هو عدم العدالة وعدم الأمانة بحيث من يتصف بهما يخرجونه من دائرة التشيع ؟!! فالطائفيون هم أعداء للأمانة والعدالة ,ونجد هذا جلياً في حياتنا اليومية الآن فمجرد ان تطرح طرحا معتدلاً عادلاً او تنقل خبراً بامانة وعدالة وتصف الأمور بإنصاف وتفكك وتفرق بين تداخل الأفعال والسلوك وترفض التعميم حول مايدور في بلدنا اليوم من شحن طائفي وثقافة عوراء تنظر بالعين الواحدة إلا ويتهمك اقرب الناس اليك بعدم التشيع او بالتسنن ؟! هذه التهمة التي لم يصمد أمامها الكثير ! متصوراً انه يرفع من شأن مذهبه أو ينتصر له ؟! فالطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويجردها حقوقها أو يكسب طائفته تلك الحقوق التي لغيرهاً تعالياً عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدهاوهو ايضاً يعمم أفعال طائفي مذهب ما على كل المذهب فيلبس البريء المعتدل تهمة الطائفية والفكر المعادي التكفيري, وهو الذي يوظف الفكر للقتل والجريمة او يبررها !, والحقيقة أنه توجد شبهة في اذهان هؤلاء وهي إنهم لايميزون بين صحة المعتقد وتماميته ورسوخ أدلته وبين التطبيقات الجزئية فالمذهب المفروض في أذهان هؤلاء ثابت وراسخ مسبقاً فلا يحتاج الى التعصب الطائفي لكي يُرسخ بل العكس التعصب يشوه صورته ؟ وهم بذلك يلبسون اشخاصاً ثوب التشيع والقيادة والقدوة ادامةً لطائفيتهم التي هي غاية للأنتهازية والوصولية والتسلط , وقد أشار سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضرته الرابعة (تحليل موضوعي للعقائد والتاريخ الاسلامي ) لقضية مهمة ترتبط بالتاريخ الشيعي ونقل الحقائق والحوادث بأمانة وعدل وموقف الطائفيون منها , حيث ذكر دام ظله قائلاً )أبو مخنف كان أقرب وواقعياً وكان عادلاً وأميناً في النقل وهذه الأمانة في النقل أدت عند البعض من الطائفيين ان يتهم أبا مخنف بعدم التشيع او يتهموه بالتسنن وأضاف دام ظله , يوجد كتاب تحت عنوان ( مقتل الامام الحسين لأبي مخنف ) غير تام ليس بصحيح السند فيه كثير من الأمور لم تثبت سنداً فهذا الكتاب ليس هو فعلاً كتاب أبو مخنف ! أبو مخنف كتب كتاباً كتب المقتل ولم يصل إلينا أصل الكتاب …..) وأضاف دام ظله ( حتى نكون أمينين في معرفة الحقائق تجد الان التداعيات والعراك الطائفي والتسابق على الجريمة والرذيلة والقبح في ارتكاب الجرائم بين طافي هذا المذهب وطائفي المذهب الاخر فهذا الامر انعكس عند علماء المذاهب عند زعماء المذهب